تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يصح أن يقول بعض طلبة العلم العصريين، في سند حديث فيه من لاأعرفه، أو لم أجد]

ـ[الحارثي أبو معاذ]ــــــــ[31 - 07 - 07, 03:55 م]ـ

أحياناً يتجرأ بعض طلبة العلم حين يتكلم عن سندِ حديثٍ! فيقول فيه من لا أعرفه، أو يقول في سنده من لم أجد له ترجمة، ويضعف الحديث بناءً على ذلك، فهل يسوغ له ذلك , مع أنه لم يحط بكتب السنة والتراجم علماً، أو يكون نقلها مقلداً لغيره دون ذكرٍ! فما رأي إخوتي المتخصصين حفظهم الله.

ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 06:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتقد أنه لا حرج في ذلك إذا كان يقولها للدلالة على عدم علمه بالراوي .. أما أن يستخدم جهله بالراوي لتضعيف الحديث دون الرجوع لأئمة المحدثين في تجهيل الراوي ويكتفي بجهله هو بالراوي فلا أرى هذا سائغاً ولا مقبولاً.

ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[31 - 07 - 07, 10:25 م]ـ

جَزَاكَ الْلَّهُ خَيْرَاً أَخَانَا الفَاَضِلَ الحَارِثيَّ أَبَا مُعًاذٍ، وَأَيَّدَكَ، وَنَفَعَ بِكَ:

فَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ خَطِيْرَةٌ، وَهِيَ مِنَ الأَهَمِيَّةِ بِمَكَانٍ. وَقَدْ خَاضَ فِي غِمَارِهَا المُتَعَمِقُ وَالضَّحْلُ. وَقَلَّمَا يَسْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ الَّي شَمَّرَ عَنْ سَاعِدِ الجِدِّ، وَاتَّسَمَ بِهِمَّةٍ عَالِيَةٍ، وَطَاقِةٍ كَافِيَةٍ.

فَأَتَعَجَّبُ كَثِيْرَاً عِنْدَمَا أَسْمَعُ أَوْ أَقْرأُ عِبَارَاتٍ تُطْلَقُ فِي الرُّوَاةِ:

((لَمْ أَجِدْهُ))، أَوْ ((لَمْ أَعْرِفْْهُ))، أَوْ ((لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً))، أَوْ ((لاَ أَعْلَمُ فِي الرُّوَاةِ مَنِ اسْمُهُ فُلاَنٌ))، أَوْ كَذَا، أَوَكَذَا، ثُمَّ هُوَ فِي النِّهَايِةِ إِلَى أَحَدِ أَمْرَيْنِ صَائِرٌ:

فَإِمَّا أَن يُضَعِّفَ السَّنَدَ، وَإِمَّا أَن يَرْمِيَهُ بِالتَّصْحِيْفِ أَوِ التَّحْرِيْفِ؛ فَيَجْنَحُ إِلَى رَاوٍ جَدِيْدِ (لَعَلَّهُ قَدِ ابْتَكَرَهُ هُوَ)، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الصِّحَةِ نَصِيْبٌ، وَقَدْ تَجِدُهُ مَا أَتْعَبَ نَفْسَهُ فِي البَحْثِ فَعَوَّلَ عَلَى مَصَادِرَ قَدْ تَكُوْنُ كِتَابَاً أَوْ كِتَابَيْنِ مِنْ كُتُبِ الرِّجَالِ، وَقَدْ لاَ يَتَوَّقَفُ الأَمْرُ عِنْدَ هَذَا الحَدِّ بَلْ قَدْ تَكُوْنُ هَذِهِ الكُتُبُ مِنْ كُتُبِ النَّقَلَةِ المُتَأَخِّرَةِ الأَعْصَارِ، وَالَّتِي قَدْ يَقَعُ فِيْهَا الخَطَأُ فِي النَّقْلِ بِأَيِّ سَبَبٍ كَانَ، وَهَذَا وَاضِحٌ وَجَلِيٌّ لِلْمُتَمَرِّسِ النَّابِهِ.

وَقَدْ يَكُوْنُ اعْتَمَادُهُ عَلَى المَوْسُوْعَاتِ الَّتِي قَدْ جَمَعَتْ بَعْضَ الكُتُبِ، وَظَنَّ أَنَّهَا قَدِ اسْتَوْعَبَتْ كُلَّ شَارِدَةٍ وَوَارِدَةٍ.

بَلِ البَحْثُ الرَّاشِدُ إِنَّمَا يَكُوْنُ فِي غَالِبِ الكُتُبِ الأَصْلِيَّةِ وَالَّتِي تَنَاوَلَتِ الرِّجَالُ بِالتَّصْنِيْفِ إِنْ لَمْ تَكُنْ كُلَّهَا، مَطْبُوْعَاً كَانَ أَمْ مَخْطُوْطَاً أَوْ كِلَيْهِمَا مَعَاً إِنَّ تَوَفَّرَ لَهُ ذَلِكَ لِدِقَّةِ التَّحْرِيْرِ، وَالسَّلاَمَةِ مِنَ الوَهَمِ وَالتَّغْيْيرِ (نِسْبِيَّاً)، ثُمَّ يَنْتَقِل إِلَى كُتُبِ النَّقَلَةِ لَعْلَّهَا تُضِيْفُ لَهُ جَدِيْدَاً، وَلَيْسَ الأَمْرُ عِنْدَ هَذَا الحَدِّ بَلْ عَلَيْهِ أَن يَنْهَلَ مِنْ تِلْكَ الكُتُبِ بِعَقْلِ النَّاقِدِ؛ فَيَقِفْ عَلَى الاِخْتِلاَفَاتِ فِي الرَّاوِي؛ ثُمَّ يُفَنِّدُ ذَلِكَ تَفْنِيْدَاً؛ فَقَدْ يَشْتَرِكُ الرَّجُلُ مَعَ سَمِيِّهِ فِي كُلِّ شَيءٍ؛ فَعَلَيْهِ أَن يَجْتَهِدَ فِي التَّمْيِيْزِ، وَإِلاَّ مَا أَصْدَرَ حُكْمَاً، وَهَذَا بِهِ أَحْرَى وَأَوْلَى.

وَقَدْ يُصْدِرُ حُكْمَا مُصِيْبَا .. فَهَذَا لاَ يَكُوْنُ إِلاَّ لِمَنِ اجْتَمَعَتْ فِيْهِ أَدَوَاتُ البَحْثِ السَّلِيْمِ، وَالاِسْتِقْرَاءِ القَوِيْمِ، وَبِالأَخَصِّ الأَخِيْرِ الَّذِي يَسْتَخْرِجُ الدَّفِيْنْ، وَيَكْشِفُ عَنِ السِّرِّ الكَمِيْنْ.

وَعَلَيْهِ أَن يَعْتَرِفَ بِأَنَّهُ قَدْ تَعِبَ فِي تَنْقِيْبِهِ، وَسَبْرِهِ، وَتَفْتِيْشِهِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُبَيِّنُ حَاصِلَ مَا جَنَاهُ مِنْ ذَلِكَ، وَهُو حُكْمُهُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير