ثالثاً: كلام البيهقي _ رحمه الله _ ليس فيه نفي السماع بل نفي السماع في هذا الحديث خاصة وهذا يفعله الأئمة كثيراً ويبينون عدم السماع بذكر الواسطة من طريق آخر. ولذلك ساق الحديث الذي تشير إليه من طريق آخر يبين عدم سماع هذا الحديث الخاص منه فقال (1/ 332): (أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان الأهوازي أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن نافع عن سليمان بن يسار أن رجلا أخبره عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن امرأة كانت تهراق الدم .. )
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 12:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ثانياً:لا أعلم نصاً صريحا من الأئمة يثبت سماع سليمان بن يسار من أم سلمة لكن هناك قرائن ترجح السماع منها:
1 - أن المزي في تهذيب الكمال ذكره فيمن روى عن أم سلمة وعادته _ رحمه الله _ أنه بعد ذكر من روى عنه الراوي ومن روى عنه بقوله (روى عن) و (روى عنه) أن ينقل أقوال الأئمة في صحة السماع أو عدمه ويذكر رأيه في ذلك، فإذا أطلق ولم يتعقب فهو قرينة على الإثبات وإن لم يكن ذلك صريحاً منه ولم ينص عليه وكذا متابعة الحافظ ابن حجر له في التهذيب.
2 - أن ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل ذكر روايته عن أم سلمة ولم ينفي السماع (4/ 149) مع أنه عرف عنه الاهتمام والاستقراء في إثبات السماع أو نفيه في هذا الكتاب.
عفا الله عنك هذه ليست قرائن اثبات
فالمزي كثيراً ما يهمل أقوال الأئمة في الإتصال والإنقطاع والحافظ يستدركها عليه في تهذيب التهذيب يعرف هذا كل من يستعرض طائفةً من تراجم التابعين في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب
والحافظ نفسه يستدرك عليه أيضاً
وعدم النص على الإنقطاع لا يعني ترجيحاً لثبوت السماع
جاء في ترجمة عبد الله بن حبيب بن ربيعة في التهذيب (3/ 115) قول بن أبي حاتم عن أبيه ليس تثبت روايته عن علي فقيل له سمع من عثمان قال روى عنه ولم يذكر سماعاً
فعليه مجرد الرواية ليست قرينة اثبات أو نفي
ولكن ينظر في المعاصرة وامكانية اللقاء وغيرها
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[09 - 05 - 07, 12:35 ص]ـ
أرجو من إخواني أن يفيدوني هل روايات ذلك الحديث تشد بعضها بعضا أم تعلله
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 05 - 07, 01:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اخي الكريم عبد الله الخليفي ينبغي أن تدقق في كلامي وتفرق بين القول بنسبة إثبات السماع للمزي وبين أن يكون تصرفه قرينة ومعلوم أن القرينة بحد ذاتها لا تثبت السماع.
أشرت إلى أن هذا ليس منصوصا عن المزي وأنه ليس صريحاً منه فكلامي هو أن هذا قرينة على أن المزي لا ينفي السماع وفرق بين الأمرين.
ولا شك أن مجرد الرواية لا تثبت السماع فقوله روى أو حدث عنه لا تكفي في إثبات السماع ولهذا أمثلة كثيرة غير ما ذكرته أخي:
1 - قال ابن المديني: (لم يسمع أبو قلابة من هشام بن عامر وروى عنه) المراسيل (ص 109).
2 - وقال ابن ابي حاتم: (سئل أبو زرعة عن عنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي المدني روى عن عكرمة روى عنه عمر بن بشر بن السرح قال: لم يسمع من عكرمة شيئاً) المراسيل (ص 161)
3 - وقال ابن ابي حاتم: (سألت أبي عن الأعمش عن عبد الرحمن هل سمع منه؟ فقال: قد روى عنه ولم يسمع منه) المراسيل (ص 84) جامع التحصيل (ص 189)
4 - وقال أبو داود سألت أحمد عن عامر بن مسعود القرشي له صحبة؟ قال: (لا أدري روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) سؤلات أبي داود (ص 184) ويريد به حديث " الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء" عند الترمذي.
5 - وقال عبد الله بن أحمد: (سمعت أبي يقول لم يسمع هشيم من عاصم بن كليب ولا من الحسن بن عبيد الله شيئا وقد حدث عنهما وقد حدث عن العمري الصغير ولم يسمع منه وحدث عن أبي خلدة ولم يسمع منه) العلل (2/ 32)
5 - وقال ابن معين: (عمر بن معروف شيخ من أهل الراي روى عنه جرير ليس بشيء روى عنه عكرمة ولم يسمع منه شيئاً) معرفة الرجال (1/ 51)
6 - قال البخاري: (القاسم بن أبي أيوب الأسدي الأعرج عن سعيد بن جبير قاله أصبغ بن زيد روى عنه شعبة وأبو خالد الدالاني روى عنه هشيم ولم يسمع منه) التاريخ الكبير (7/ 168)
7 - وقال البخاري أيضاً: (وسف بن يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن زادويه قاضي اليمن عن عمر بن عبد العزيز روى عن طاوس ولم يسمع منه .. ) التاريخ الكبير (8/ 382)
8 - قال ابن حبان: (عياش الكليبي يروى عن عبد الله بن باباه روى عنه شعبة بن الحجاج وقد روى عن أنس ولم يسمع منه) الثقات (7/ 293)
والأمثلة على هذا كثيرة جداً.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 03:49 م]ـ
أنا أفهم كلامك جيداً وكلامي منصب على رفضي أن يكون مجرد ذكر المزي للرواية قرينة تدل على اثبات السماع
¥