تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ابن جميع الصيداوي]

ـ[أبو عمر الصيداوي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 12:50 م]ـ

معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (305 - 402هجرية)

أخرجت مدينة "صيدا" –كغيرها من مدن ساحل الشام- عدداً كبيراً من رجال الحديث، والعلماء الحفاظ، والرواة الثقات، في الفترة الواقعة بين الفتح الإسلامي والحروب الصليبية، كما قصدها جمهرة كبيرة من المحدّثين وطلبة العلم وغيرهم من العلماء، وقد أحصينا جميع هؤلاء وأولئك في "معجم العلماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي" الماثل للطبع في بيروت.

وكظاهرة واضحة تبدو لمن يتتبع رجال الحديث في ساحل الشام نجد أن كل مدينة من مدنه تكاد تشتهر بمحدث متميز عن غيره من المحدثين من أبناء مدينته نفسها، وأهم ما يميزه عن غيره ما تركه من أثر مكتوب يجعله في عداد المصنفين، فطرابلس الشام، مثلاً، أخرجت المحدث الكبير الملقب بمسند الشام "خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي" (1) (250 - 343هـ)، ومدينة صور أخرجت المحدث والحافظ الكبير "محمد بن علي الصوري" (2) (377 - 441هـ) وهو شيخ الخطيب البغدادي صاحب "تاريخ بغداد" وغيره، ومدينة بعلبك أخرجت الإمام والفقيه الكبير المتوفى ببيروت "عبد الرحمن الأوزاعي" (3) (88 - 157هـ)، ومدينة صيدا أخرجت "ابن جميع الصيداوي" ومدينة صيدا أخرجت ابن جميع الصيداوي المحدث الزاهد المسند (305 - 402هـ).

يعتبر "ابن جميع الصيداوي" أشهر محدث أخرجته صيد في كل تاريخها على الإطلاق. وهو: "محمد بن أحمد بن محمد ابن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع أبو الحسين الغساني الصيداوي الحافظ"، من أسرة اشتهرت برواية الحديث في مدينة صيدا، يرجع نسبها إلى "غسان"، وهي القبيلة العربية التي في بلاد الشام قبل ظهور الإسلام. ويعرف جد هذه الأسرة الأعلى بـ "جميع" (بضم الجيم وفتح الميم).

ويعود التاريخ المعروف لهذه الأسرة في صيدا إلى القرن الثالث الهجري، ولكن من غير المعروف إذا كان والد ابن جميع: صيداوي المولد، أو أن جده كذلك، إذ جل ما نعرفه هو أن والد ابن جميع "أحمد بن محمد بن أحمد" توفي سنة 371 هـ (5) ونرجح أن وفاته كانت بصيدا، وأنه كان يروي الحديث وقد عاش 97 سنة، ومثلها جده "محمد بن أحمد بن عبد الرحمن"، ومثلها جد ابيه "أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى".

ووصلنا اسم أخ لابن جميع صاحب هذه الترجمة هو: "بكر بن أحمد" (6).

ولد أبو الحسين محمد بن جميع في مدينة صيدا بساحل الشام سنة 305 (وقيل 306هـ)، ونشأ فيها، وتلقى علومه وهو صغير على شيوخها، فسمع من أبيه، كما سمع من الشيوخ المحدثين الصيداويين وغير الصيداويين الذين كانوا ينزلونها أو يقيمون فيها بعض الوقت، ثم خرج من بلده في رحلة واسعة لطلب العلم فطوف في بلاد الشام والعراق، وديار مصر، وبلاد الفرس وكور الأهواز، والحجاز، وأكثر عن الشيوخ في تلك البلاد، ولذلك لقب بـ "الشيخ العالم الصالح، المسند، الرحال، صاحب المعجم" (7)، وقد أحصى شيوخه في معجمه الذي نحن بصدده، فبلغ عددهم (372) شيخاً، توزعوا في (52) مدينة وبلدة، هي: الأبلة، الأثارب، أذنة، أصبهان، أنطاكية، الأهواز، بالس، البصرة، بغداد، بلد، بياس، بيت المقدس، بيروت، تنيس، جبل، جبلة، حلب، حمص، دمياط، دير عاقول، الرافقة، الرامهرمز، الرصافة، الرقة، الرملة، سيراف، شيراز، الصرفند، صنعاء، صور، صيدا، طرابلس، طرسوس، عرقة، عين زربة، الفسطاط، قرقيسيا، القلزم، كفربيا، الكوفة، مرعش، مصر، المصيصة، مكة، منبج، الموصل، نصيبين، نهر الملك، همدان، واسط، يافا، فضلا عن مدينة دمشق التي لم يرد ذكرها في معجم شيوخه، والتي لا بد أنه دخلها وسمع بها، إذ نعرف أنه لقي "الحسن بن حبيب الحصائري الدمشقي" الفقيه المتوفى سنة 338هـ (8) هذا عدا (52) شيخاً نجهل مكان سماعه عليهم. ومن الجدول الذي وضعناه بأسماء الأماكن التي سمع بها ابن جميع يتبين لنا أن بغداد تأتي في مقدمة المدن من حيث عدد الشيوخ الذين لقيهم وأخذ عنهم بها، فبلغوا (85) شيخاً، تليها مصر (30) شيخا، ثم البصرة (27) شيخاً، فبلده صيدا (20) شيخاً (انظر جدول شيوخ ابن جميع).

[/ FONT]http://ahlalhdeeth.com/vb/attachment...1&d=1157682697 (http://ahlalhdeeth.com/vb/attachment...1&d=1157682697)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير