تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولهذا؛ يحيى بن سعيد القطان يقول: " لن ترى الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث " والمراد هنا: ليس تعمد الكذب على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما المراد: الخطأ والخطأ، أو كثرة الخطأ في الحديث، يطلق عليها في لغة العرب " كذبا " كما هي لغة أهل الحجاز.

فقوله: " لن ترى الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث " يعني: أنه يجري الحديث على ألسنتهم -من غير- أو يجري الكذب على ألسنتهم من غير تعمد له.

كما نص على ذلك الإمام مسلم -رحمه الله- في شرحه لعبارة يحيى بن سعيد القطان هذا، وإلا لا يظن بالصالحين أنهم يكذبون، وبخاصة في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-.

غير أن بعض من ثبت عليه كذب من الصالحين، أو قصد الكذب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا له -يعني- محمل، أو له وجهة عندهم خطأهم فيها العلماء، وأنهم يكذبون للنبي -صلى الله عليه وسلم- في زعمهم لا عليه؛ جلبا للقلوب وترغيبا لها في الخير.

وهذا غلط؛ لأن فيما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غنية عما لم يصح عنه -صلى الله عليه وسلم-.

ولهذا؛ الحافظ أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني كان من أحفظ الحفاظ، بل فضله بعض العلماء على الإمام أحمد، وعلى ابن المديني، وعلى ابن معين في حفظه.

ولكنه كان يكذب فطرح العلماء حديثه كله؛ حتى قال فيه الإمام البخاري -رحمه الله-: هو أضعف عندي من كل ضعيف لأنه كان يكذب، فهو حافظ ضابط، ولكنه ساقط العدالة لكذبه على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وقد تقدم لنا في العدالة: أن من تحققنا عدم عدالته -وبخاصة في كذبه على النبي صلى الله عليه وسلم- فإنه يطرح حديثه، ولا يحل إيراده ولا الاستشهاد به ولا الاعتبار به.

وهناك كثير من العلماء أو الرواة ممن وصفوا بالصلاح والزهد والعبادة، ولكنهم كانوا في حفظهم غير مقبولين عند أئمة الحديث مثل: موسى بن عبيدة الربدي، ومثل: أبان بن أبي عياش، ومثل: يزيد الرقاشي، ومثل: الرشتين بن سعد، وجماعة.

هؤلاء صالحون في أنفسهم، ولكن غلبت عليهم غفلة الصالحين؛ فصاروا يخطئون في أحاديثهم؛ فلهذا رد العلماء حديثهم لا طعنا في عدالتهم وإنما طعنا في حفظهم.

وهذا كله يبين لك أن العدالة والضبط غير متلازمين، فليس كل عدل حافظا كما أنه ليس كل حافظ عدلا، وبهذا يتم الشرط الثاني من شروط صحة -أو الحكم على- الحديث بأنه صحيح، والله أعلم.

ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[26 - 05 - 07, 02:37 م]ـ

بارك الله فيك أخونا الفاضل نايف أبو محمد ..

ورفع الله قدر الشيخ المحدث عبدالعزيز السعيد .. فهو ماشاء الله بحر في الحديث وعلومه.

ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[26 - 05 - 07, 04:05 م]ـ

أخي نايف ـ شكر الله لك، وجزاك خيراً ـ

أين البقية؟

وهل لديك شرح الشيخ للبلوغ؟

لأني سمعت بعضه، فوجدت عجباً ...

آمل من يعلم عنه شيئاً مكتوباً أن يفيد به، وله أجر نشر العلم ـ إن شاء الله ـ

ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[26 - 05 - 07, 09:09 م]ـ

الأخ إبراهيم المديهش

الشرح كاملا مجده هنا ( http://www.taimiah.org/calcCount.asp?f=moqeza&flag=book) في موقع جامع شيخ الإسلام ابن تيمية

وقد استمعت إلى الشريط الأول منذ فترة ولم أستمع إلى البقية لأسباب

وكنت أرى أن شرحه جيد ومفيد

لكن هل يعرف أحد حقيقة منهج الشيخ في علم الحديث؟

ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:12 م]ـ

بخصوص الشرح هو موجود في موقع جامع شيخ الإسلام ابن تيمية كاملا

أما شرح الشيخ للبلوغ فهو عجيب جدا ولم أسمع أحد يشرح البلوغ كشرحه ’ والشيخ له دروس كثير في شتى الفنون ,وله شروح نافعة في العقيدة فهو يحب تدريس الإعتقاد ,أما عن منهج الشيخ في الحديث فهو على منهج المتقدمين فيه.

ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:14 م]ـ

الدرس الثاني:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد له رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

في الدرس السابق كان الكلام عن الحديث الصحيح، قد ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- أن أهل الحديث يشترطون لصحة الحديث خمسة شروط: ثلاثة لا بد من توفرها في الحديث، واثنان لا بد أن ينتفيا عن الحديث.

وهذه الشروط الخمسة متعلقة بالحديث في متنه وإسناده، وتقدم الكلام على شرطين منها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير