تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آية217] .. فلينظر قرن الشيطان حاله من هذه الآية الكريمة من سورة البقرة إذ أقدم على القتال في شهر محرم الحرام، ومع أنه يتمسح بالإسلام الآن والإسلام منه براء.

2 - الغدر والخيانة: ونقض العهد والميثاق:

ومن المعلوم لدى العالم كله أنه غدر وخان، ونقض العهد والميثاق الذي قطعه على نفسه المرة تلو المرة في مناسبات عديدة وقد اعترف بدولة الكويت المسلمة وكان له فيها السفارة والممثلون اعترف بهم دوليا ..

ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح أخرجه الشيخان في حيحهما وأصحاب السنن الأربعة، والدارمي في سننه، والإمام أحمد في مسنده في مواضع كثيرة جدا قال البخاري في الصحيح كتاب الفتن باب رقم21، باب إذا قال عند قوم شيئا، ثم خرج فقال بخلافه .. ثم ساق إسناده وهو برقم 7111 ص68/ 13 الفتح، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه، وولده، فقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه أهـ.

قلت: هكذا لفظ الحديث وهو عام جامع مانع لكل غادر نقض العهد والميثاق وتعهد بعدم الاعتداء على الجيران ثم اعتدى وبغى، وطغى وتجبر وظلم وافترى وكذب وأفسد فلينظر ذاك الفاجر من عمله القبيح ثم دعوته وتمسحه بالإسلام في هذا الوقت بالذات مع ارتكابه جميع الجرائم المنكرة القبيحة والأعمال المشينة وليس هذا منه إلا أنه قرن الشيطان اللعين ورأسه، وأصله.

3 - نقض العهد والميثاق: فقد قال ربنا جل وعلا في سورة الأنفال في وصف الكفار والمشركين الذين ينقضون العهد والميثاق إذ قال جل وعلا {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ * فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} [الأنفال آية 55 - 58] هذا هو القرآن مع هذا البيان الواضح والبرهان المنور يندد على من ينقض العهد والميثاق، وكم من عهود قد قطعها قرن الشيطان ورأسه وأصله على نفسه وهو أعلم بهذا الأمر من غيره ثم ينظر تماماً حاله من إسلامه الآن الذي يتمسح به ويدعو إليه ويجمع الأغبياء والجهلة من هنا وهناك لكي يبرروا موقفه الشيطاني؟ وصنيعته الطاغوتي وقد سبق أن قال ربنا جل وعلا في كتابه الحكيم وذلك في قوله تعالى في سورة المائدة: في وصف اليهود عليهم لعائن الله {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آية13.

هكذا تجد عند هذا الرجل الخائن التحريف والتبديل والتغيير لتبرير موقفه المشين، وإن نقض العهد علامة قسوة القلب وشدته كما قالت العلماء سلفاً وخلفا وأي قساوة أعظم وأشد وأكبر من هذا الخائن السفاك الذي شوَّه سمعة الإسلام أمام العالم كله بفعلته القبيحة ثم الكذب والافتراء والخيانة بتلك الجرأة الفاجرة مع بياناته السفاهية الصادرة عنه وعن زمرته إنه يفعل كذا وكذا ويدمر كذا وكذا وأنه يملك ما يملك من دحر القوات التي جاءت لصد عدوانه وظلمه وبطشه .. وغير ذلك من الإعلانات والبيانات الجنونية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير