هل أراجعه مرة أخرى وأترك ما يأتي؟ وهذا مما يثبط العزيمة.
أم أتابع بما تحصل عندي من معلومات جديدة؟ وأين تطبيق ذلك على الفهم الذي التصق بعقلي؟
فالصحيح - والله أعلم - التدرج في التوسع المعلوماتي - لو صح التعبير، والتوسع نوعان:
أفقي: وهو ماترى المسلم فيه قد أحاط بالفقه بصورة ميسرة (الوجيز - منهاج المسلم - فقه السنة - تيسير العلام .. ) مع جهله بتفاصيل الخلاف ودقائق الأمور في أي مسألة تعرض له، ولو في سجود السهو.
رأسي (وهو عكسه): أي أن المسلم يحيط بمسألة معينة من جهة الحديث والأصول واللغة ثم مذاهب الصحابة ومن بعدهم ويقرر ويحقق ويقارن - في هذه المسألة - ويرجح قولا على قول ويناطح أقرانه فيها، ثم هو لا يدري كم تكون الزكاة في البقر؟ أو ما هي شروط الصلاة؟ أو غير ذلك مما توسع فيه رأسيا على حساب بقية دينه (التوسع الأفقي).
والطريقة المشار إليها بعاليه - والله أعلم - تعطيك الأمرين، فاختر ماشئت واحرص على ما ينفعك.
وأما قول أخينا المفضال (يوسف حمد):
" وفي الحقيقه مقدمة هذا الكتاب قيمة جدا وأنصح كل طالب علم بقراءتها "
فهي - في مضمونها - كلام طيب، إذ هي حث على العلم المبثوث بالمقدمة المذكورة، ولكن ..
ليس من باب تثبيط الهمم ولكنه من باب الاستفادة الحقة، أقول:
هذه " المقدمة " هي " مقدمة "، هذا كلام إجمالي.
والتفصيلي أقول: ما كتب الحافظ عليه رحمة الله تعالى هذه المقدمة إلا لتكون مدخلا إلى كتابه " الفتح " فمن لا يريد القراءة في " الفتح "، أو من لا يحسنها فلا ننصحه بقراءة " المقدمة "، من حصل على " الثانوية العامة " أو أراد الحصول عليها بعد حصوله على " الشهادة الإعدادية " ولا يريد الالتحاق بأي جامعة أو لا يستوعب مواد تلكم الجامعات، فهل ننصحه - أصلا - بالالتحاق بالمدارس الثانوية؟
نعم تحتوي " المقدمة " على كمية من الفنون الشرعية المختلفة المفيدة في بابها، ولكن الاقتصار عليها فيه إخلال لم توضع هي له.
إن شاء الله أكون قد أوضحت وجهة نظري، أما أنت - أخي القارئ - فاحرص على ما ينفعك.