[حكم رواية الحديث الضعيف والعمل به]
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 12:05 ص]ـ
انقسم العلماء في رواية الحديث الضعيف وحكم العمل به إلى ثلاثة مذاهب:
- المذهب الأول: أنه لايعمل بالحديث الضعيف مطلقًا، لا في الأحكام والعقائد، ولا في فضائل الأعمال؛ وهذا الرأي حكاه ابن سيد الناس في " عيون الأثر " عن يحيى بن معين، ونسبه في "فنح المغيث " لأبي بكر بن العربي، ويبدو أن ذلك أيضًا مذهب الإمامين؛ البخاري ومسلم، فقد اشترطا على نفسيهما ألا يخرجا إلا الصحيح فقط، بل إن مسلمًا قد شنّع في مقدمة "صحيحه" على من يروون الحديث الضعيف، وهذا المذهب - كذلك - مذهب ابن حزم، ومن المعاصرين الذين قالوا به؛ العلامة أحمد شاكر، والشيخ الألباني، وغيرهم 0
- المذهب الثاني: أنه يُعمل بالحديث الضعيف مطلقًا في الأحكام، وفي فضائل الأعمال، وقد عُزي ذلك إلى الإمام أحمد بن حنبل وإلى تلميذه الإمام أبي داود السجستاني، فلقد كانا يريان أن الضعيف أقوى في الاستدلال من آراء الرجال، ولكن يبدو أن هذا الرأي يحتاج إلى تحليل ومراجعة، فليس من المنطق أن يجيز الإمام أحمد رواية الحديث الضعيف والعمل به على هذا الإطلاق، وهو إمام أهل السنة والجماعة، والذي كان منهجه التدقيق والتحري في رواية الضعيف، فضلاً عن العمل به 0 وكذا فإن الإمام أبا داود السجستاني قد شرط في " سننه " أنه ماكان من ضعيف فإنه يبينه، وينبه عليه 0 والحق أن الإمام أحمد وأبا داود حينما قالا ذلك قالاه وقد كان الحديث على عهدهما ينقسم إلى قسمين:
- صحيح 0 - وضعبف 0
والضعيف نوعان؛ متروك، وليس بمتروك، وهذا الأخير كان يعد نوعًا من أنواع الحديث الحسن، فالمتروك لم يجزه أحد منهما، وإذا كانا قد أجازا روايته فقط وليس العمل به، وذلك بعد الكشف عن ضعفه ليحذره الناس 0
- وأما الثاني: الضعيف الذي ليس بمتروك، والذي سماه الترمذي فيما بعده بـ (الحسن)، فهذا تجوز روايته 0
_ وأما المذهب الثالث: أنه يعمل بالضعيف في فضائل الأعمال بشروطه المعتمدة عند الأئمة الثقات، والتي لخصها الإمام ابن حجر، رحمه الله، في ثلاثة شروط هي:
*أحدها؛ أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب، ومن فحش غلطه 0
*والثاني؛ أن لايعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط 0
*والثالث؛ أن يكون مندرجًا تحت أصل معمول به، فيخرج مايخترع،أو ما لا أصل له 0
والذي ينبغي أن يُنتبه له أن فتح المجال لرواية الحديث الضعيف، والقول بالعمل به، قد فتح المجال للدخلاء من أنصاف العلماء، والوعاظ الجاهلين، والقصاص، والمتصوفة المتأولين لأن يتقولوا على الرسول صلى الله عليه وسلم مالم يقله 0
وحتى إنهم على أقل تقدير لم يراعوا شروط رواية الضعيف والعمل به، بل أخذوا يروون الموضوعات والمناكير بحجة أنه يجوز رواية الضعيف في فضائل الأعمال 0
وإن من يقرأ دواوين الخطباء، ومن يستمع إلى أكثرهم - إلا من رحم الله - لتتأذى أذناه بما يسمع من روايات مكذوبة، وأحاديث موضوعة، والتي كان لها أثرها السيء على الأمة عقيدةً وفكرًا وسلوكًا، وعلينا أن نعلم أن في الأحاديث الصحيحة مندوحة لنا وكفاية نبني عليه معتقداتنا وأخلاقنا 0 والله مولانا، وهو خير الناصرين 0
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[29 - 04 - 07, 12:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم وهذه بعض المشاركات لإثراء الموضوع
العمل بالأحاديث الضعيفة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92580&highlight=%C7%E1%D6%DA%ED%DD)
حكم الاحتجاج والعمل بالحديث الضعيف للشيخ عبدالكريم الخضير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7130&highlight=%C7%E1%D6%DA%ED%DD)
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 12:14 ص]ـ
جزاك الله كل خير أخي المبارك