وفي لفظ آخر عن عطاء بن أبي رباح، أنه سمع ابن عمر، يحدث بمنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أما رواية الحاكم التي صححها وقال الذهبي صحيح في التلخيص
فعن عطاء بن أبي رباح، قال: كنت مع عبد الله بن عمر فأتاه فتى يسأله عن إسدال العمامة، فقال ابن عمر: سأخبرك عن ذلك بعلم إن شاء الله تعالى، قال: كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه
المستدرك
ويظهر بالتتبع أن الأسانيد التي نقلت إلينا وصرح فيها بالسماع عددها محصور لكن العبرة بوجودها أيا كان ذلك
وأختم بحديث أذكره استئناسا
قال أبو الشيخ ثنا أبو الفضل العباس ابن الشيخ أبي العباس السقاني رحمه الله، نا الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي الفقيه الحافظ رحمة الله عليه، قراءة عليه أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان الحافظ، أخبرنا أبو بكر الفريابي (الإمام الحافظ الحجة شيخ الوقت)، نا الحسين بن عيسى القومسي (صدوق من رجال الشيخين)، نا جعفر بن عون (صدوق من رجال الستة)، نا أبو جناب الكلبي، نا عطاء، قال: دخلت أنا وعبد الله بن عمر، وعبيد بن عمير، على عائشة رضي الله عنها، فقال ابن عمر: حدثيني بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فبكت، ثم قالت: كل أمره كان عجبا أتاني في ليلتي، حتى إذا دخل معي في لحافي، وألزق جلده بجلدي، قال: يا عائشة ائذني لي، أتعبد لربي، فقلت: إني لأحب قربك وهواك قالت: فقام إلى قربة في البيت، فما أكثر صب الماء، ثم قام فقرأ القرآن قالت: ثم بكى، حتى رأيت أن دموعه بلغت حجره، ثم اتكأ على جنبه الأيمن، ثم وضع يده اليمنى تحت خده، ثم بكى، حتى رأيت أن دموعه قد بلغت الأرض قالت: فجاء بلال فآذنه بصلاة الفجر، فلما رأه يبكي، قال: يا رسول الله أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ وقال: ألا أبكي وقد أنزل علي الليلة: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار إلى قوله سبحانك فقنا عذاب النار ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها
الحديث في كتاب أخلاق النبي رقم 510 ص 190
قلت ولجعفر متابعة عند الطحاوي في شرح مشكل الاثار ج12/ص33 حدثنا أبو أمية حدثنا محمد بن القاسم الأسدي عن أبي جناب الكلبي عن عطاء بن أبي رباح قال دخلت مع عبد الله بن عمر وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنهم
ومتابعة عند ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير ج1/ص441
وأبو جناب الكلبي قال الحافظ ضعفوه لكثرة تدليسه
وهنا صرح بالتحديث فانتفى تدليسه
وفي تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ج1/ص260
قال رواه ابن حبان في صحيحه في النوع السابع والأربعين من القسم الخامس من حديث عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال دخلت أنا وعبد الله بن عمر وعبيد بن عمير على عائشة
لكن في الإحسان لم يذكر ابن عمر في الحديث فتغير القائل في غير موضع
ولعله وهم من الزيلعي فليستدرك في موضعه
والخلاصة فسماع عطاء من ابن عمر هو مذهب الشيخين البخاري ومسلم وابن المديني وغيرهم وهو من شرط البخاري في الأدب والدلائل على سماعه أكثر من أن تحصر، وإني متأكد من أن مزيدا من البحث قد يكشف دقة نظر البخاري ومسلم وسعة اطلاعهما، كما أن في تحقيق أحاديث عطاء عن ابن عمر ستجد جموعا من المحدثين القدامى والمتأخرين متشدديهم ومتساهليهم على تصحيح هذا الإسناد الذي لم أجد فيه حتى الآن أي نكارة تستوجب التوقف
والله تعالى أعلم
11/ 02/06, 01:24 01:24:08 PM
عبدالرحمن الفقيه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=8) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/statusicon/user_invisible.gif
غفر الله له
تاريخ الانضمام: 06/ 03/02
محل السكن: مكة
المشاركات: 5,577
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/icon1.gif
وفق الله الجميع
أما سماع عطاء من ابن عمر ففيه نظر كما سبق، وأما الرؤية فهي ثابتة ولايلزم من المعاصرة والرؤية السماع.
وأما النقل عن علي بن المديني فهو خطأ، والصواب أنه يقصد ابن عمرو وليس ابن عمر، وقد حصل خطأ في النسخة المطبوعة
وقد نقله على الصواب الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب حيث قال (وقال علي بن المديني وأبو عبدالله:رأى ابن عمر ولم يسمع منه).
¥