تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسألة (15) مثال في زيادة الثقة " ومخالفة الناس "]

ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 02:23 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[مسألة (15) مثال في زيادة الثقة " ومخالفة الناس "]

حديث ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط

يكتبها: أبو عاصم الحسيني المحلي

بسم الله الرحمن الرحيم

الله ناصر كل صابر

الحمد لله رب العالمين

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين

وبعد

قال عباس الدوري في " التاريخ" عن يحيي بن معين: [ج1/ 287: رقم {2217}]

سمعت يحيى يقول لي:

حديث ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط

يرويه أبو معاوية عن الأعمش عن أبي يحيى مولى جعدة عن أبي هريرة

والناس يروون هذا عن أبي حازم عن أبي هريرة

قلت (أبو عاصم): وبه أعله أبو حاتم كما في " العلل " رقم (1544)

والدارقطني كما في " الإلزامات " رقم (21)

بنحو قول ابن معين

والحديث رواه:

[جرير بن عبد الحميد – وزائدة بن قدامة - وزهير بن معاوية – وسفيان الثوري – وشعبة بن الحجاج –ووكيع بن الجراح - و أبو يحيي الحماني- وعقبة بن خالد]

كلهم عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة به

وهاك طرقها اختصارا:

{1} جرير بن عبد الحميد

أخرجه مسلم 4064} وابن راهويه في مسنده {216} وأبو يعلى {6214}

{2} زائدة بن قدامة

أخرجه الفسوي في " المعرفة " {ج3/ 199}

{3} زهير بن معاوية

أخرجه مسلم 2064} وابن حبان6436} و أبو يعلى {6214}]

{4} سفيان الثورى

أخرجه البخاري رقم {5409} {مسلم2064} أبو داود {3763}

وابن ماجه {3259} وأحمد {10146} {ابن حبان6437 من طريق رواية البخاري}

و ابن حبان {8442} {8443} {2031} البيهقي {14398}

{5} شعبة بن الحجاج

أخرجه البخاري رقم {3563} و {ابن حبان8440} وابن الجعد {740}

{6} وكيع بن الجراح

أخرجه أحمد10247} اليبهقي في الكبرى {14398} وفي الشعب {5867}

{7} أبو يحيى الحماني

أخرجه أبو عوانة ج5/ 212}

{8} عقبة بن خالد [ذكره الدارقطني]

وهم المعنيون بقوله:" الناس يروون هذا عن أبي حازم "

ورواه محمد بن خازم (أبو معاوية الضرير) على وجهين

(1) عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة موافقا فيها الجماعة " الناس"

(2) وعن الأعمش عن أبي يحيي مولى آل جعدة عن أبي هريرة [منفردا بها ولم يتابع عليها]

وكلاهما في صحيح مسلم {رقم: 2064}

فقال:

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ومحمد بن المثنى وعمرو الناقد واللفظ لأبي كريب قالوا أخبرنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي يحيى مولى آل جعدة عن أبي هريرة قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاب طعاما قط كان إذا اشتهاه أكله وإن لم يشتهه سكت

وحدثناه أبو كريب ومحمد بن المثنى قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

والعمل هنا على عدة مسالك لثلاثة أطراف

الطرف الأول: [رواية الجماعة]

كأن تعتبر رواية الجماعة هي الراجحة " والمخالفة في وهم أبي معاوية فيه

" شاذة "

وقد خالف أثبات [وصفا وعددا]

ويعد إخراج مسلم لروايته من باب ذكر الإشارة إلى علتها لا الاحتجاج بها.

أشار بذلك القاضي عياض وأقره النووي وارتضاه العلامة " مقبل بن هادي "

أو هي مما يعل في أحاديث مسلم.

الطرف الثاني: [رواية أبي معاوية]

كأن يعتبر ضبط أبي معاوية وكونه من أثبت أصحاب الأعمش ومقدم على جرير ووكيع فيه [كما في قول ابن معين وغيره] (وأقل من شعبة والثوري) أيضا

ولا بأس

فيكون الحكم على أنها " زيادة ثقة " يعمل بها

ويكون للأعمش فيه شيخان [أبو حازم – وأبو يحيي مولى آل جعدة] كلاهما عن أبي هريرة

ولا ضير في ذلك فالأعمش من المكثرين عن الشيوخ.

وعلى هذا ظاهر صنيع الإمام مسلم فقد أخرج الطريق الثاني واحتج به لهذه المعتبرات.

وكونه أخرجها لبيان العلة بعيد [ويفتقر إلى دليل] بل الظاهر عكسه

وإلا لطرحها مسلم أصلا بلا ذكر مقارن للصحيح المحتج به عنده

فأصل صحيحه لما يصح لا لما يعل.

وعدم إخراج البخاري من طريق أبي يحيي لكون أبي يحيي ليس من شرطه

يقول الحافظ (ج9/ 536):

والتحقيق أن هذا لا علة فيه لرواية أبي معاوية الوجهين جميعا وإنما كان يأتي هذا لو اقتصر على أبي يحيى فيكون حينئذ شاذا أما بعد أن وافق الجماعة على أبي حازم فتكون زيادة محضة حفظها أبو معاوية دون بقية أصحاب الأعمش وهو من أحفظهم عنه فيقبل والله أعلم

قلت (أبو عاصم): وبه أقول

الطرف الثالث: [الأعمش]

وإما أن تكون محفوظة [لم يهم فيها أبو معاوية وقد أدى ما سمع]

فيكون الوهم من الأعمش نفسه ومدار الحديث عليه.

وليس وقوع الوهم من الأعمش بأبعد من أبي معاوية!!!!

لاسيما وأن أبا يحيي مولى آل جعدة ليس له ذكر إلا في تي الرواية ولم يحك عنه راو غير الأعمش

فهو" مجهول " لا مقبول

ولا يحمل الأمر على أبي معاوية فقد أداه موافقا أيضا

يقول الدارقطني (الإلزامات صـ 145):

ويقال أن الأعمش كان يروي مرة عن أبي حازم ومرة عن أبي يحيي والله أعلم. أ. هـ

قلت: وهذا ما نذكره اختصارا والله أعلم

كتبه: أبو عاصم الحسيني المحلمي

رضا بن عثمان الحسيني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير