[المسألة (7): الإسناد العالي والنازل وأثره في رواية الراوي المدلس]
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:31 ص]ـ
[المسألة (7): الإسناد العالي والنازل وأثره في رواية الراوي المدلس]
يكتبها: أبو عاصم الحسيني المحلي
بسم الله
الله ناصر كل صابر
الحمدلله رب العالمين
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين
وبعد:
قال الإمام أبو عمرو " ابن الصلاح ":
التدليس قسمان
أحدهما: تدليس الإسناد
وهو: أن يروي عمن لقيه ما لم يسمعه منه موهما أنه سمعه منه أو عمن عاصره ولم يلقه موهما أنه قد لقيه وسمعه منه ثم قد يكون بينهما واحد وقد يكون أكثر.
ومن شأنه أن لا يقول في ذلك " أخبرنا فلان " ولا " حدثنا " وما أشبههما انما يقول " قال فلان وعن علان " ونحو ذلك.
وأقول (أبو عاصم):
أخرج الإمام البخاري " رحمه الله " في صحيحه في [كتاب الجزية والموداعة رقم (3187)] قال:
حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله
وعن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء يوم القيامة قال أحدهما ينصب وقال الآخر يرى يوم القيامة يعرف به *
قلت" الأعمش وهو: سليمان بن مهران له في هذا الحديث شيخان:-
شيخه الأول: أبو وائل وهو [شقيق بن سلمة] عن عبد الله وهو [عبد الله بن مسعود] الصحابي
وشيخه الثاني: ثابت: وهو [ثابت بن أسلم البناني] عن أنس وهو [أنس بن مالك] الصحابي
ويظهر من ذلك جليا أن الاعمش يروي عن أنس بن مالك " نازلا " بواسطة " ثابت وهو: ابن أسلم البناني " كما في رواية البخاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
ويروي الأعمش عن أنس بلا واسطة
كما في رواية الترمذي من [كتاب الزهد] رقم [2316] قال" أبو عيسى":
حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي عن الأعمش عن أنس قال توفي رجل من أصحابه فقال يعني رجلا أبشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا تدري فلعله تكلم فيما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه
والأعمش " مدلس " وقد عنعن "
قال الحافظ " رحمه الله " في ترجمته:
" و ذكره ابن حبان فى ثقات التابعين، و قال: رأى أنسا بمكة و واسط، و روى عنه شبيها بخمسين حديثا، و لم يسمع منه إلا أحرفا معدودة، و كان مدلسا، أخرجناه فى التابعين لأن له حفظا و يقينا"
و قال الدورى، عن ابن معين: قد رأى الأعمش أنسا] أ. هـ
قلت (أبو عاصم): فرواية الأعمش هذه عن أنس بن مالك لا تخلو من واسطة [لاسيما ولم يصرح فيه بما يفيد السماع]
" من التحديث أو الإخبار " وما شابههما
فعندئذ: تعل روايته بتلك العلة [يعني: التدليس].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
على حين أن الأعمش يروي بنزول " أنزل مما سبق " وذلك بواسطة أحد تلامذته
وهو [شعبة بن الحجاج]
ففي رواية أحمد في مسنده [3/ 264] ومن طريقه " ابن خزيمه [ج1/ 250] والبغوي في " الجعديات " [1373] وغيرهم
قال الإمام أحمد:
حدثنا الأحوص بن جواب حدثنا عمار بن رزيق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت عن أنس قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر ومع عمر فلم يجهروا بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) *
قلت: ورواية [الأعمش عن شعبة] هي من قبيل رواية الأكابر عن الأصاغر
وهي رواية نازلة جدا يرويها الأعمش عن أنس نازلا درجتين
(بل أني ما وقفت في مرويات الأعمش على أنزل منها)
ومما يجلى شدة نزول رواية الأعمش " فيما أرى ":
أن الإمام البخاري "رحمه الله " يعلو بإسناده في روايته عن أنس بن مالك " درجتين "
نحو حديث " الربيع بنت النضر [وهو من ثلاثياته]
ففي كتاب " الصلح " رقم [2703] قال:
حدثنا محمد بن عبدالله الأنصاري قال حدثني حميد أن أنسا حدثهم أن الربيع وهي ابنة النضر كسرت ثنية جارية ........... الحديث
والمقصود: أن الإمام البخاري يروي عن أنس بن مالك " عاليا جدا " " بدرجتين
وينزل الأعمش في روايته عن أنس " نازلا جدا " " بدرجتين " أيضا
وأين البخاري من الأعمش ............. ؟ [يعني: طبقته وزمنه]
بل أكثر ما في الصحيح من طريق الأعمش
¥