وعنده من حديث ابن مسعود بإسناد صحيح " أن من يتردى من رءوس الجبال وتأكله السباع ويغرق في البحار لشهيد عند الله " ووردت أحاديث أخرى في أمور أخرى لم أعرج عليها لضعفها، قال ابن التين: هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصا لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء.
قلت: والذي يظهر أن المذكورين ليسوا في المرتبة سواء، ويدل عليه ما روى أحمد وابن حبان في صحيحه من حديث جابر الدارمي وأحمد والطحاوي من حديث عبد الله بن حبشي، وابن ماجه من حديث عمرو بن عنبسة " أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه " وروى الحسن بن علي الحلواني في " كتاب المعرفة " له بإسناد حسن من حديث ابن أبي طالب قال " كل موته يموت بها المسلم فهو شهيد " غير أن الشهادة تتفاضل وسيأتي شرح كثير من هذه الأمراض المذكورة في كتاب الطب، وكذا الكلام على حديث أنس في الطاعون إن شاء الله تعالى.
ويتحصل مما ذكر في هذه الأحاديث أن الشهداء قسمان: شهيد الدنيا، وشهيد الآخرة وهو من يقتل في حرب الكفار مقبلا غير مدبر مخلصا.
وشهيد الآخرة وهو من ذكر، بمعنى أنهم يعطون من جنس أجر الشهداء ولا تجري عليهم أحكامهم في الدنيا.
وفي حديث العرباض بن سارية عند النسائي وأحمد ولأحمد من حديث عتبة بن عبد نحوه مرفوعا " يختصم الشهداء والمتوفون على الفراش في الذين يتوفون من الطاعون فيقول: انظروا إلى جراحهم، فإن أشبهت جراح المقتولين فإنهم معهم ومنهم، فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم، وإذا تقرر ذلك فيكون إطلاق الشهداء على غير المقتول في سبيل الله مجازا، فيحتج به من يجيز استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه، والمانع يجيب بأنه من عموم المجاز فقد يطلق الشهيد على من قتل في حرب الكفار لكن لا يكون له ذلك في حكم الآخرة لعارض يمنعه كالانهزام وفساد النية والله أعلم.
بن سارية أخرجه الإمام أحمد (16533) والنسائي (3164) بسند قال عنه الحافظ بن حجر في الفتح (10/ 205): حسن بلفظ: (يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا عز وجل في الذين ماتوا بالطاعون فيقول الشهداء: إخواننا قتلوا كما قتلنا. ويقول الذين ماتوا على فرشهم إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا. فيقول الله عز وجل: انظروا إلى جراحهم فإن أشبهت جراح المقتولين فإنهم منهم فإذا جراحهم أشبهت جراحهم).
قال ابن حجر (زاد الكلاباذي في معاني الأخبار) من هذا الوجه في آخره: "فيلحقون بهم") ا. هـ
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[17 - 10 - 09, 03:23 ص]ـ
هذا سؤال، لإخواننا طلبة العلم الشرعي، من الأطباء.
أو قل: هذا تحفيز لهم، على البحث .. لعل الله يفتح عليهم بما لم يفتح على غيرهم .............. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله المطعون شهيد والغرق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمبطون شهيد والحرق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد
وفي هذه الأحاديث أن الميت بهذه الأمراض:
1 - الطاعون
2 - مرض البطن
3 - ذات الجنب
هو بمنزلة الشهداء عند الله (شهيد آخرة لا شهيد دنيا وآخرة طبعا .. )
فأرجو من الدكاترة الكرام، من طلبة العلم بملتقانا .. أن يجيبوني، أي شيء (مشترك؟) في هذه الأمراض جعلت الميت بها، ينال مرتبة الشهادة (وهي من أعظم المراتب) عند الله؟؟!
لابد أن في ذلك سرا إعجازيا كبيرا؟
فلو قلنا: "وهذه ميتات فيها شدة الأمر فتفضل الله تعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصا لذنوبهم زيادة في أجرهم حتى بلغهم بها مراتب الشهداء". كما قال في المنتقى .. فإن أمراضا (عرفت أخيرا) أشد من هذه الأمراض، وأكثر إيلاما .. (فيما نعلم) ..
هل من جواب شافٍ؟؟!!
وفقكم الله جميعا
قد ورد في الأخبار عدد كثير لمن يجد ثواب الشهادة فمن ذلك:
(1) المقاتل: المجاهد وهو أعلى الشهداء.
(2) والمطعون.
(3) والمبطون.
(4) والغريق.
(5) وصاحب ذات الجنب.
(6) والحريق.
(7) والتي تموت بجمع.
(8) والذي يموت بهدم.
(9) ومن يقصد الشهادة ويعزم عليها ولا يتفق له ذلك كما هو ثابت في حديثي الباب.
(10) وصاحب السل: أخرجه أحمد من حديث راشد بن خنيس والطبراني من حديث سلمان.
¥