تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشبهة الثالثة: ثم تحدث الكوراني محاولا إثارة شبهة أخرى مستعينا في تحقيق ذلك بالتدليس وخلط المفاهيم على بسطاء الناس محاولا أن يصور إن تدوين الحديث إذن فيه بعد مئة سنة بشرط اقتران الأحاديث المروية عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بما روي عن عمر رضي الله عنه فيقول:"وكانت النتيجة أن دولة عثمان وبني أمية بعد قرارات عمر وسياسته في منع الحديث والعقوبة عليه الى نهاية القرن الأول ... ثم أجازت تدوين الحديث المسموح به فقط للمسموح لهم فقط،وبشرط أن تدون أحاديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأحاديث عمر رضي الله عنه ".

فهو هنا يلمح بكتاب عمر بن عبد العزيز الى أبي بكر بن محمد عمرو بن حزم واليه على المدينة بخصوص تدوين الحديث،وسننقل الرواية من كتب الامامية أنفسهم ثم نرى كيف حاول الكوراني تحريف النص ثم تحميله ما لم يحتمل،يقول الميرزا ألنوري في مستدرك الوسائل:"فقد كتب الى عامله على المدينة لأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يأمره:إن انظر ما كان من حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،أو سنة ماضية، أو حديث عمرة،فاكتبه، فاني قد خفت دروس العلم وذهاب أهله".

فهو قد حرف لفظة (حديث عمرة) بعبارة (حديث عمر) من اجل التلبيس على الناس وسياقاتهم الى قناعات وتصورات بعيدة عن الواقع.

4. الشبهة الرابعة: ادعاء الانتقائية في الرواة المسموح لهم بالرواية:

ومن الشبه التي أثارها الكوراني حول مسألة تدوين الحديث وروايته،ادعاءه أن الدولة الاسلامية أذنت لعدد قليل جدا من الرواة برواية الحديث وتدوينه،ومنعت جماهير الصحابة عن ذلك فقال:"وكانت النتيجة أن كعب الأحبار وجماعته، وتميما الداري وجماعته، صدرت لهم إجازة رسمية بان يحدثوا الناس في مسجد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومساجد بلاد المسلمين بأحاديث اليهود والنصارى ... بينما أمثال علي باب مدينة العلم،وأبو ذر اصدق من عليها،وحذيفة بن اليمان،أمين سر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصاحب سره ممنوعون من الرواية ".

ولا ادري حقيقة الى أي درجة يؤمن الكوراني نفسه بهذا الكلام؟ وهو يعلم أن ما أخرجه اهل السنة عن حذيفة بن اليمان أكثر مما أخرجه عنه الشيعة الأمامية إذا ما استثنينا الأحاديث المختلقة التي الصقها به الوضاعون من الرافضة، ولا ادري بعد ذلك عن ماهية تلك الإجازة الرسمية التي صدرت من الدولة الاسلامية للترويج لعقائد اليهود والنصارى؟ إن هذا اتهام مباشر وخطير للأمة الاسلامية ممثلة بخلفائها وعلمائها بالنكوص عن الدين والانحدار الى هاوية الردة لان الذي يمنع حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويسمح بحديث اليهود والنصارى لا يبقى من إسلامه شيء، ثم إن كان كلامه هذا صحيحا فمن الذي روى هذا الكم الهائل من أحاديث المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهم ممنوعون من الرواية.

والشيخ الكوراني في سبيل الوصول الى ما يريد لا ما نع لديه من ركوب الصعب والسهل على حد سواء، فهو لكي يظهر عليا رضي الله عن بمظهر الحريص على نقل السنة - وهو كذلك بلا شك – يسوق من الأحاديث ما لا تقوم به الحجة، غاضا نظره عما قال العلماء عن ذلك الحديث مع علمه بذلك، فاستمع إليه وهو يقول:"وقف على عليه السلام ضد سياسة منع الحديث،وكان يأمر من يطيعه بالتحديث والتدوين،ويروي لهم أحاديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالتحديث عنه وتدوين حديثه الشريف ... روي في كنز العمال ج1/ 262 (عن علي قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اكتبوا هذا العلم فأنكم تنتفعون به إما في دنياكم وإما في آخرتكم وان العلم لا يضيع صاحبه ". وحذف الشيخ الكوراني أو غض نظره عن تعقيب المحقق على هذا الحديث مباشرة في نفس الطبعة التي اعتمد عليها الشيخ وهو قوله" وفيه محمد بن محمد بن علي بن الأشعث كذبوه"، فالشيخ يبيح لنفسه أن ينقل من الأحاديث ما حكم العلماء عليه بالسقوط لا لشيء إلا لان هذا الحديث متفق مع القناعات التي يؤمن بها أو يريد إيصال الناس إليها، وإلا فان عليا رضي الله عن قد نقل عنه ما يخالف هذا الموقف تماما وهو الدعوة الى عدم التدوين حال غيره من كبار الصحابة في هذه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير