تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما رأيكم إخواني في هذا المشروع .. رأيكم يهمني]

ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:28 ص]ـ

راوية الإسلام أبي هريرة رضي الله عنه

مروياته في الكتب التسعة

ما انفرد به وما رواه غيره من الصحابة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أما بعد، فإنه في زمان أخبر عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم أنه زمان الفتن، يطلع علينا كل حينٍ عدواً من أعداء الإسلام ودعوة النبي العدنان فيشحذ همته لإعمال معاول الهدم في دين الله بمتهافت الدعوات ومضحك الشبهات، وهيهات هيهات فالله تعالى متم نوره ولو كره الكافرون والمنافقون والفاسقون والجاحدون.

فبدأوا أول ما بدأوا بكتاب الله وحاولوا إثارة الشبهات حوله فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا، فانتقلوا إلى سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يشككون بها وبكتبها ورواتها، فشككوا تارة بالصحيحين وتارة بصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الغر الميامين، وتارة بالرواة، وتارة بقواعد علوم الحديث.

ومن شبهاتهم التي حاولوا إلقاءها على مسامع العامة علهم يصلون بها إلى مبتغاهم تشكيكهم في راوية الإسلام الأول وحافظ السنة الأشمل أبي هريرة رضي الله عنه، فشككوا تارة بأحاديثه، وتارة بشخصيته ونسبه، وتارة بأخلاقه وفضائله، وهم في هذا كالذي يعوي على القمر محاولاً إخماد نوره.

ومن أكاذيب بعضهم قولهم أن أبي هريرة رضي الله عنه قد انفرد وحده برواية 8000 (ثمانية ألف) حديث وقال بعضهم 5000 (خمسة آلاف) حديث، هكذا دون دراية ولا علم ولا بحث ولا تدقيق، إذ كان جل همهم ترويج الأكاذيب وتلفيق الأباطيل لتدخل شبهاتهم إلى قلوب العامة ومن في قلبه مرض.

وهنا في هذا الجزء الحديثي، رأيت بتوفيق من الله أن أجمع ما صح من أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه في الكتب التسعة موضحاً عددها، وموضحاً ما انفرد أبي هريرة رضي الله عنه بروايته والذي اشترك معه في روايته غيره من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.

سائلاً الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتي يوم أنا ألقاه، وأن يحتسبه لي ذباً ودفاعاً عن هذا الصحابي الجليل رضوان الله عليه ودفاعاً عن سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يجعله مرجعاً لكل مسلم ليرد به على شبهات الكافرين والمنافقين، وأن يهدأ به بالاً ويقر عيناً كل مسلم مؤمن، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

منهجي في هذا البحث:

منهجي في هذا البحث إن شاء الله سيكون أن أبدأ بما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين باعتبارهما أصح الكتب، فأبدأ بما أخرجه الشيخان ثم ما انفرد به البخاري ثم ما انفرد به مسلم، مخرجاً في كل هذا الحديث دون مكرراته فإذا جاء الحديث مكرراً ذكرته مرة واحدة بمواضعه في الصحيحين ومبيناً من روى الحديث من الصحابة غير أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين أو خارجهما من بقية الكتب التسعة بلفظه أو بمعناه إذ أن الذي يهمنا هنا ورود الحديث عن صحابي آخر ولو بالمعنى لنشير إلى أن أبي هريرة رضي الله عنه لم يكن يأتي بالعجائب أو الغرائب، بل عامة معاني أحاديثه رواها غيره من الصحابة موضحاً في ذلك من رواه وفي أي كتاب ورقم الحديث فقط فأقول مثلاً (وروي عن فلان – كتاب كذا – برقم كذا).

ثم أنتقل بعد ذلك بعون الله وتوفيقه إلى مسند الإمام أحمد فأخرج ما صح فيه من مسند أبي هريرة رضي الله عنه، فما سبق ذكره في الصحيحين أشرت إلى ذلك إشارة خفيفة، وما لم يذكر في الصحيحين ذكرته متحاشياً في ذلك ذكر المكررات،ومبيناً من روى الحديث من الصحابة غير أبي هريرة رضي الله عنه في المسند أو باقي الكتب التسعة غير الصحيحين، ثم أفعل مثل ذلك في بقية الكتب موضحاً في النهاية إجمالي الأحاديث الصحيحة التي رويت عن أبي هريرة رضي الله عنه في الكتب التسعة وما انفرد بروايته وما اشترك مع غيره من الصحابة في روايته رضوان الله عليهم أجمعين. وقد أعول في بعض الأحيان القليلة على غير كتب السنن إذا كان الحديث روي فيها من طرق ضعيفة عن غير أبي هريرة رضي الله عنه وروي خارجها عن نفس الصحابي بإسناد صحيح فأذكر ذلك باختصار.

وفي النهاية، أسأل الله التوفيق والسداد في الأمر كله، فما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو تقصير فمني ومن الشيطان.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

وكتب أفقر العباد

أبو محمود بن أحمد الراضي

الثالث عشر من شعبان من عام ثمانية وعشرون وأربعمائة وألف من الهجرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير