(ويكره إفراد رجب بالصوم). هذا المذهب , وعليه الأصحاب , وقطع به كثير منهم. وهومن مفردات المذهب , وحكي الشيخ تقي الدين في تحريم إفراده وجهين. قال في الفروع: ولعله أخذه من كراهة أحمد.
تنبيه: مفهوم كلام المصنف: أنه لا يكره إفراد غيررجب بالصوم. وهو صحيح لا نزاع فيه. قال المجد: لا نعلم فيه خلافا.
فائدتان. إحداهما:
تزول الكراهة بالفطر من رجب , ولو يوما , أو بصوم شهر آخر من السنة. قالفي المجد: وإن لم يله.
الثانية:
قال في الفروع: لم يذكر أكثر الأصحاباستحباب صوم رجب وشعبان. واستحسنه ابن أبي موسى في الإرشاد.
قال ابن الجوزي فيكتاب أسباب الهداية: يستحب صوم الأشهر الحرم وشعبان كله , وهو ظاهر ما ذكره المجدفي الأشهر الحرم , وجزم به في المستوعب ,
وقال: آكد شعبان يوم النصف , واستحبالآجري صوم شعبان , ولم يذكر غيره , وقال الشيخ تقي الدين: في مذهب أحمد وغيرهنزاع. قيل: يستحب صوم رجب وشعبان , وقيل: يكره. يفطر ناذرهما بعض رجب.) اهـ
وفي كشاف القناع 2/ 340:
(ويكره إفراد رجب بالصوم ... (وتزول الكراهة بفطرهفيه ولو يوما أو بصومه شهرا آخر من السنة قال المجد: وإن لم يله) أي: يلي الشهرالآخر رجب.
(ولا يكره إفراد شهر غيره) أي: غير رجب بالصوم قال في المبدع: اتفاقا ; لأنه صلى الله عليه وسلم {كان يصوم شعبان ورمضان} والمراد أحيانا ولميداوم كاملا على غير رمضان فدل على أنه لا يستحب صوم رجب وشعبان في قول الأكثر , واستحبه في الإرشاد) اهـ
وفي الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/ 479:
(وأما صوم رجببخصوصه , فأحاديثه كلها ضعيفة , بل موضوعة , لا يعتمد أهل العلم على شيء منها , وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل , بل عامتها من الموضوعات المكذوبات ...
فمتى أفطر بعضا لم يكره صوم البعض. وفي المسند وغيره: حديث {عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه أمر بصوم الأشهر الحرم , وهي: رجب , وذو القعدة , وذو الحجة , والمحرم}. فهذا في صوم الأربعة جميعا , لا من يخصص رجبا) اهـ
قال الحافظ ابن حجر أن ما ورد في شهر رجب من أحاديث بالنسبة للصوم فيه كلها ضعيفة ولا أصل لهاو وإنما المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان))
والأولى في شهر رجب أن نتذكّر الأحداث التاريخيّة التي وقعت فيه مثل غزوة تبوك لنأخذ منها العِبرة، ونتذكر تخليص صلاح الدين الأيوبي للقُدس من أيدي الصليبيين (في رجب 583هـ ـ 1187م) ليتوحَّد العربُ والمسلمون لتطهير المَسجِد الأقصى من رأس الغاصبين.