تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا عرفت هذا بأن لك أن شراح الحديث اتفقوا على أن المراد من قرن الشيطان الأمور المحدثة والفتن والبدع الحادثة في الدين والفرق الضالة المبتدعة التي كان مركزها العراق، الكوفة والبصرة وبغداد.

فهرس الفرق الضالة والفتن العامة

قال الكرماني ولعل المراد من الزلازل الاضطرابات التي بين الناس والبلايا ليناسب الفتن مع احتمال إرادة حقيقتها، قيل إن أهل المشرق كانوا حينئذ أهل كفر فأخبر أن الفتنة تكون من ناحيتهم كما أن وقعة الجمل وصفين وظهور الخوارج في أرض نجد العراق وما والاها وكذلك يكون خروج الدجال وياجوج ومأجوج منها (الكرماني) ([54] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn54)) وقال العلامة العيني وإنما اشار صلى الله عليه وسلم إلى المشرق لأن أهله يومئذ كانوا أهل الكفر فأخبر أن الفتنة تكون من تلك الناحية وكذا كانت وهي وقعة الجمل ووقعة صفين ثم ظهور الخوارج في أرض نجد والعراق وما ورائها من المشرق وكان صلى الله عليه وسلم يحذر من ذلك ويعلم به قبل وقوعه وذلك من دلالة نبوته صلى الله عليه وسلم. وقال أيضاً والفتن تبدو من المشرق ومن ناحيته يأجوج ومأجوج، وقال المهلب إنما ترك الدعاء ليضعفوا عن الشر الذي هو موضوع في جهتهم لاستيلاء الشيطان بالفتن (عيني كتاب الفتن) ([55] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn55)). وقال العلامة القسطلاني: وإنما أشار عليه الصلاة والسلام إلى المشرق لأن الفتنة تكون من تلك الناحية وكذا وقعت فكانت وقعة الجمل ووقعة صفين ثم ظهور الخوارج في أرض نجد وما ورائها من المشرق .. وهذا من أعلام النبوة (قسطلاني) ([56] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn56)).

وقال الحافظ في آخر البحث: قال المهلب إنما ترك الدعاء صلى الله عليه وسلم لأهل المشرق ليضعفوا عن الشر الذي هو موضوع في جهتهم لاستيلاء الشيطان بالفتن ومر الحافظ إلى أن قال: وقال غيره كان أهل المشرق يومئذ أهل كفر فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الفتنة تكون من تلك الناحية فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم وأول الفتن كان من قبل المشرق فكان ذلك سبباً للفرقة بين المسلمين وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به كذلك البدع نشأت في تلك الجهة (فتح الباري، كتاب الفتن) ([57] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn57)). وقال الإمام النووي (المتقدم على ابن حجر والعيني زمانا) في معنى قرن الشيطان: هو جانباً بتسلط الشيطان ومن الكفر كما قال في الحديث الآخر رأس الكفر نحو المشرق وكان ذلك في عهده صلى الله عليه وسلم حين قال ذلك ويكون حين يخرج الدجال من المشرق وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة ومنشأ حادثة الترك الغاشمة العاتية الشديدة البأس ([58] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn58)).

القول الفصل

والحق الذي اتفق عليه شراح الحديث ودلت عليه الحقائق التاريخة والحوادث الماضية أن نجد العراق هي مبدأ الفتن والشرور وهي موضع البدع والفرق الضالة المضلة ومن هناك يخرج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان ومنها يظهر الدجال فلذلك أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لنجد العراق لأنه كان يعلم ما سيقع هناك من الشرور والفتن مثل وقعة الجمل ومحاربة صفين وفتنة كربلاء وحادثة التتر الغاشمة الظالمة الذين أحرقوا البلاد بعتوهم، وطغيانهم قبل وقوع تلك الكوارث العظيمة عديمة النظر وقد وقع جميع ذلك كما أخبر، فهذا عن إعلام نبوته وأبين براهين على صدقه صلى الله عليه وسلم.

الأحاديث الصريحة الدالة على أن

العراق هي مطلع قرن الشيطان

ثبت باتفاق شراح الحديث وشهادة الحوادث التاريخية أن العراق ونجد العراق هما مركز الفتن والفساد وهما موضع خروج الفرق الضالة. فالآن راجعوا الأحاديث التي صرح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم العراق مكان النجد عن ابن عباس وعن ابن عمر وعن الحسن مرسلاً دعا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وبارك لنا في مكتنا ومدينتنا وبارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل من القوم يا نبي الله وعراقنا قال إن فيها قرن الشيطان وتهيج الفتن وأن الجفا بالمشرق (كنز العمال) ([59]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير