[سؤال عن عبارة في شرح علل الترمذي لابن رجب]
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[13 - 07 - 07, 08:20 م]ـ
كنت أقرأ في كتاب شرح علل الترمذي للإمام ابن رجب الحنبلي فظهر لي إشكال لم أستطع حله , فهلا ساعدتموني.
ذكر ابن رجب أن الرواة على أقسام , وأن القسم الرابع "هم أهل صدق وحفظ, ولكن يقع الوهم في حديثهم كثيرا لكن ليس هو الغالب عليهم. وهذا هو القسم الذي ذكره الترمذي ههنا, وذكر عن يحيى بن سعيد القطان أنه ترك حديث هذه الطبقة, وعن ابن المبارك وابن مهدي ووكيع وغيرهم أنهم حدثوا عنهم, ... وإلى طريقة يحيى بن سعيد يميل علي بن المديني وصاحبه البخاري, وكان علي بن المديني فيما نقله عنه يعقوب بن شيبة لا يترك حديث رجل حتى يجتمع على تركه ابن مهدي ويحيى القطان, فإن حدث عنه أحدهما وتركه الآخر حدث عنه. "
والإشكال الذي ظهر لفهمي القاصر:
أليس في هذا الكلام تناقضاً؟! لأنه إن كان القطان يترك حديث هذه الطبقة وابن مهدي يحدث عنها, فكيف يستقيم القول إن ابن المديني يميل إلى طريقة القطان – أي إلى ترك
حديث هذه الطبقة – مع القول إنه لا يترك حديث رجل حتى يجتمع على تركه ابن مهدي ويحيى القطان؟! مقتضى الكلام الأخير أنه – أي ابن المديني- يحدث عن هذه الطبقة.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[14 - 07 - 07, 04:26 م]ـ
الجواب النظري الذي يحضرني في هذه اللحظة من خلال تأمّلي القاصر أن كلام الحافظ ابن رجب فيما يتعلّق بهذا القسم فيما يخصّ مذهب علي بن المديني على ضربين:
الأوّل: الكلام على أهل هذه القسم وهم أهل الصدق والحفظ الذين يقع في حديثهم وهم كثير فهؤلاء يترك حديثهم يحي القطان، وابن المديني والبخاري أميل إلى طريقة القطان في أهل هذا القسم من الرّواة بغض النظر هل وقفا على ترك يحي القطان لأعيانهم، فهو يحكي في هذا السياق مذهب علي بن المديني والبخاري الخاص بهم في أهل هذا القسم. وأنّه أشبه بمذهب يحي القطان.
الثاني: يحكي الحافظ ابن رجب موقف علي بن المديني من ررواة معيّنين الذين وقف على كلام ليحي القطان وابن مهدي فيهم، و أنّه لا يترك إلاّ ما اتّقفا على تركه، لأنّ لابن مهدي عند علي بن المديني منزلته، وأنت ترين أنّ ابن مهدي لم يجر له ذكر في العبارة الأولى، فلا تناقض إذا، ولكن يبقى اشتشكالك’ فيه دلالة على دقة نظرك وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[14 - 07 - 07, 08:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الذي يبدو لي في هذا أن الجواب من أوجه:
الوجه الأول: ان ابن مهدي يوافق يحيى القطان في ترك الرواية عن هؤلاء في أحد قوليه وقد ورد عن ابن مهدي روايتان في ذلك احداهما توافق قول يحيى القطان وقد ذكرها ابن رجب بعد النص المذكور بأسطر وهي من رواية سليمان بن أحمد الدمشقي قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: أكتب عمن يغلط في مائه؟ قال: لا مائه كثير وقد رواها ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 33) ولذا قال ابن رجب: (وهذه الرواية عن ابن مهدي موافق قول شعبة ويحيى والشافعي أن كثرة الغلط ترد به الرواية وتخالف روياة ابن المثنى واحمد بن سنان عنه)
وعليه فيكون ابن المديني أخذ بما اتفق عليه يحيى وابن مهدي ولا إشكال عندئذٍ.
الوجه الثاني: ان يكون كلام يعقوب بن أبي شيبة على الغالب ويكون ترك رواية هؤلاء مستثنى.
الوجه الثالث: ان يكون ترك ابن المديني لما اتفق عليه ابن مهدي ويحيى على سبيل الجزم والقطع ويكون ما ذهب إليه من مذهب يحيى هنا على سبيل الظن ولذلك قال ابن رجب وإلى طريقة يحيى بن سعيد يميل علي بن المديني وصاحبه البخاري) والميل على سبيل الظن لا الجزم.
والله أعلم.
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[15 - 07 - 07, 12:36 ص]ـ
جزاكما الله تعالى خيراً
وأرجو من باقي الإخوة الإدلاء بآرائهم أيضاً.