[حفر بئر زمزم كما رواها الازرقي]
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 11:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
[حفر بئر زمزم كما رواها الازرقي]
روى الازرقي من طريق ابن اسحاق عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه يحدث حديث زمزم حين امر عبد المطلب بحفرها، فقال: ـ
قال عبد المطلب: اني لنائم في الحجر ـ حجر اسماعيل ـ اذ أتاني آت فقال: احفر طيبة، قال: قلت، وما طيبة؟ قال: ثم ذهب عني، فرجعت الى مضجعي، فنمت فيه،فجاءني قال: احفر برَّه، فقال، قلت: ما بره؟ قال: ثم ذهب عني، فلما كان من الغد رجعت الى مضجعي، فنمت فيه، فجاءني، فقال احفر زمزم، قال، قلت: ما زمزم؟ قال: لا تنزف ابداً لا تذم، تسقي الحجيج الاعظم، عند قرية النمل، قال: فلما ابان له شأنها، ودلَّ على موضعها، وعرف انه قد صدق، غدا بمعوله، معه ابنه الحارث بن عبد المطلب، ليس له يومئذ ولد غيره، فحفر، فلما بدا لعبد المطلب الطيّ، كبَّر، فعرفت قريش انه ادرك حاجته فقاموا اليه فقالوا: يا عبد المطلب، انها بئر اسماعيل، انَّ لنا فيها حقاً، فاشركنا معك فيها فقال عبد المطلب: ما انا بفاعل، ان هذا الامر خُصِصْت به دونكم، واعطيته من بينكم، قالوا: فانصفنا، فانا غير تاركيك حتى نحاكمك فيها، قال: فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم
احاكمكم اليه، قالوا: كاهنة بني سعد بني هذيم، قال: نعم، وكانت بأشراف الشام.
فركب عبد المطلب، ومعه نفر من بني عبد مناف، وركب من كل قبيلة من قريش نفر، قال: والارض اذ ذاك مفاوز ـ المفازة: الغلاة لا ماء فيها ـ فخرجوا حتى اذا كانوا ببعض المفاوز بين الحجاز والشام، فني ماء عبد المطلب واصحابه، فظمئوا، حتى ايقنوا الهلكة، واستسقوا ممن معهم من قبائل قريش، فأبوا عليهم، وقالوا: ان في المفازة نَخْشَى فيها على انفسنا مثل ما أصابكم.
فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم، وما يتخوَّف على نفسه واصحابه قال: ماذا ترون؟ قالوا: ما رأينا الا تبع لرأيك، فامرنا بما شئت، قال: فاني أرى ان يحفر كل رجل منكم لنفسه بما بكم الان من القوة، فكلما مات رجل دفعه اصحابه في حفرته، ثم واروه، حتى يكون آخركم رجلاً واحداً، فضيعة رجل ايسر من ضيعة ركب جميعاً أي ضياع رجل واحد ايسر واحسن من ضياع جماعه باسرها، قالوا: سمعنا ما اردت، فقام كل رجل منهم بحفر حفرته، ثم قعدوا ان ينتظرون الموت عطشاً، ثم ان عبد المطلب، قال لاصحابه: والله ان إلقاءنا بايدينا العَجْز، لا نبتغي لانفسنا حيلة؟ فعسى الله ان يرزقنا ماءً ببعض البلاد، ارتحلوا، فارتحلوا، حتى اذا فرغوا ـ ومن معهم
من قريش ينظرون اليهم، ما هم فاعلون ـ تقدم عبد المطلب الى راحلته فركبها، فلما انبعثت به، انفجرت من تحت خُفّها عين ماء عذب، فكبر عبد المطلب، وكبر اصحابه، ثم نزل فشرب وشربوا، واستسقوا حتى ملأوا اسقيتهم، ثم دعا القبائل التي معه من قريش، فقال: هلمَّ الى الماء، فقد سقانا الله عز وجل فاشربوا واستسقوا، فشربوا واستسقوا، فقالت: القبائل التي نازعته: قد والله قضى الله عز وجل لك علينا يا عبد المطلب، والله لا نخاصمك في زمزم ابداً، الذي سقاك هو الماء بهذه الفلاة، وهو الذي سقاك زمزم، فارجع الى سقايتك رشدأ، فرجع ورجعوا معه، ولم يمضوا الى الكاهنة، وخلوا بينه وبين زمزم.
وقال ابن اسحاق: وسمعت ايضاً من يحدث في امر زمزم عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه، انه قيل لبعد المطلب حين امر بحفر زمزم: ادع بالماء الرواء، غير الكدر ....... احفر زمزم، وان حفرتها لم تذم، وهي تراث ابيك الاعظم، فلما قيل له ذلك، قال: واين هي؟ قال: قيل له: عند قرية النمل، حيث ينقر الغراب غداً، قال: فغدا عبد المطلب ومعه ابنه الحارث، وليس له يومئذ ولد غيره، فوجد قرية النمل، ووجد الغراب ينقر عندها بين الوثنين: اساف ونائلة، فجاء بالمعول، وقام ليحفر حيث امر، فقامت اليه قريش حين راوا جده، فقالت: والله لا ندعك تحفر بين وثنينا هذين اللذين ننحر عندهما، فقال عبد المطلب للحارث: دعني احفر والله لامضينَّ لما امرت به، فلما عرفوا انه غير نازع، خلوا بينه وبين الحفر، وكفوا عنه، فلم يحفر الا يسيراً حتى بدا له الطي ـ طي البئر ـ فكبر، وعرف انه قد صدق، فلما تمادى في الحفر، وجد فيها غزالين من ذهب وهما الغزالان اللذان دفنت جرهم حين خرجت من مكة، ووجد فيها اسيافاً قِلعّية وادراعاً وسلاحاً.
وذكر الصالحي، نقلا عن اسحاق عن علي رضي الله عنه، وعن البيهقي، عن الزهري: فلما رجع عبد المطلب اكمل حفر زمزم، وجعل عليها حوضاً يملأه ويشرب الحاج منه، فيكسره اناس من حسدة قريش باليل، فيصلحه عبد المطلب، فلما اكثروا افساده، دعا عبد المطلب ربه، فاري في المنام فقيل له: قل اللهم اني لا احلها لمغتسل، ولكن هي لشارب حلٌّ وبلُّ، ثم كفيتهم، فقام عبد المطلب فنادى بالذي اري، ثم انصرف، فلم يكن يفسد حوضه عليه احد الا رمي في جسده بداء، حتى تركوا حوضه وسقايته.
ناسف لعدم وضع الهوامش
¥