[الأضواء الكاشفة لما في نقض إجماع المحدثين من التجني والمجازفة]
ـ[عبد الله الشنقيطي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 06:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم صل على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن سار سيرهم المرضي عندك إلى يوم الدين.
أما بعد فإن مما من الله به على هذه الأمة أن قيد لها عباقرة أفذاذا لم يجد الزمان بمثلهم = يحفظون عليها سنة نبيها صلى الله عليه وسلم ضمن مقاييس نقدية أبدعوها؛ لم تكن تعرفها البشرية قبلهم، وأدهشتها بعد تَبَيُّنها جانبا منها. هذه العلوم التي عرفت اصطلاحا: "بعلوم الحديث " هي من خصائص هذه الأمة المباركة الخيرة.
ومما فرض الله على هذه الأمة حفظ سنة نبيها صلى الله عليه وسلم على ما نطق به، ونفي الدخيل فيها وتمييزه، ولا طريق لذلك إلا ترسم تلك المعايير النقدية التي رسمها أولائك الأئمة بكل دقة.
غير أن السبات الذي عم علوم هذه الأمة من قرون: كان نصيبها منه أكبرُ؛ مما أدى إلى غبش كبير حال دون إدراك كثير من حقائقها، ولاسيما وقد أقحمت فيها علوم أجنبية عنها، وخاض فيها من ليس له عناية بتلك المعايير.
وقد أدرك بعض أهل العلم هذه الحقيقة فرفعوا أصواتهم بتبيين الداء ووصف الدواء، وممن له تميز في ذلك ـ وأفرده بمصنف يؤصل المسألة يشخص الداء ومسبباته، ووصف الدواء وطرق استخدامه ـ الشيخ العلامة الشريف حاتم العوني حفظه الله.
وقد أثمرت تلك الدراسة التأصيلية دراسات تطبيقية من أشهرها دراسة حول الحديث المعنعن نسفت حقيقة وهمية كانت ترسخت في كتب المتأخرين من المصنفين في " علوم الحديث " وهي: وجود خلاف بين أئمة النقد في قبول الحديث المعنعن خلاف ما ذكره مسلم عنهم في مقدمة صحيحه.
وعنونها " إجماع المحدثين على عدم اشتراط العلم بالسماع في الحديث المعنعن بين المتعاصرين "
وأثارت تلك الدراسة ردود فعل متباينة بين مرحب بها معتبرا ما جاء به الشيخ فتح من الله من به عليه، وقادح فيها معتبرا إياها سوء فهم من الشيخ لكلام الأئمة، ويؤخذ على أصحاب هذا الاتجاه حسب اطلاعي أنهم لم ينصفوا البحث لا أقصد أن يوافقوا الشيخ على نتيجته، لكن يقروا بالجهد الذي بذل الشيخ في دراسته؛ فهو جهد علمي متميز فيه جدة البحث، وطرافة الموضوع، وعمق المسألة المبحوثة. وقد تناولها الشيخ بشمولية تامة وذلك بين لمن أنصف.
وممن كانت له اليد الطولى في عدم إنصاف البحث والشيخ: محمد حاج عيسى في مقاله المنشور في ملتقى أهل الحديث " نقض إجماع المحدثين "
ولي على هذا المقال بعض الملا حظات أحببت إبرازها في هذا المنتدى المبارك، وليتسع لها صدر كاتب المقال، والقراء، وليعلم الجميع أني أكتب حسب قناعتي لا قناعاتهم، فلا ينفر أحدهم من كلمة استخدمتها يحسبونها غير علمية وأحسبها أنا عليمة، لكن ليكن الميزان الذي يزنون به كلامي الحجة والبرهان فربنا تعالى يقول: " إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا " [يونس/68]
ويقول: " أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ " [الصافات/156]
و سيكون الرد متتبعا لبحث الأخ محمد عيسى من المقدمة إلى آخر ما كتب ثم أجمعه في النهاية في نقاط أربعة أرى أن نقضه لم يخرج عنها:
رمتني بدائها وانسلت.
وأجمع تحتها ما وقع فيه الكاتب من شدة في النقد تصل أحيانا إلى استعمال الألفاظ السوقية في حق العلامة الشريف العوني و لمز بعض الأئمة وتهويلات وغيره مما زعم أن الشريف العوني وقع فيه وعابه عليه.
الصدق الصدق فإن الصدق يهدي إلي البر.
وتحتها الكذبات التي كذبها على الشريف العوني.
ما هكذا تورد يا سعد الإبل.
وهذه النقطة مخصصة لسوء فهمه لكلام أهل العلم، وتغيير كلام العلامة العوني عن وجهه الذي أراده.
وما أرانا نقول إلا معارا أو معادا من قولنا مكرورا
وهذه النقطة تبين أن الرجل لم يأت بجديد، ولكنه يجتر قولا قيل قبله، واطلع عليه كل دارس لهذه المسألة، و يريد غصب الناس عليه بقوة عباراته وفظاظة ألفاظه.
نقد نقضه لمقدمة بحث العلامة العوني.
قال:
يوم فتحت الكتاب بعد أن بقي في مكتبتي زمنا طويلا-ليلة 19من جمادى الأولى1428 - ، هالني هجومه القوي على أئمة الحديث، ورميهم المتكرر بالتقليد،
¥