تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هكذا تجد إن هذا الإسناد أعنى إسناد الحافظ أبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي حسن لذاته .. والذي روى عن طريقه هذا المتن كلهم ثقات ثم قال العلامة الفسوي: حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة ثنا ابن شوذب عن تربة العنبري، عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لنا في مدينتنا ثم ذكر الحديث وفيه. فقال رجل: يا رسول الله! وفي عراقنا؟ ثم ذكره ثلاث مرات عدم الدعاء لأهل العراق ثم قال: فيها الزلازل، والفتن، ومنها يطلع قرن الشيطان أهـ قلت: شيخ الفسوي هنا في هذا الإسناد هو سعيد بن أوس وليس سعيد بن أسد وأسد كلمة خطأ قبيح قد وقع من النساخ والمحقق لم يشر إليه لعدم علمه بالأسانيد وإنما هو الإمام الزاهد سعيد بن أوس بن ثابت أبو زيد الأنصاري النحوي، البصري قال الحافظ في التقريب رقم الترجمة 126 ص 291/ 1 صدوق وله أوهام، رمي بالقدر، من التاسعة مات أربع عشرة ومائتين على الصحيح، وله ثلاثة وتسعون سنة / د. ت. قلت: صالح للمتبعات والشواهد كما لا يخفى هذا على أحد، وقد علق الفسوي في نهاية الحديث ص 747/ 2 بقوله: قال ابن شوذب: ترون أن مكة في هذا الحديث يمانية ... ، ثم قال الفسوي العلامة الإمام الحافظ: 747/ 2: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي قال: وحدثنا عيسى بن محمد، أخبرني الوليد بن مزيد، قال: حدثنا عبد الله بن القاسم، ومطر، وكثير أبو سهل، عن تربة العنبري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا: فقال: اللهم بارك لنا في مكتنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، اللهم بارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا، فقال الرجل: وفي عراقنا، فأعرض عنه، فردد هذا ثلاثا، كل ذلك يقول الرجل: وفي عراقنا, فأعرض عنه, فقال: بها الزلازل, والفتن, ومنها يطلع قرن الشيطان أهـ قلت: هكذا تجد في هذا الكتاب وأن مؤلفه عراقي, وكذا محققه عراقي, وقد وجد هذا الكتاب أصلا في العراق في وقت من الأوقات ولذلك كما قال محقق الكتاب ص 54/ 1 أن الخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد قد اقتبس منه في كتبه الكثير وإنه أعلم بها والمقصود أن هذا الحديث الذي روى عن طريق سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن أبيه في وصف قرن الشيطان وإنه هو في العراق لا في نجد اليمامة كما أثبت ذلك العلامة الشيخ محمد أشرف في رسالته القيمة (أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان) التي أقدم لها الآن في طبعة جديدة منقاة مع مقدمة إضافية منقولة عن كتب السنة النبوية الشريفة فما يبقى بعد هذا البيان والوضوح أي غموض أو أشكال لدى هؤلاء الأغبياء الجهلة الذين يتكلمون في معنى هذا الحديث الصحيح على غير مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم إما جهلا منهم وهو الأهون والخف وإما عناداً وكذبا وزورا وبهتانا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الأشد والأغلظ ذنباً وجريمة وكفراً. من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار حديث متواتر.

وإن كنت لا تدري فتلك مصيبة

وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

ومن هنا لقد ظهر واضحاً جليا كما في هذه العجالة الصغيرة السريعة أن النجد الوارد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما هو العراق وحده كما ثبت عن الحوادث التاريخية الخطيرة التي وقعت هناك في أوقات مختلفة وأزمنة متغايرة على يد هؤلاء الفساق والفجار الذين كانوا هناك ثم هذه الفتنة المظلمة الفتاكة الرهيبة التي وقعت في 11/ 1/1411هـ في شهر محرم الحرام على يد هذا السفاك المبير الغادر إليك تفاصيل هذه الجريمة النكراء البشعة والفتنة العمياء والمصيبة الصماء.

تفاصيل الفتنة

1 - وقعت هذه الفتنة في ليلة مظلمة على يد السفاك الذي تمثل فيه قرن الشيطان ليلة الخميس من شهر محرم الحرام سنة 1411هـ الحادي عشر من ذاك الشهر المبارك ذاك الشهر الذي قتل العراقيون فيه ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، دون رحمة ولا شفقة وإن القتال في هذا الشهر المحرم جريمة كبرى وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في سورة البقرة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير