تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 01:35 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم الشيخ أبا حازم الكاتب

المخالفة التي تحكيها (بارك الله فيك) إنما تكون في الحديث الواحد

وما هنا شيئان مختلفان [أنت تجعلهما واحدا]

فتقول:

فقد رواه شاذان وإبراهيم بن أبي سويد عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعا.

وخالف حمادا فيه هشام الدستوائي فرواه عن قتادة به موقوفاً.

وهذا ليس صحيحا (لأنهما حديثين مختلفين) [موقوف] [ومرفوع]

وأيضا ليس بنفس اللفظ [وهذا ما يفهمه القارئ] فالمتنان مختلفان

وأيضا اختلاف المضمون [المرفوع رؤية منامية] طريق حماد عن قتادة

والموقوف [رؤية في المعراج] رؤية حقيقية او قلبية [طريق الدستوائي عن قتادة]

فكيف تجعلهما واحدا وتحكى المخالفة المفهمة أنها لحديث واحد ..... ؟

كلا:

لا تكون المخالفة إلا لحديث واحد يأتي على أوجه فيحكي الخلاف

وأنا أبسط لك الكلام فأقول:

(1) للصحابي الجليل عبد الله بن عباس قول مشهور في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء من قوله موقوفا وكثيرا ما تأتي

بلفظ " رأى ربه "

وبلفظ " قد رأى ربه " [وكلاهما من طريق أبي سلمة عن ابن عباس]

وبلفظ " رآه بقلبه " [كما في طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس]

وبلفظ " رآه بفؤاده" بقلبه " مرتين " [كما في طريق أبي العالية عن ابن عباس]

هذا كله بضمير الغائب وهو لاشك موقوف على الصحابي

أخرجها الأئمة كابن خزيمة في " التوحيد " [ج2/ 484] وابن مندة وغيرهما

وهو ما يعنيه ابن مندة بقوله:" ذكر اختلاف ألفاظ حديث ابن عباس في الرؤية ليلة المعراج"

فتارة على أنها رؤية حقيقية

وأخرى على أنها قلبيه " مرة "

وثالثة على أنها قلبية مرتين

كل هذا وارد عن ابن عباس [من قوله]

وأما ما يرد مرفوعا في الرؤية

فمنه حديثان " في رؤية منامية "

الأول: حديث المسألة " رأيت ربي شابا أمردا ....... " ويأتي مختصرا " رأيت ربي"

الثاني: " رأيت ربي في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد .. "

وهو من حديث ابن عباس [أخرجه أبو يعلى ج4/ 475]

وعبد الرحمن بن عايش [أخرجه الطبراني في مسند الشاميين ج1/ 340]

وأبي رافع [أخرجه الطبراني في " الكبير" ج1/ 317]

فالحديث الأول:

" رأيت ربي " يرويه حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "بلفظ المتكلم "

فهي رواية أخرى لحادثة أخرى لا صلة لها بأقول ابن عباس الموقوفة على اختلاف ألفاظها (انتبه)

تأتي مختصرة:" رأيت ربي "وتامة من قوله:" رأيت ربي شابا أمرد ..... "

ومحل النزاع

أن اللفظ المختصر "رأيت ربي " هو من أصل قوله " رأيت ربي شابا أمردا "

رواية واحدة

فلا يحمل هذا المختصر من المرفوع على موقوفات ابن عباس

ولا المرفوعات في حديث الملأ الأعلى

وذلك لاتحاد المخرج [للمختصر والتام] كما أوضحت فهما حديث واحد لا حديثان

أنت تجعلهما حديثين وتسود الكلام على المخالفة لأصحاب ابن عباس على الوقف والرفع

(1) والأسانيد مختلفة (2) والجهة مختلفة (رفع) و (وقف)

(3) والمعنى مختلف (رؤية في الإسراء: وعليها كلام ابن عباس الموقوف)

و (رؤية منامية:رأيت ربي) راجع قول الذهبي ....

ومتى حكى الحديث [مختصرا] من طريق حماد بن سلمة فهو بعينه اللفظ التام

فإن الذهبي "رحمه الله " لما ساقه من طريق محمد بن رافع عن شاذان

[وهو باللفظ التام:" حكاه مختصرا "] فقال:

أخبرنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي أخبرني الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن رافع حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي - يعني في المنام - .. " وذكر الحديث

قال الذهبي: وهو بتمامه في تأليف البيهقي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

فالعجب منك

تجعل موقوفات ابن عباس على اختلاف ألفاظها من طرق

سماك بن حرب وعاصم الأحول و يزيد بن حازم والحكم بن أبان عن عكرمة

في مقابل حديث آخر ورد مرفوعا وهو " رأيت ربي "

وهما مختلفان تماما سندا ومتنا

فهل الكل واحد حتى تحكي أن حماد خولف أو أختلف عليه .......... ؟

وظاهر حكاية المخالفة في الأحاديث إنما تكون في الرواية الواحدة

ومن هنا يظهر بعد استشهادك بموقوفات ابن عباس

من طريق [سماك بن حرب] و [عاصم الأحول] و [يزيد بن حازم] و [الحكم بن أبان] أربعتهم عن عكرمة عن ابن عباس من قوله

في مقابل هذا الحديث الغريب سندا ومتنا

وقولك: والمقصود أن رواية حماد بالزيادة منكرة لمخالفته هشام عن قتادة وهشام أثبت منه في قتادة ..

يا أبا حازم أين هذا من ذاك .......... ؟

الموقوف شئ والمرفوع الغريب السند " رأيت ربي " شئ آخر

وأنا أعيد الكلام بوضوح

رواية " رأيت ربي" المختصرة هي عينها رواية " رأيت ربي شابا أمردا ........ "

رواية واحدة لا روايتان ودليله كما قلت إتحاد المخرج

والتفريق منك لا دليل عليه ......

وهذا لا تعارض فيه إذ انه في الطريق الواحد [طريق شاذان] يروي مختصرا ومطولا

وهذا أولى في حمل الروايات وكما قلت و" المخرج متحد "

والطريق ليس له رواية أخرى تحملها عليه

وقول ابن عباس في الرؤية على اختلاف ألفاظه ليس هو نفس الحديث

فتاتي أنت تحكى المخالفة من المرفوع بلفظ [رأيت ربي]

وتصادمه بالموقوف [رأى ربه] فتجعلهما واحدا وهما شيئان اثنان

أبا أحازم

لو أردت أن تكمل بخير وللخير أوضح وأوجز

(1) اللفظ المختصر " رأيت ربي" هو نفسه " رأيت ربي شابا أمرا " أم لا ... ؟

(2) موقوفات ابن عباس ليست هي متابعات للمرفوع ...... ؟

لم يبق إلا أن تجعلها شواهد

وحينئذ لا ناقة لها هنا ولا جمل ........

وفقك الله وأسعدك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير