لبن قال ففعلت فأكلوا كما أكلوا في اليوم الأول وشربوا كما شربوا في المرة الأولى وفضل فيه كما فضل في المرة الأولى فقال ما رأينا اليوم في السحر فقال يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام واعدد قعبا من لبن قال ففعلت فقال يا علي اجمع لي بني هاشم فجمعتهم فأكلوا وشربوا فبدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيكم يقضي عن ديني قال فسكت وسكت القوم فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنطق فقلت أنا يا رسول الله قال أنت يا علي أنت يا علي
قال البزار:
وهذا الحديث لا نعلم يروى بهذا الإسناد متصلا عن ابن عباس عن علي إلا من حديث سلمة عن ابن إسحاق
ولا نعلم روى عبد الله بن الحارث عن ابن عباس عن علي إلا هذه الأحاديث التي ذكرناها
قلت (أبو عاصم): قوله "
ولا نعلم روى عبد الله بن الحارث عن ابن عباس عن علي إلا هذه الأحاديث التي ذكرناها
كذا قال رحمه الله " ويظهر لي (والله أعلم) أنه وهم منه
" فقد جمع ما حقه التفريق "
حيث أن عبد الله بن الحارث فيما أورده من الباب راويان اثنان تابعيان وليس تابعي واحد
كما هو سياق تبويب المسند وتوكيده قول الحافظ البزار
" ولا نعلم روى عبد الله بن الحارث عن بن عباس عن علي إلا هذه الأحاديث التي ذكرناها"
الراو الأول: عبد الله بن الحارث الأنصارى، أبو الوليد البصرى، [نسيب محمد بن سيرين]
وهو المعني في الحديث الثالث" " وأنذر عشيرتك الأقربين " في رواية [المنهال بن عمرو]
وهو ثقة اخرج له الجماعة
ويروي عن عبد الله بن عباس عند [البخاري ومسلم وأبي داود و ابن ماجه]
منها ما أخرجه البخاري في كتاب:" الأذان " رقم [616] فقال:
حدثنا مسدد قال حدثنا حماد عن أيوب وعبدالحميد صاحب الزيادي وعاصم الأحول عن عبدالله بن الحارث قال خطبنا ابن عباس في يوم ردغ فلما بلغ المؤذن حي على الصلاة فأمره أن ينادي الصلاة في الرحال فنظر القوم بعضهم إلى بعض فقال فعل هذا من هو خير منه وإنها عزمة *
ورواية المنهال بن عمرو عنه عند الترمذي في كتاب: المناقب رقم [3611] فقال:
حدثنا الحسين بن يزيد حدثنا عبد السلام بن حرب عن يزيد أبي خالد عن المنهال بن عمرو عن عبد الله ابن الحارث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من تنشق عنه الأرض فأكسى حلة من حلل الجنة ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري.
خلاصة ما سبق:
أن عبد الله بن الحارث [هو الأنصاري] أبو الوليد البصري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وأما الراوي الثاني:
فهو: عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب القرشى الهاشمى
في رواية عبد الكريم عنه و هو: ابن أبي المخارق
أخرج له الجماعة وله رؤية
والحديث الذي أورده البزار
أخرجه عبد الله ابن الإمام في زوائده على المسند برقم [830] [ج1/ 526] بأوضح مما عند البزار فقال:
حدثنا أبو داود المباركي سليمان بن محمد جار خلف البزار حدثنا أبو شهاب عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن ابن عباس عن علي رضي الله عنه قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب وعن لبس الحمرة وعن القراءة في الركوع والسجود *
وعليه: فقد جمع الحافظ أبو بكر البزار" رحمه الله " في هذا الباب بين روايين كل منهما اسمه
" عبد الله بن الحارث " ويرويان عن عبد الله بن عياس
وحقيق به أن يفرقا كما بينت
الأول عبد الله بن الحارث الأنصاري والثاني " النوفلي "
وهما تابعيان يرويان عن عبد الله بن عباس " رضي الله عنهما"
وقد اشتبه الراويان المتفقان في الإسم [وهما متعاصران] [واشتركا في بعض شيوخهما] ... [أو في الرواة عنهما]
ولعل في ذلك متى صح (والله أعلم) تأكيد ما ذكره الإمام السيوطي " رحمه الله " وهو:
وإنما يحسن إيراد ذلك (يعني المتفق والمفترق) فيما اشتبه الراويان المتفقان في الإسم لكونهما متعاصرين واشتركا في بعض شيوخهما أو في الرواة عنهما , وقد زلق بسببه غير واحد من الأكابر "
هذا ما نذكره اختصارا
والله تعالى أعلى وأعلم
والحمد لله رب العالمين
وكتبه: أبو عاصم الحسيني المحلي