تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رواية الامام البخاري لماء زمزم]

ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 11:09 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

روى الامام البخاري في صحيحه قصة نبع زمزم عن ابن عباس رضي الله عنه

:ـ اول ما اتخذ النساء المِنطق من قبل ام اسماعيل تخذت مِنْطَقاً لتحفي اثرها على سارة ثم جاء بها ابراهيم وبابنها اسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في اعلى المسجد وليس بمكة يومئذ احد وليس بها ماء فوضعهما هناك ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفي ابراهيم منطلقاً، فتبعته ام اسماعيل، فقالت:يا ابراهيم، اين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه أنس ولا شيء، فقالت له ذلك مراراً، وجعل لا يلتفت اليها، فقالت له: أالله الذي يامرك بهذا؟، قال نعم، قالت: اذن لا يضيعنا، ثم رجعت فانطلق ابراهيم حتى اذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع .... حتى بلغ ..... يشكرون، وجعلت ام اسماعيل ترضع اسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى اذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش إبنها وجعلت تنظر اليه يتلوى، او قال: يتلبط، فانطلقت كراهية ان تنظر اليه، فوجدت الصفا اقرب جبل في الارض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر، هل ترى احداَ، فلم ترَ احداً، فهبطت من الصفا، حتى اذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الانسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم اتت المروة فقامت عليها، فنظرت هل ترى احداً، فلم ترَ احداً، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذلك سعي الناس بينهما، فلما اشرفت على المروة سمعت صوتاً، فقالت: صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت ايضاً، فقالت: قد اسمعت ان كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه او قال بجناحه حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف، قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله ام اسماعيل لو تركت زمزم او قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً، قال: فشربت وارضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة فان ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه، وان الله لا يضيع اهله.

وكان البيت مرتفعا من الارض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم او اهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في اسفل مكة قرأوا طائراً عائقاً، فقالوا: ان هذا الطائر ليدور على ماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فارسلوا جرياً او جريين، فإذا هم بالماء فرجعوا فاخبروهم بالماء فاقبلوا، قال: وام اسماعيل عند الماء فقالوا أتأذنين لنا ان ننزل عندك، فقالت نعم ولكن لاحق لكم في الماء، فقالوا: نعم، قال ابن عباس رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم:ـ فألفى ذلك ام اسماعيل وهي تحب الانس فنزلوا وارسلوا الى اهليهم، فنزلوا معهم حتى اذا كان بها اهل ابيات منهم، وشب الغلام وتعلم العربية منهم وانفسهم واعجبهم حين شب فلما ادرك، زوجوه امرأة منهم وماتت ام اسماعيل فجاء ابراهيم بعد ما تزوج اسماعيل، يطالع تركته فلم يجد اسماعيل، فسأل امرأته عنه، فقالت خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتم، فقالت، نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت اليه، قال:فاذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ـ وقولي يغير عتبة بابه، فلماء جاء اسماعيل كأنه آنس شيئاً، فقال هل جاءكم من احد، فقالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فاخبرته وسألني، كيف عيشنا، فاخبرته إنا في جهد وشدة، فقال هل اوصاك بشيء، قالت: نعم، أمرني ان اقرأ عليك السلام، ويقول: غير عتبة بابك، قال ذاك ابي وقد امرني ان افارقك، الحقي باهلك فطلقها، وتزوج منهم اخرى فلبث عنهم ابراهيم ما شاء الله، ثم اتاهم بعد، فلم يجده، فدخل على امرأته، فسالها عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم، وسألها عن عيشهم وهيئهم، فقالت: نحن بخير وسعة واثنت على الله، فقال: ما طعامكم، قالت: اللحم، قال: فما شرابكم، قالت: الماء، قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم دعا لهم فيه، قال فهما لا يخلو عليهما احد بغير مكة الا لم يوافقاه، فقال: فاذا جاء زوجك فاقدتي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه، فلما جاء اسماعيل، قال: هل اتاكم من احد، قالت: نعم، اتانا شيخ حسن الهيئة واثنت عليه فسألني عنك، فاخبرته، فسألني كيف عيشنا، فاخبرته انا بخير، قال: فاوصاك بشيء، قالت: نعم هو يقرأ عليك السلام ويامرك ان تثبت عتبة بابك، قال:ذاك ابي وانت العتبة، امرني ان امسكك ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك واسماعيل يبري نبلاً له، تحت دوحة قريباً من زمزم، فلما رآه قام اليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد، والولد بالوالد، ثم قال: يا اسماعيل

ان الله امرني بامر قال: فاصنع ما امرك ربك، قال وتعينني، قال: واعينك، قال: فان الله امرني،ابني ها هنا بيتاً واشار الى اكمه مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل اسماعيل ياتي بالحجارة وابراهيم يبني حتى اذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني واسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان: ((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) قال: فجعلا يبنيان حتى يدروا حول البيت وهما يقولان، ((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)).

ناسف لعدم وضع الهوامش

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير