[حديث السدس للجدة]
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 07:50 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
عندي لإخوتي طلبة العلم في مسألة حديثية.
عن قبيصة بن ذؤيب قال: "جاءت الجدة إلى أبي بكر تسأله ميراثها، قال لها: ما لك في كتاب الله شيء وما لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء فارجعي حتى أسأل الناس فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس فقال أبو بكر هل معك غيرك فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة بن شعبة فأنفذه لها أبو بكر قال ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب فسألته ميراثها، فقال: ما لك في كتاب الله شيء ولكن هو ذاك السدس فإن اجتمعتما فيه فهو بينكما وأيتكما خلت به فهو لها"
رواه الترمذي و أبو داوود و ابن ماجة
قال فيه الشيخ الألباني ضعيف في ضعيف الترمذي و أبي داوود و ابن ماجة و في مشكاة المصابييح و ضعفه في إرواء الغليل لكن من طريق المغيرة بن شعبة و ليس قبيصة بن ذؤيب.
و قال فيه الشوكاني رحمه الله قبيصة ولد عام الفتح فيبعد شهوده القصة.
و قال فيه بن حجر العسقلاني صحيح في موافقة الخبر الخبر و في تلخيص الحبير قال فيه إسناده صحيح لثقة رجاله، إلا أن صورته مرسل.
أما شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى قال فيه اتفقت الأمة على العمل بها.
و قال فيه ابن عبدالبر مرسل و قال أيضا [فيه] عثمان بن إسحاق بن أبي خرشة ليس مشتهرا بالرواية للعلم.
فماذا نستنتج من هذا البحث؟ هل يصح الحديث أم لا مع أن الفقهاء يقولون بأن ميراث الجدة هو السدس؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[26 - 05 - 07, 01:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم محمد بن عبد الجليل وفقك الله:
هذا الحديث رواه مالك في الموطأ (2/ 513) برقم (1076) من طريق الزهري عن عثمان بن إسحاق بن خرشة عن قبيصة بن ذؤيب به.
ورواه من طريق مالك أحمد في المسند (4/ 225) و أبو داود في سننه برقم (2894) والترمذي برقم (2101) وابن ماجه برقم (2724) والنسائي في السنن الكبرى (4/ 75) وابن الجارود في المنتقى برقم (959) وابن حبان في صحيحه (13/ 390) والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 234) وابو يعلى في مسنده (1/ 110) والدارقطني في سننه (4/ 94) وغيرهم.
وتابع مالكاً على ذكر شيخ الزهري:
1 - أبو أويس ذكره الدارقطني في العلل وابن عبد البر في التمهيد ثم قال ابن عبد البر ولم يجوده.
2 - ابن عيينة في رواية قال عن الزهري عمن حدثه عن قبيصة.
3 - عبد الرحمن بن خالد رواه مختصرا ذكره ابن عبد البر.
ورواه أكثر اصحاب الزهري عنه عن قبيصة به وهم:
1 - سفيان بن عيينة عند النسائي في السنن الكبرى والحاكم في المستدرك وسعيد بن منصور في سننه.
2 - معمر عند عبد الرزاق في المصنف والنسائي في السنن الكبرى والطبراني في الكبير.
3 - أشعث بن سوار عند الطبراني في الكبير.
4 - الأوزاعي عند النسائي في السنن الكبرى.
5 - إسحاق بن راشد عند النسائي في السنن الكبرى.
6 - أسامه بن زيد ذكره الدارقطني في العلل.
7 - يونس بن يزيد عند النسائي في السنن الكبرى.
8 - وعقيل بن خالد.ذكره الدارقطني في العلل
9 - إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع.ذكره الدارقطني في العلل.
10 - وشعيب بن أبي حمزة عند النسائي في الكبرى.
11 - وصالح بن كيسان.ذكره الدارقطني في العلل.
12 - ويزيد بن أبي حبيب.ذكره الدارقطني في العلل.
وقد رجح الأئمة رواية مالك رحمه الله وممن رجحها:
1 - محمد بن يحيى الذهلي كما ذكر ابن عبد البر في التمهيد (11/ 95)
2 - النسائي في سننه الكبرى.
3 - الترمذي في سننه.
4 - الدارقطني في العلل (1/ 248)
وعثمان بن إسحاق بن خرشة وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات فالإسناد صحيح إلى قبيصة كما قال الحافظ ابن حجر لكنه مرسل كما قال البخاري في التاريخ الكبير (6/ 212) وذلك ان قبيصة لم يسمع من أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال ابن عبد البر: اختلف في مولده والصحيح أنه ولد عام الفتح فيبعد شهوده القصة.
وقد أعل الحديث بالانقطاع ابن حزم وعبد الحق الأشبيلي.
لكن توريث الجدة السدس متفق عليه بين أهل العلم نقل الإجماع عليه ابن عبد البر في التمهيد (11/ 98) وذكر أنه حكي عن ابن عباس رضي الله عنهما قول شاذ في الجدة أجمع أهل العلم على تركه.
وممن نقل الإجماع على توريث الجدة السدس:
السرخسي في المبسوط (7/ 564) وابن قدامة في المغني (7/ 54) وابن المنذر في الإجماع (ص 34) والشوكاني في نيل الأوطار (6/ 59)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 05:53 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التفصيل القيم.