يَقْبِضْهُ فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيَّ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ
هذا من أقسام الادلة التى ترجع الى الصحابة انفسهم وقد ذكرت ان هناك بعض الادلة راجع الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ذكرتها ومنها راجع الى الصحابة الكرام وسبقت.
ومنها عوامل خارجية مؤثرة في ضبط الصحابة وادلة على ظهور هذا الضبط ومنها ما يلى:
أولا: كلما ازدادت العدالة ازداد الضبط وخاصة الطبقة العليا من الصحابة الكرام لاسيما وأن من عدلهم ليس ابن معين او شعبة او سفيان بل ان من عدلهم هو الله تبارك وتعالى من فوق سبع سموات ورسوله صلى الله عليه وسلم مبلغا عن رب العزة هذا التعديل
ثانيا: أن العرب أصلا عرفو بالحفظ والضبط والاتقان فقد كان الواحد منهم يحفظ القصيدة الطويلة وسمعنا عن القصائد الالفية التى تبلغ الالف بيت بل اننا سمعنا عمن يحفظ القصائد منكوسة من اخرها الى اولها وما امر المعلقات السبع واسواق قريش التى كان يتمارى فيها الشعراء منا ببعيد
ثالثا: ثناء بعض الصحابة على بعض فهذا ابن عمر رضى الله عنه يقول كان ابو هريرة الزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا
وقال عنه بعض الصحابة ولاشك انه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم نسمع والادلة على تعديل بعضهم بعضا وثناء بعضهم على بعض فى الحفظ والضبط كثيرة
رابعا: حرصهم على عدم الزيادة او النقصان فكان احدهم ربما توقف فى الحديث ان يحدث به بالكلية خشية أن يزيد او ينقص
خامسا:وهو امر مهم جدا الا وهو إجماع الامة على تلقى حديثهم من غير كلام فى ضبطهم ولا عدالتهم ولاشك ان اجماع الامة معصوم وهو احد الادلة فى الاسلام ... وإذا كان التعديل والتجريح يكون بأمرين الاول كلام العلماء والثاني الشهرة والاستفاضة فإن الصحابة الكرام جمعو بين الامرين فما جرح فيهم احد وشهرتهم سبقتهم بل ان من دونهم بكثير قبلنا حديثهم مثل الشافعى ومالك و السفيانين وشعبة وغيرهم من الائمة المشهورين افنرد من هم خير منهم واجل
سادسا: دعاء النبى صلى الله عليه وسلم لبعضهم بالحفظ والضبط بل انه جعل أحدهم محدثا ملهما لايقول من نفسه الا وهو الفاروق عمر لما قال النبى صلى الله عليه وسلم إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
وقال لابي هريرة انى ظننت انه لن يسالنى عن هذا غيرك لما علمته من حرصك على الحديث وكما ذكرنا ان اكثر من وجه اليه سهام الطعن هو ابو هريرة ويقول عنه الرسول صلى الله عليه وسلم انه حريص على الحديث
سابعا:وهو مهم ايضا جدا قول النبى صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع:ليبلغ الحاضر منكم الغائب هذا أمر لاكثر من مائة ألف صحابى بالتبليغ وأمره العام هذا لكل من حضر حجة الوداع يدل على انهم كلهم أهل التبليغ فكان من الممكن أن يقول لايبلغ الا فلان وفلان لانهم اهل للتبليغ وربما لم يحضر الا الاعرابى مرة واحدة ولكن علم النبى صلى الله عليه وسلم أنه أهل للتبليغ.
ثامنا: صاحب القصة أولى بحفظها فهم الذين شاهدو أحوال وأخبار النبى صلى الله عليه وسلم كمن حضر غزوة بدر مثلا وقص علينا ماحدث فيها فالذين شاهدو التنزيل يؤدي بهم الى تمام ضبطهم.
تاسعا: انعدام الاسناد فليس بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم احد انما سمعه من الرسول مباشرة فى الاعم الاغلب
بالاضافة إلى انهم انزاح عنهم علوم الحديث من الشاذ والمنكر والمعلول والكلام فى الجرح والتعديل وكل هذه الاشياء فكان الحديث عندهم سجية والله اعلم
وبهذا انتهى من الادلاء بدلوى الفارغ فى هذه المسالة اسال الله العلى العظيم ان يكتب لى الاجر وأن يرزقنى وإياكم الصدق والاخلاص والتوفيق والسداد إنه ولى ذلك والقادر عليه
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[12 - 06 - 07, 06:09 م]ـ
لاتعليق؟
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[12 - 06 - 07, 08:29 م]ـ
أستاذي الكريم لدي سؤال واعذرني لجهلي، النقاط التي ذكرتها حضرتك قد لا تنطبق كلها على الصحابي الذي سمع الحديث من صحابي آخر (مراسيل الصحابة)، وقد لا تنطبق أيضاً على الصحابة الذين لم يلازموا النبي صلى الله عليه وسلم فترة كافية. فهل هناك صحابي غير تام الضبط؟
وجزاك الله خيراً.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[12 - 06 - 07, 09:41 م]ـ
بالفعل أخى الفاضل لاتنطبق جميع النقاط على جميع الصحابة
لكن هناك بعض النقاط تنطبق على جميع الصحابة عن طريق غير مباشر
فمثلا سرد الحديث وقوة حفظ العرب وانعدام الاسناد وايضا خامسا وسادسا وسابعا تنطبق على جميع الصحابة
ولاحظ أخى الفاضل أن مراسيل الصحابة ليست بالامر الكثير مقارنة بباقى السنة المروية
كما أشكر لك أخى الفاضل ما قدمته من مجهود ووقت فى مطالعة هذه الكلمات فما كتبتبها الا لكي يعلمنى أمثالك ما فيها من خطأ
جزاكم الله عني خيرا
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[13 - 06 - 07, 11:44 ص]ـ
أستاذي الفاضل، هل وقف أحدكم على صاحبي غير تام الضبط؟
واعذرني على السؤال.
¥