فانظر رعاك الله إلى هدي السلف والمحدثين فيما سبق، فلم يحكموا على عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - بالوضع ولا بتعمده الكذب ولم يطعنوا فيه، بل طالبوه بالتحديث بما سمع، مع أنَّ الحديث غير صحيح وفيه ما لا يليق بجلال الله سبحانه تعالى، وعلى فرض صحته فهو مؤول بما قاله الزهري فيما سبق.
وسلك بعض المعاصرين هذا المسلك، فقد ذكر الشيخ ابن القيم في كتابه ((زاد المعاد)) (3/ 673 ـ 677) روايةً في قدوم وفد بني المُنْتَفِقِ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من رواية عاصم بن لقيط عن لقيط بن عامر، وهو حديث طويل وفيه: ((فأصبح ربُّك - عزَّ وجَلَّ - يطوفُ في الأرضِ، وخَلَتْ عليه البلادُ ... )). قال ابن القيم عقب الحديث: ((هذا حديث كبير جليل، تُنادي جلالتُهُ وفخامتهُ وعظمتُهُ على أنه خرج من مشكاة النبوة .... )) إلخ كلامه.
قال محقق الكتاب شعيب الأرنؤوط: ((أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند 4/ 13 - 14: وإسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن عياش السمعي، ودلهم بن الأسود، فإنه لم يوثقهما غير ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل، وأورده الهيثمي في (المجمع) 10/ 338، وزاد نسبته إلى الطبراني، وعجب من المؤلف وغيره، كيف ذهبوا إلى تقويته وتصحيحه، وفيه ما فيه)). اهـ كلام المعلق.
فانظر إلى كلام محقِّق الزَّاد، لم يتهم الشيخ ابن القيم - ولا من روى الحديث ولا من قوَّاه أو صحَّحه - بالوضع ولا بالكذب، بل تعجَّب منهم فقط!!.
أما عن بيان الأخ الدكتور الشيخ محمود سعيد ممدوح فهو بيان يُعرب عن صدق طويته وأنه غير محكوم في آرائه بل هو رجل من أهل العلم الفضلاء لا يخشى في الله لومة لائم في إظهار الحق دون مجاملة، وأدل دليل على ذلك أنه قدم للجزء المفقود من مصنف عبد الرزاق بحسب ما ثبت لديه حينها من ثوابت دون محاباة أو مجاملة كما ادّعى عليه المعترضون، وها هو الآن يرجع في بيانه عمّا قاله سابقاً بحسب الحيثيات التي ثبتت له الآن، وهو أخ فاضل نُكِنُّ له الاحترام والتقدير غير مُجْبَر على رأيه، وهذا شأن أهل العلم في اختلاف وجهات نظرهم فيما يقرِّرون.
فالجزء المفقود من مصنف عبد الرزاق عَمَلٌ قمتُ به كأي باحث ومحقق، وليس مسئول عنه أحد أمام الله وأمام الناس غيري. وإلى هذه الساعة لم يثبت لديّ عدم صحة نسبة المخطوط، فرأيي في المخطوط كما بينته في "الإغلاق"، ومتى تبين لي بعد البحث الجاد صحة نسبة المخطوط أو عدمها سوف تظهر النتيجة سواء كانت سلبًا أم إيجابًا لا أخشى في الله لومة لائم لأن الرقيب هو الله تعالى وحده، وأن رأي الدكتور محمود سعيد ورأي الآخرين غير ملزم لي، وشهادة أحب أن أوضحها للقارئ الكريم أمام الله أني قمتُ بما أوجبه الله عليّ تجاه هذا المخطوط من التحقق والاستخارات والاستشارات لأهل العلم سَنَةً كاملة، ومن ضمن الذين استشرتهم واطلعوا على المخطوط الأخ الدكتور محمود سعيد ممدوح وقدّم للمخطوط بحسب ما رآه في ذلك الوقت، فكونه يتبرأ منه الآن فهو أمر راجع إليه بحسب ما اتضح له وأدّاه إليه اجتهاده، ولا غضاضة في ذلك، فإنه إذا أجاز العالم أمراً في وقتٍ ورجع عنه فيما بعد لاعتبارات رآها فيما بعد فهذا ديدن أهل العلم من لدن الصحابة إلى يومنا هذا. ولا يحق التطاول على سماحته حفظه الله لأنه رجل له قدمه في العِلم وقام بجهودٍ مشهودة مشكورة في خدمة السُّنة المطهَّرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
الدكتور عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري
10/ جمادى الآخرة /1428هـ - 25/ يونيو/2007م
رابط تنزيل ملف يحتوي على نص البيان:
البيان مرفق في ملف pdf (http://www.mediafire.com/?0tvjdz0fjmt)
رابط تنزيل ملف البيان وورد ( http://www.mediafire.com/?65p1mt1pmdz)
http://cb.rayaheen.net/showthread.php?tid=15874&action=last&view
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 02:33 ص]ـ
يظهر من بيانه شدة تمسكه بكتابه هذا و لعل بيان محمود سعيد في التراجع قد هز ثقته بين أصحابه فأصدر هذا البيان ليطمئنهم بأن عنده شهود و عنده و عنده ... ألخ كلامه الذي لم نر شيئا منه منذ صدور مصنفه المكذوب و الله أعلم
و القصد واضح , فقد أضحى الحميري و صاحبه محمود سعيد ضحكة بين الناس بهذا المصنف المكذوب, و الأخير لديه أبحاث و كتب يريد ان ينشرها و لكنه يخشى على سمعته من هذا المصنف الذي قدّم له فلهذا آثر التضحية بالحميري و صيانة سمعته
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 03:03 م]ـ
يظهر من بيانه شدة تمسكه بكتابه هذا و لعل بيان محمود سعيد في التراجع قد هز ثقته بين أصحابه فأصدر هذا البيان ليطمئنهم بأن عنده شهود و عنده و عنده ... ألخ كلامه الذي لم نر شيئا منه منذ صدور مصنفه المكذوب و الله أعلم
و القصد واضح , فقد أضحى الحميري و صاحبه محمود سعيد ضحكة بين الناس بهذا المصنف المكذوب, و الأخير لديه أبحاث و كتب يريد ان ينشرها و لكنه يخشى على سمعته من هذا المصنف الذي قدّم له فلهذا آثر التضحية بالحميري و صيانة سمعته
كفى تعاليا، وردا للصواب البين، وكلام عيسى الحميرى، لا جديد فيه، وتكرار لموقفه السيء السابق.
ومدحه لصاحبه محمود ممدوح الصوفي القبوري هو محاولة منه لارضاء ه بعد استغلاله، وانزال الضرر العظيم بممدوح، و الذي وضحه أخونا زياد في ردوده الموفقه التي دافع فيها عن السنة.
¥