تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رسالة في علم الحديث للشيخ حسن البنا]

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[28 - 08 - 02, 01:09 م]ـ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

القاهرة

غرة المحرم 1367هـ

الرواية والإسناد

الحديث والخبر والأثر

المتواتر والآحاد

أنواع الأحاديث ودرجاتها

لواحق

الرواية والإسناد

ما الإسناد؟ .. وما المتن؟

تقرأ الحديث الشريف فيطالعك أو ما يطالعك "السند" وهو: سلسلة الرواة الذين نقل عنهم هذا الحديث من لدن رسول الله إلى أن انتهى إلى أحد الحفاظ المشهورين كمالك أو البخاري أو مسلم رضي الله عنهم.

والإسناد: رفع الحديث إلى قائله.

وقال ابن جماعة: المحدثون يستعملون السند والإسناد لشيء واحد.

وأما المتن: فهو ألفاظ الحديث نفسها.

ومعرفة السند هي الأساس عند المحدثين في الحكم على درجة الحديث إذ إن عماد الصحة أو الضعف عندهم درجة الرازي من الصدق، ودرجة روايته من الوضوح والثقة.

ولهذا كانت عنايتهم بالأسانيد عظيمة، نشأ عنها علم مصطلح الحديث بلواحقه من علم الرجال والأنساب والكنى والأسماء والجرح والتعديل.

الإسناد من خصائص الأمة الإسلامية:

ولم يؤثر عن أمة من الأمم العناية برواة أخبارها وكتبها، ومأثورات أنبيائها كما عرف ذلك عن هذه الأمة الإسلامية التي عنيت بهذه الناحية أتم العناية، حتى إن اهتمامها بالأسانيد والرواة لم يقف عند حد العلوم الشرعية، بل تعداها إلى العلوم الأدبية والأخبار التاريخية وغيرها، وإن كان في الحديث النبوي وما إليه أدق وأوضح.

قال أبوعلي الجياني: (خص الله تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها من قبلها: الإسناد، والأنساب، والإعراب).

وقال ابن حزم:

(نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي "صلى الله عليه وسلم" مع الاتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل، وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من اليهود، ولكن لا يقربون فيه من موسى قربنا من محمد "صلى الله عليه وسلم"، بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصرا .. ولا يمكن أن يبلغوا إلى صاحب نبي ولا إلى تابع له).

وقد أثر عن السلف في الحث على العناية بالإسناد أقوال كثيرة:

قال ابن المبارك.: (الإسناد من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما يشاء).

وقال سفيان بن عيينة: (حدّث الزهري يوما بحديث فقلت: هاته بلا إسناد، فقال الزهري: أترقى السطح بلا سلم؟).

وقال الثوري: (الإسناد سلاح المؤمن).

وقال أحمد بن حنبل: (طلب الإسناد العالي سنة عن السلف؟ لأن أصحاب عبد الله كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة فيتعلمون من عمر ويسمعون منه).

وقال محمد بن أسلم الطوسي: (قرب الإسناد قرب أو قربة إلى الله تعالى).

وقال محمد بن سيرين: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم) .. وقال: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم).

وحكى الأوزاعي عن سليمان بن موسى قال: (لقيت طاووسا فقلت: حدثني فلان كيت وكيت قال: إن كان صاحبك " .... " فخذ عنه).

أنواع التحمل ودرجاته:

وكما كانوا يتحرون حال الراوي كانوا يعنون كذلك بالطريقة التي تلقى بها عن شيخه.

وطرق التلقي تختلف في الأسلوب وفى الرتبة. ومنها:

1 - السماع من لفظ الشيخ إملاء من حفظه، أو تحديثا من كتابه.

2 - قراءة الطالب على الشيخ.

3 - سماع الطالب على الشيخ بقراءة غيره.

4 - المناولة مع الإجازة كأن يدفع له الشيخ أصل سماعه، أو فرعا مقابلا به ويقول له: أجزت لك روايته عنى.

5 - الإجازة المجردة عن المناولة، ولها أنواع كثيرة مفصلة في كتب الفن.

6 - المناولة من غير إجازة بأن يناوله الكتاب مقتصرا على قوله هذا سماع ولا يقول اروه عني، ولا أجزت لك روايته.

قيل: تجوز الرواية بهذه المناولة .. والصحيح عندهم عدم الجواز.

ومثلها:

7 - الإعلام: كأن يقول: هذا الكتاب من مسموعاتي من غير أن يأذن له في روايته عنه.

8 - الوصية: كأن يوصى بكتاب عند سفره أو موته .. والأرجح عدم جواز الرواية به.

9 - الوجادة: كأن يجد حديثا أو كتابا بخط شيخ معروف لا يرويه الواحد عنه بسماع ولا إجازة فله أن يقول: وجدت أو قرأت بخط فلان.

وفى مسند الإمام أحمد كثير من ذلك من رواية ابنه عنه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير