[من فوائد مصطلح " أصح الأسانيد "]
ـ[ماهر]ــــــــ[13 - 05 - 07, 11:47 م]ـ
روى الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 23 والدارقطني في السنن المعللة1/ 66 من طريق عَبْد الملك بن أبي سليمان العرزمي، عن عطاء، عن أبي هُرَيْرَةَ – في الإناء يلغ فِيْهِ الكلب أو الهر – قَالَ: ((يغسل ثلاث مرات)).
وهذه الرواية استدل بها الحنفية على رد حديث أبي هريرة رضي الله عنه المرفوع في أن الأناء يغسل سبعاً من ولوغ الكلب.
وأجاب الجُمْهُوْر عن اعتراضهم: بأن هَذِهِ الرِّوَايَة تفرد بِهَا العرزمي، ونص الحفاظ عَلَى خطئه فِيْهَا، ومخالفته للثقات.
إذا رَوَى الدارقطني في السنن المعللة 1/ 64 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن مُحَمَّد بن سيرين، عن أبي هُرَيْرَةَ – في الكلب يلغ في الإناء – قَالَ: ((يراق ويغسل سبع مرات)). قَالَ الدارقطني: ((صَحِيْح موقوف)).
ومما يشد عضد هَذِهِ الرِّوَايَة أنها موافقة للمرفوع، فظهر بِهَا أن عَبْد الملك بن أبي سليمان العرزمي أخطأ فِيْهَا، وَقَدْ قَالَ عَنْهُ الإمام أحمد: ((ثقة يخطئ)) كما في الخلاصة للخزرجي: 244، وَقَالَ الحَافِظ ابن حجر: ((صدوق لَهُ أوهام)) التقريب (4184).
وَقَدْ رجّح الرِّوَايَة الموافقة للحديث المرفوع البيهقي، فَقَالَ: ((تفرد بِهِ عَبْد الملك من أصحاب عطاء، ثُمَّ من أصحاب أبي هُرَيْرَةَ، والحفاظ الثقات من أصحاب عطاء وأصحاب أبي هُرَيْرَةَ يروون سبع مرات، وفي ذَلِكَ دلالة عَلَى خطأ رِوَايَة عَبْد الملك بن أَبِي سليمان، عن عطاء عن أبي هُرَيْرَةَ في الثلاث، وعبد الملك لا يقبل مِنْهُ ما يخالف الثقات، لمخالفته أهل الحفظ والثقة في بَعْض روايته، تركه شعبة بن الحجاج، وَلَمْ يحتج بِهِ البُخَارِيّ في صحيحه)) نقله صاحب التعليق المغني 1/ 66، والمباركفوري في تحفة الأحوذي 1/ 302. .
وَقَالَ ابن حجر: ((ورواية من رَوَى عَنْهُ موافقة فتياه لروايته أرجح من رِوَايَة من رَوَى عَنْهُ مخالفتها من حَيْثُ الإسناد ومن حَيْثُ النظر، أما النظر فظاهر، وأما الإسناد فالموافقة وردت من رِوَايَة حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين، عَنْهُ، وهذا من أصح الأسانيد، وأما المخالفة فمن رِوَايَة عَبْد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، وَهُوَ دُوْنَ الأول في القوة بكثير)) فتح الباري 1/ 277.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[27 - 09 - 07, 01:58 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[27 - 09 - 07, 04:52 م]ـ
بارك الله في شيخنا ماهر وجزاه عنا خيرا
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:16 م]ـ
وأنتم جزاكم الله كل خير ونفع بكم وزادكم من فضله.