[حمل رسالة دكتوراه بعنوان جرح الرواة وتعديلهم الأسس والضوابط]
ـ[دكتور محمود عيدان]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:42 ص]ـ
جرح الرواة وتعديلهم ـالاسس والضوابط
رسالة دكتوراه
من اعداد
محمود عيدان احمد الدليمي
بأشراف
الدكتور زياد محمود رشيد العاني
جامعة بغداد ـ كلية العلوم الاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونشكره، ونستعينه، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فما له من هاد.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله وخاتم النبيين.
أما بعد:
فأن الله تبارك وتعالى خص هذه الامة بخير كتاب أنزل،وشرفها بخير نبي أرسل، وأعزها بخير منهاج شرع، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، في نبأ من كان قبلنا، وخبر مابعدن، وحكم ما بيننا، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن إبتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين،كما أخبر بذلك سيدنا محمد ?
ومن أبرز خصائص هذه الامة، أن الله تبارك وتعالى أراد لدينها أن يكون دين الناس جميعا. ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ آل عمران: 85
وهذا يستلزم أن يكون نبينا محمد ? كذلك رسولا إلى الناس كافة، لذا قال تبارك وتعالى مخاطبا نبيه محمدا ? چ ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? چ سبأ: 28.
وقد أخبر الصادق المصدق عن نفسه بهذا فقال: ((أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة)).صحيح البخاري/كتاب الصلاة/رقم الحديث 419.
ولكي تكون عالمية الإسلام هذه مثالا واقعا، فقد تكفل سبحانه وتعالى بحفظ كتابه العزيز،الذي هو دستور المسلمين ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ں چ الحجر: 9
وتكفل كذلك بحفظ سنة نبيه ? وهديه القويم، لأنها الطريق الى الموصل الى هديه وشريعته سبحانه وتعالى بناء على قوله تعالى: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? چ چ چ چ چ آل عمران: 31
وقوله: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چ النساء: 59
ومعلوم أن الرد إلى الرسول ? بعد وفاته إنما يكون عن طريق الرجوع إلى سنته، والعمل بمقتضاها.
لأجل هذا كله تجلت رحمة الله بهذه الأمة، بأن سخر جهابذة العلماء ووجه عنايتهم إلى القيام بأعباء حمل سنته ? والتصدي لمن يريد ان يلبس على الناس شيئا من ذلك، فكانوا المصفاة التي حفظ الله بها سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من شوائب المغرضين من المنافقين والمارقين، فقامت دراسات واسعة، وبذلت جهود كبيرة، في سبيل تمكين الناس من الاحتكام إلى سنته ?
فظهر المفسرون الذين يعلمون الناس مراد الله عز وجل من خطابه في كتابه العزيز، وظهر الفقهاء ليعلموا الناس الحلال والحرام، وظر المحدثون الذين توارثوا أقوال نبينا محمد ?، وأوصلوها الى من بعدهم، وظهر بعد ذلك الناقدون لأخبار الرواة وهم من يعرفون بأئمة الجرح والتعديل، ليقولو للناس أن فلانا كذاب فلا تأخذوا حديثه، وأن فلانا صدوق لكنه سيء الحفظ، وهكذا .... وعد ما قام به هؤلاء الرجال العظام مفخرة الامة الاسلامية عبر الأجيال، وكان اللبنة الأولى في صرح البحث العلمي الرصين، فقد أخضعوا كل من روى شيئا من حديث الرسول ? للدراسة والنقد والتمحيص، وهو ما يعرف عندهم بـ (ميزان الجرح والتعديل) وأصدروا أحكامهم عليهم وفق منهج علمي إسلامي رفيع، تشرئب إليه الأعناق ولا تبلغه، لا مكان فيه للأهواء. من اشتط في حكمه منهم على أحد قالوا له لا عبرة بحكمك، ومن تحامل على غيره كان تحامله على غيره بصمة تؤشر في ميزان ضعفه وهكذا.
لهذا فإن أهمية الجرح والتعديل تأتي بالدرجة الأولى، إذ بغير هذا العلم يفوت كل ما يرتجى من حديث رسول الله ? ويكون المتعاطي لتلك الأحاديث كحاطب ليل، لعله يضع الأفعى على كاهله وهو لا يعلم.
¥