الثاني: من كذب فادّعى سماع ما لم يسمع، أو أخطأ فروى عن شيخه ما لم يقله، أو ركب الأسانيد على غير متونها، أو زاد في الأسانيد أو المتون، أو نقص، أو لفق بين الروايات، أو غير ذلك.
فهذا إنما يكون وضاعًا، أو كذابًا، أو منكر الحديث، أو سارقًا، أو مغفلاً.
والحق أن من نشر قطعة، ظنّ أنها لعبد الرزاق، ولم يتحقق من ذلك، بل كانت معه بعض القرائن أنها ليست كذلك؛ فتغاضى عنها؛ ليس من الصنف الأوّل بحالٍ ..
بل هو من جنس من ركب إسنادًا على غير متنه، أو اغترّ بمن فعل ذلك، فهذا منكر الحديث أو مغفّل إن لم يقصد هذا الذي فعله، وإن قصده (والله أعلم بالسرائر) فكذّاب وضاّع عليه من الله ما يستحق.
ولو صحّ قولك (إن كل من وجد شيئًا فنشره على ما وجده؛ برئت ذمّته) ولو:
1) لم يجد له إسنادًا.
2) ولا وجد على القطعة سماعات ولا تملكات!
3) ولا صحح نسبته واحد من أهل العلم؛
فعلى تراث المسلمين السلام، ويافرحة الوضاعين من اليهود والرافضة الملاعين بالمغفّلين من المسلمين.
وأين المنهج المُحكم الذي وضعه علماء المسلمين في توثيق المخطوطات إذن؟!!
حسبنا الله ونعم الوكيل.
وسوف أتغاضى عن بقية كلامك؛ إذ ليس أصحاب (الاتجاه الواحد المعروف) الذين أشرتَ إليهم إلا أهل السنة والجماعة من الموحّدين المدافعين المنافحين عن سنة محمد.
وسبيل أهل العلم من أهل السنة أنهم إذا وجدوا بين المسلمين كلاما منحولا منسوبًا إلى رسول الله أن يشددوا العبارة، وسمّه ما شئت.
وأخيرًا ..
لا أغمطك حقًّا نطقتَ به، كيف كانت نيّتك حين قدّمتَ للعمل المنشور، أو حين تراجعتَ؛ فالله أعلم بسريرتك ..
لكن؛
من فضلك لا تقدم لا أنت ولا صاحبك على مثل هذا مجدّدًا
تطبعون مشكوكًا فيه وتنشرونه للمسلمين، ثم تنتظرون رأي أهل العلم المتخصصين في المخطوطات!!
وتغضبون إذا شدد أهل السنة العبارة في كذبٍ نشر وطبع ونسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه
أبو حمزة الأزهري السلفي المصري الشافعي
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 05:37 م]ـ
خامساً: كتبَ بعضهم في تفنيد نسبة القطعة المذكورة لمصنف عبد الرزاق، واستعان بكُتَّابٍ كثيرين وجُلُّهم أصحاب اتِّجاه واحد معروف، وقد أصابوا في بعض ملاحظاتهم، بيد أنهم خرجوا من النقد الموضوعي إلى التشهير والتسخيف!، ونحن عندما قدَّمنا للعمل المذكور أردنا معرفة رأي أهل العلم، وسبيل أهل العلم التناصح لا السبّ والشتم، واختلاق التُّهم في مظاهرة تشهير. ولا أدلَّ على ذلك من الوثيقة الكاذبة التي تناولت آراءً لي فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، وكلمات هذه الوثيقة الكاذبة متناقضة تُسقط نفسها بنفسها، وكان الواجب على مَن يدَّعي التوثيق التحقُّق من نسبة الأقوال وأصحابها مجانبة هذا السقوط!، ونشرها ضمن الكلام على القطعة المنسوبة لمصنف عبد الرزاق خروج عن الموضوع.
الحمد لله وحده ..
ثم نبهني بعض الإخوة إلى هذا!
فهذا أنت يا محمود غاضب ممن لم يستوثق من نسبة هذه الوثيقة إليك.
وسميتَها وثيقة كاذبة!
ووصفتَ فعل من نسبها إليك بالسقوط!
والعجيب أنّ كل ذلك قد ورد في مقالة تدافع فيها عن فكرة طباعة القطعة المنسوبة إلى عبدالرزاق (وإن تبرّأتَ منها) ..
مع أن ما فيها هو أحاديث رسول الله وصحبه، إلا أنك لم تسمّ هذا الفعل سقوطًا!
ولا رأيناك نعتّها بالوثيقة الكاذبة ..
بل؛
كان من السهل عليك أنت والمحقق أن تنشراها ثم تنتظرا بعد ذلك رأي أهل العلم!!
أما إن فعل أحد ذلك مع وثيقة فيها كلامك أنت؛ فهو سقوط، وكان ينبغي عليه التحقق!
أفلم يكن ينبغي عليك التحقق أنت وصاحبك قبل نشر وثيقة فيها شرع الله ودينه إذن؟!!
نسأل الله السلامة والعافية، آمين.
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 12:24 ص]ـ
رجوع محمود من الشيخ محمود، فالحمد لله على ذلك.
ونشكر الشيخ الفاضل محمد زياد التكلة حفظه الله ورعاه على رده وبيانه حول هذا الجزء الموضوع، فقد نصر السنة وذب عنها فجزاه الله خيرا.
ونسأل الله أن يهدينا جميعا للحق ويثبتنا عليه حتى نلقاه.
وليت الشيخ الحميري يكتب بيانا مثل هذا فيحصل به الخير للجميع، فالرجوع للحق خير من التمادي في الباطل، ومن نزع عن خطئه وعاد للصواب فهي منقبة في حقة تذكر ولاتنكر.
أخي عبد الرحمن الفقيه:
أحيي فيك حسن الخلق والشجاعة، والاقدام والبيان الجلي، مرة ثانية.
ويا أخي الفاضل الأزهري السلفي:
ان ماذكرته _ مع احترامي الشديد لشخصك وعلمك الجم _ قد سبقك اليه والى أكثر منه الكثيرون مما هو منشور في منتدانا هنا.
وما زلت أدع الى اعلان حسن النوايا، فماذا نريد من الرجل بعد البراءة والرجوع صراحة والدعوى الى الرجوع والبراءة؟
نعم الخطأ كبير، لكن رجع وتاب وأناب وأعلن البراءة، وينبغي أن نظهر له حسن خلقنا وأننا جديرون بالانتساب الى السنة المحمدية حقا.
ونحن ندع محمود سعيد ممدوح الى مراجعة كتبه التي خالف فيها جادة الفكر السلفي، والأخوة الذين تشددوا عليه لم يتشددوا لأمر شخصي، ولكن غيرة على السنة.
¥