تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم شعبه المغلوب على أمره ولم تسمع الدنيا منذ أن خلق الله تعالى هذه الكائنات كلها أن يكون هؤلاء الذين حجزهم من الغربيين والشرقيين على خلاف إراداتهم ورغبتهم ضيوفاً حسب زعمه والضيف له مكانة كبيرة عند العرب المسلمين الأولين والآخرين، والضيف له احترامه ورغبته وإرادته ومكانته وهو حر في تصرفاته وحركاته وسكناته ولذا رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في إكرام الضيف إذ قال عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح أخرجه جميع الأئمة المحدثون النقاد في صحاحهم وجوامعهم وسننهم، ومسانيدهم ومعاجمهم ومن هؤلاء البخاري في الصحيح وذلك في كتاب الأدب باب رقم 85 وعنوانه: باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه وقوله تعالى {وضيف إبراهيم المكرمين} حديث رقم6135 ص531/ 10 الفتح: إذ قال البخاري بإسناده عن أبي شريح الكعبي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له أن ينوي عنده حتى يحرجه أهـ قلت: هذا هو الحديث الصحيح الذي يقف في وجه هذا الظالم السفاك المتجبر الذي زعم أن هؤلاء كانوا ضيوفاً عليه بتلك الصورة البشعة المنكرة والمنظر الخطير الرهيب المخيف وقد قابلت أناساً في هولندا من هؤلاء الضيوف الذي زعمهم ذاك الفاجر السفاك المجرم أنهم ضيوف مكرمون عنده إذ قال لي بحرف واحد إننا حجزنا ظلماً وعدواناً وقهراً لمدة طويلة لم تكن لنا أي حرية ولا حركة ولا اختيار وكنا في ظلام دامس وقد ربطت أعيننا عن النظر إلى العالم الخارجي وكان هؤلاء الظلمة الطغاة من زبانية مجرمهم الأثيم كانت لهم معنا علاقة سيئة جداً للغاية وما كانوا يتركوننا في مكان واحد وإنما في أمكنة متعددة وربما في اليوم الواحد مرات وكرات في ليلة في أوقات مختلفة ولم يكونوا يمكنوننا من أن نرى ونشاهد العالم الخارجي وأن الحياة القاسية الصعبة التي عشناها لم نكن نراها إلا الموت وأما الطعام الذي كان يصرف لنا في تلك المدة لم يكن طعاماً أبدا وإنما كان الزبالة الوسخة التي نتركها في الأوساخ والقمامة وكان الناس المعينون علينا يحضرون لنا هذا الوباء والداء من مكان بعيد، وكان هؤلاء لم نرهم أثناء تقديم الطعام وكانت أصواتهم تختلف تماماً وتتنوع من صوت إلى صوت آخر ولم نكن ندري أهذا الإنسان الذي قدم لنا طعاماً يوم أمس أم غيره؟ وهكذا كانت هذه الضيافة المزعومة عنده بذاك المفهوم الذي لم يسبقه إليه أحد في تاريخ الإنسانية الطويل ولقد صدق الأستاذ الحسن العلوي فيما أعلت عن هذه المنظمة السرية التي تحكم العراق بالحديد والنار، والعصابة المجرمة، ومن هنا أدركنا جميعاً أن هذه الضيافة المزعومة لم تكن ضيافة بالمعنى الصحيح وإنما كان عذاباً ونكاية وظلما وفساداً على هؤلاء الذين تواجدوا في العراق وكان لحكوماتهم قوات في الخليج جاءت بناء على قرارات صادرة من مجلس الأمن الدولي ولكن ما هي المبررات لدى هذا الظالم الغاشم أن يسيء إلى هؤلاء الذين كانت لهم أعمال كبيرة ضخمة في تطوير العراق؟ وإذا كانت تلك ضيافة في مفهوم رئيس العراق فما هو العذاب والنكاية والظلم والفساد والبغي والعدوان لديه؟ ولا بد من الجواب الحاسم على هذا السؤال عمن عاش في سجون العراق وكيفية التعذيب لمن خالف حاكم العراق في بطشه وظلمه ونكايته به بشكل فظيع خطير تقشعر منه الجلود وتضطرب فيه النفوس والضمائر كما سمع العالم وشاهد ووقف على تلك المجازر الوحشية التي أقدم عليها زعيم هذه العصابة المجرمة والمنظمة السرية التي تفتك بالعراقيين المعارضين له في الداخل والخارج دون محاكمة ولا نظر ولا فكر فيما يترتب عليه من العواقب الوخيمة والنتائج المريرة، هذه هي الضيافة والإكرام عنده وعند زمرته وعصابته كما صور لي ذاك الهولندي الذي لم يستطع أن يفصح لي عن اسمه لأنه قال لي إنه وقع على عهد ومحضر أعد من قبل هؤلاء المجرمين لعدم إفصاح أي نوع من أنواع هذه الضيافة التي أكرمهم بها لص بغداد وعلى حد زعمه وتعبيره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير