تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه الآية {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقابه وقد عزا السيوطي هذا الحديث في الدر المنثور ص215/ 3، إلى أبي بكر ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والعدني، وابن منيع، والحميدي، في مسانيدهم وأبو داود، والترمذي وصححه، والنسائي، وانب ماجه، وابو يعلى والكجي، في سننه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان والدارقطني، في الأفراد وأبو الشيخ وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان، والضياء في المختارة عن قيس بن حازم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم ذكر لفظ الحديث .. هكذا تقف وتشاهد على ظلم هؤلاء الأفاكين الكذابين ثم يلعبون على ضعف النفوس هنا وهناك باستعمالهم الإسلام وأبغضهم إليه لمحاربتهم له في سلوكهم الكفري الشاذ، وقتل دعاته وتعذيب علماءه، والانحراف عن مبادئه ورمي نظامه الرفيع بالرجعية والفساد، كما وجد في دستورهم الإلحادي ونظامهم الخاسر الاقتصادي والاجتماعي والتربوي والثقافي والسياسي، وقد خرج الأحرار من أرض الرافدين منذ أن سيطر هذا الملحد السفاك على سدة الحكم ظلماً وقهراً واستبداد منحرفاً عن جميع القيم الروحية والأخلاقية ثم احتاج الآن إلى الإسلام لحاجة خبيثة في نفسه ولتبرير موقفه المشين من هذا الظلم الأسود البغيض الذي تمثل في اجتياح قواته الباغية أرض الكويت المسلمة وحيا من الشيطان اللعين إليه ضارباً جميع العهود والمواثيق عرض الحائط والتي قطعها على نفسه الأمارة الخبيثة وحررها بخط يده وضبطها برسمه دون أن يكون في قلبه وضميره الميت شيء منها من الوفاة والإيفاء إلا الحبر على الورق كالخونة المارقين السكرانين الذين لا عهد لهم ولا ميثاق ولا ذمة عندهم ولا عهد، ومن هنا ترى وتشاهد هذه الأعمال القبيحة الصادرة عنه وهو رئيس دولة حسب زعمه لا والله لم يمر على الإنسانية في تاريخها الطويل على مر الدهور وكر الزمن مثل هذا اللص الباغي الأفاك الكذاب الغادر.

وكيف لا يكون كذلك لأنه لم يأت بخير قط منذ أن سيطر على سدة الحكم في العراق مستبداً ومتجبراً بطغيانه وفساد عقله ونجاسة فكره بالظلم والبطش فظهر هذا اللص الإرهابي المحارب بتلك الصورة القبيحة مع أعماله البشعة وكان هؤلاء قد قتلوا ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح أخرجه الشيخان في صحيحهما والإمام أحمد في المسند315/ 2، كلهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال البخاري في الصحيح كتاب الجنائز باب رقم92، باب ما قيل في أولاد المشركين، حديث رقم1385 ص345/ 3 الفتح: ثم ساق إسناده عن طريق الزهري، عن أبي سلمة بن بعد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء؟ قلت: هذا هو الحديث الصحيح الذي حمل في طياته المعاني السامية الكثيرة ومنها أن كل مولود سواء كان قد ولد في بيت يهودي أو نصراني أو مجوسي وإنما يولد على الفطرة، والفطرة هي الإسلام كما ورد تفسير الفطرة على لسان جهابذة المفسرين والمحدثين والفقهاء قديماً وحديثاً وكيف لا وقد قال ربما جل وعلا في كتابه الكريم وذلك في سورة الروم: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [آية30]. هكذا الوضوح والبيان والنور في كتاب الله تعالى وسنة رسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأنهما يتحدان ويجتمعان على معنى واحد مع أصول محكمة وقواعد راسخة وأنظمة عالية رفيعة ومن هنا جاز لنا أن نقول: أن قرن الشيطان الحالي الذي ظهر في العراق بعمله ذاك المشين البشع هو قد أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح ولم يكن هناك قرن الشيطان الواحد في عصر واحد وزمن معين وإنما يتكرر وجوده في كل عصر وحين وإنه ولد في بيت خراب ودمار وفساد وهناك تربى على أيد ظالمة غاشمة وأنه منبع الفتنة كما ظهرت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير