تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسألة (14) مثال في الشذوذ في الإسناد]

ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 03:57 م]ـ

المسألة (14): مثال في الشذوذ في الإسناد

يكتبها: أبو عاصم الحسيني المحلي

الله ناصر كل صابر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين

وبعد:

فهذا حديث: " إن صاحبكم محبوس عن الجنة بدينة "

قال سمرة بن جندب " رضي الله عنه ":

أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الفجر فقال ها هنا رجل من بني فلان [أو قال: بني النجار] ... ؟

فقال رجل: أنا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن صاحبكم محبوس عن الجنة بدينة " الحديث

قلت (أبو عاصم):

يرويه [الشعبي] عن سمرة بن جندب ومداره عليه

وقد صرح في أحد طرقه بالسماع من سمرة (كما سيأتي في رواية أبي داود الطيالسي)

يرويه عن الشعبي ثقات ثلاث وهم:

(1) إسماعيل بن أبي خالد

وهو من أوثق الرواة عن الشعبي [كما سيأتي]

(2) فراس بن يحيي " المكتب "

اتفقوا على روايته عن الشعبي وهو صدوق له أوهام

(3) العلاء بن عبد الكريم اليامي [وهو ثقة]

ثلاثتهم عن الشعبي عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ......... به

وخالفهم

سعيد بن مسروق الثوري [والد سفيان: وهو ثقة أيضا]

فرواه عن الشعبي عن [سمعان بن مشنج (أو: مشمرج أو: مشيج)] عن سمرة بن جندب

ــــــــــــــــــــــــ

وأقول:

زيادة " سمعان " بين الشعبي وسمرة

انفرد بها سعيد بن مسروق الثوري [ولم يتابع عليها]

ورأيت على ذلك تأييد الحافظ المزي " رحمه الله " فقال:

و لا نعلم أحدا قال عن سمعان غير سعيد بن مسروق [تهذيب الكمال (ج12/ 135)]

وذكر " سمعان " بين الشعبي وسمرة لا يخرج عن ملسكين:

(الأول): إما أن تكون زيادة ثقة [وتكون زيادة " سمعان" من مزيد متصل الأسانيد]

يعني سمعه الشعبي من سمعان ثم سمعه من سمرة بعد ذلك مباشرة (بلا واسطة)

[وهذا لا يصح عندي (والله أعلم)]

فقد أعله البخاري بقوله: لا نعلم لسمعان سماعا من سمرة ولا للشعبي من سمعان .... "

(التاريخ الكبير ج4/ 175)

(الثاني): وإما أن تكون شاذة [وبه أقول]

انفرد بها سعيد الثوري وخالفه ثلاثة من الثقات

منهم من هو أوثق الناس في الشعبي [يعني: إسماعيل بن أبي خالد]

فمن بيان ذلك

قال عثمان بن سعيد: قلت ليحيى بن معين: إسماعيل بن أبى خالد أحب إليك فى الشعبى أم الشيبانى؟

فقال: ابن أبى خالد

و الشيبانى: ثقة.

قلت له: ابن عون أحب إليك فى الشعبى أو إسماعيل؟ قال: إسماعيل أعلم به.

وقال أبو داود قلت لأحمد: أصحاب الشعبى من أحبهم إليك؟

قال: ليس عندى فيهم مثل إسماعيل يعنى ابن أبى خالد.

وقال أبو حاتم: لا أقدم عليه أحدا من أصحاب الشعبى وهو ثقة أروى من بيان و فراس و أحفظ من مجالد.

قلت (أبو عاصم):

هذا إذا كان المخالف عليه " إسماعيل بن أبي خالد " فقط

فكيف إذا تابع إسماعيل ثقتان:

وهما فراس والعلاء بن عبد الكريم

ثلاثتهم عن الشعبي عن سمرة [دون ذكر " سمعان " هذا]

وخالفهم سعيد بن مسروق بإثبات " سمعان " بين الشعبي وسمرة ..... !!!!!!

زد على ذلك

أن " سمعان بن مشمرج " هذا مجهول عين

وليس له رواية غير هذه الرواية [إن كان راوية أصلا]

وكما قال المزي في الرواة عنه: الشعبي (د س) ولم يرو عنه غيره.

قلت (أبو عاصم):

ومن ترجم لسمعان فإنما ترجم له على حكاية تلك الرواية لا أنهم عرفوه (فتأمل) ....

قلت: وقد وثقه ابن حبان على طريقته في توثيق المجهولين (ج1/ 284)

واطلق العجلي توثيقه (ج1/ 436)

وتبعهما ابن ماكولا فأطلق فيه التوثيق أيضا (ج6/ 363)

أما الحافظ " أبو عبد الله الذهبي" رحمه الله " فلم يقنع بذلك فقال: " وثق " الكاشف: (2148)

ثم ترجم له في الضعفاء فقال:

تفرد عنه الشعبي وثقه ابن ماكولا له حديث واحد [الميزان (ج2/ 424)]

ونقله ابن حجر في اللسان (بلا تعقيب ولا ذكر)

والعجب من الحافظ ابن حجر " رحمه الله " مع كل هذا أنه يقول في " سمعان ": " صدوق "

وفي: " جابر بن إسماعيل " الذي أخرج له مسلم في أصوله وثقه ابن حبان

فيقول فيه " مقبول"

بيان تخريج الحديث [مختصرا]

الشعبي عنه:

(1) إسماعيل بن أبي خالد

أخرجه أحمد في ثلاثة مواضع

[ج15/ 132] [ج15/ 138] [ج15/ 154] والحاكم [ج2/ 709] والبيهقي في" الكبرى" [ج6/ 76] طـ الهندية

وفي " الشعب " [ج4/ 402] وغيرهم ........................................

(2) فراس بن يحيي

كما في مسانيد فراس رقم (42)

وأخرجه الطيالسي [ج1/ 476] فقال:

حدثنا شعبة قال أخبرني فراس قال سمعت الشعبي قال سمعت سمرة بن جندب ........ وذكره

قلت (أبو عاصم): وهذا ما وعدت به سابقا من التصريح بسماع الشعبي

وأخرجه أحمد [ج15/ 157] والطبراني في " الكبير" [ج7/ 178]

والحاكم [ج2/ 710] وغيرهم ...................................

(3) العلاء بن عبد الكريم اليامي

أخرجه الطبراني ف" الأوسط " [ج3/ 351]

ثلاثتهم عن الشعبي عن سمرة بن جندب.

وخالفهم سعيد بن مسروق الثوري [والد سفيان]

منفردا به [فأثبت سمعان بن مشمرج " بين الشعبي وسمرة]

أخرجه عبد الرزاق في " المصنف" [ج8/ 226]

و أحمد [ج15/ 156] وأبو داود [ج3/ 243] والنسائي رقم (4685) وفي" الكبرى رقم (6282)

والروياني في " مسنده " رقم (825) والطبراني في " الكبير " [ج7/ 179]

والحاكم [ج2/ 710] وغيرهم ..................

وخلاصة القول:

أن ذكر سمعان بن مشمرج بين الشعبي وسمرة بن جندب

انفرد بها سعيد بن مسروق الثورى وهي [شاذة]

لم يتابع عليها ولا يعرف من سمعان هذا ولا يحكى بخصوصه غير هذا المبحث

هذا ما يظهر لي

والله تعالى أعلى وأعلم

كتبه: أبو عاصم الحسيني المحلي

رضا بن عثمان الحسيني

وصلى الله على نبيبا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير