الحروراء بلدة على ميلين من الكوفة (تحفة الأحوذي شرح الترمذي) ([67] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn67)) وهذه حقيقة لا تنكر أن الخوارج يعتقدون أن عليا والصحابة وجميع المسلمين سواهم قد ارتدوا عن الإسلام وكفروا بالله العزيز الحكيم، وهذا أيضا اعتقاد الروافض بل الروافض (خذلهم الله) يعتقدون أن أبا بكر وعمر وسائر الصحابة بل جميع الأمة أعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
تفصيل الفرق الضالة
قال العلامة علي القارئ في شرح حديث تفريق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا ومن هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي ([68] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn68)) واعلم أن أصول أهل البدع كما نقل في المواقف ثمانية:
1ـ المعتزلة القائلون بأن العباد خالقوا أعمالهم وبنفي الرؤية وبوجوب الثواب والعقاب وهم عشرون فرقة.
2ـ والشيعة المفرطون في محبة علي كرم الله وجهه وهم اثنتان وعشرون فرقة.
3ـ والخوارج المفرطة المكفرة له رضي الله عنه، ومن أذنب كبيرة وهم عشرون فرقة.
4ـ والنجارية الموافقة لأهل السنة في خلق الأفعال والمعتزلة في نفي الصفات وحدوث الكلام وهم ثلاث فرق.
5ـ والجبرية القائلة بسلب الاختيار عن العباد فرقة واحدة.
6ـ والمشبهة الذين يشبهون الحق بالخلق في الجسمية وهم خمس فرق.
7ـ والحلولية فرقة أيضا.
فتلك اثنتان وسبعون فرقة كلهم في النار والفرقة الناجية هم أهل السنة (المرقاة شرح المشكاة) [69] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn69).
والحاصل أن أصل هذه الاثنتين والسبعين فرقة الضالة من الأمة المسلمة سبع فرق كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأئمة هؤلاء الفرق كلها قد ظهروا من العراق، الكوفة والبصرة وما جاورهما، وأن الفقيه الشهير والمؤرخ الكبير العلامة السيد سليمان الندوي المتوفى سنة 1372هـ ناظم ندوة العلماء ذكر في كتابه الكامل الجامع أعني (سيرة النبي صلى الله عليه وسلم) أن الفرق الضالة كلها والفتن والمفاسد العظام جميعها ظهرت من بلاد العراق وهي المراد من طلوع قرن الشيطان
من نجد وهذا تلخيص ما قال ([70] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn70))، جاء في الأحاديث الصحيحة بوضوح تام أن ابتداء الفتن يكون من جهة المشرق وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه مرة بعد أخرى من ههنا يطلع قرن الشيطان وكانت هذه الإشارة من المدينة المنورة إلى جهة المشرق يعني العراق.
فأعلموا أن قاتل عمر رضي الله عنه كان أعجميا وفتنة عثمان رضي الله عنه ابتدأت من العراق أول مرة ثم انتشرت بعد ذلك إلى مصر وحدثت وقعة الجمل في هذه الأرض بالعراق، واستشهد علي كرم الله وجهه في أكبر مدنها، الكوفة، وفي هذه الأرض وقعت محاربة صفين بين علي وبين معاوية رضي الله تعالى عنهما، ومن ههنا خرجت أول طائفة ضالة من الخوارج ومن ههنا ظهرت الجبرية والقدرية وغيرهما من الفرق المبتدعة الذين مزقوا وحدة العقائد الإسلامية.
وقتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأرض وشنت الغارة على قافلة النبوة بساحل الفرات في هذه البلاد وههنا ادعى المختار نبوة كاذبة، وفي هذه الأرض سفك الحجاج دماء معصومة، ومن ههنا حدث التشيع الذي فرق شمل المسلمين، وقسمهم بين الفئتين ثم وقعت بعد ذلك فتنة الترك والتتار في تلك البلاد والتي مزقت وحدة الخلافة الإسلامية وأخمدت حرارة الإيمان من قلوب العرب والمسلمين وبعد هذا أن مبادئ الغدر ضد الخلافة العثمانية التركية في الحرب العالمية الأولى وقعت من ههنا ثم انتشرت في ما بعد إلى البلاد الأخرى.
رأى الصحابة في العراق
بعد شهادة التاريخ والأحاديث وشروحها بوقوع الفتن الجسام والبدع العظام في العراق عليكم بقراءة أقوال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وآرائهم في هذه البلاد.
¥