تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[08 - 11 - 07, 11:38 ص]ـ

الثاني شاهد للأول أخي ألا ترى قوله في المتن " إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ قَالَتْ قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولِي السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ" وهو في معنى الأول بشيء من التفصيل والله المستعان

ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[09 - 11 - 07, 12:05 ص]ـ

الأخ الكريم/ ابن عبد الغفار

السلام عليكم ورحمة الله

وبعد ..

يظهر من كلامك أنك تنكر أن يكون هذا الحديث متابعة للحديث الأول لاختلاف السند، كما تنكر أن يكون شاهداً له لاختلاف المتن كما تدعي.

وإليك البيان والتوضيح بفضل الملك الوهاب:

(1) أتفق معك أن الحديث الثاني ليس متابعة للحديث الأول لاختلاف السند تماماً.

(2) لكن الثاني شاهد للأول كما أفاد أخونا محمد بن سليمان الجزائري، بارك الله فيه، وإليك البيان:

متن الحديث الأول: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا مُؤَجَّلُونَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ

وجاء في متن الحديث الثاني: قَالَتْ قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولِي السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ

أخي أليس الحديثان بمعنى واحد؟ نعم، لذلك قلت: الثاني شاهد للأول

قال السيوطي في تدريب الراوي: " (والشاهد أن يروى حديث آخر بمعناه ولا يسمى هذا متابعة) فقد حصل اختصاص المتابعة بما كان باللفظ، سواء كان من رواية ذلك الصحابي أم لا، والشاهد أعم، وقيل هو مخصوص بما كان بالمعنى كذلك".

والإمام النووي في شرح هذا الحديث قال: " ولا يقدح رواية مسلم لهذا الحديث عن هذا المجهول الذي سمعه منه عن حجاج الأعور لأن مسلماً ذكره متابعة لا متأصلاً معتمداً عليه، بل الاعتماد على الاسناد الصحيح قبله".

قلت: فهذا يؤكد أن التعريف صحيح والحمد لله.

فإن قيل: قال النووي أن مسلماً ذكره متابعة رغم أن السند مختلف تماماً ولا يتفق هذا مع تعريف المتابعة.

قلت: كان المتقدمون يتساهلون في هذه التعريفات، قال السيوطي في التدريب: " والشاهد أن يروى حديث آخر بمعناه ولا يسمى متابعة" ثم قال: " وقال شيخ الاسلام: قد يسمى الشاهد متابعة أيضاً، والأمر سهل".

قلت: المقصود بشيخ الاسلام هنا هو ابن حجر العسقلاني، وكذلك مهما قال السيوطي: شيخ الاسلام فهو ابن حجر، والله أعلم.

وقال الشيخ أحمد شاكر في الباعث الحثيث: " قال الحافظ ابن حجر: (قد يسمى الشاهد متابعة أيضاً، والأمر سهل) "

قلت: فقول النووي أن مسلماً ذكر الحديث متابعة، إنما هو من هذا الباب الذي بيناه.

وأما التشنيع على بعض الرواة فإليك جواب ذلك:

قال الحافظ ابن كثير في (اختصار علوم الحديث): "ويُغتفر في باب " الشواهد والمتابعات " من الرواية عن الضعيف القريب الضعف -: ما لا يُغتفر في الأصول، كما يقع في الصحيحين وغيرهما مثل ذلك. ولهذا يقول الدارقطني في بعض الضعفاء: " يصلح للاعتبار "، أو " لا يصلح أن يعتبر به ". والله أعلم." وقال النووي في التقريب: " ويدخل في المتابعة والاستشهاد رواية من لا يحتج به ولا يصلح لذلك كل ضعيف". وقال ابن حجر في (هدي الساري):: " ينبغي لكل منصف أن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح لأي راوٍ كان مقتض لعدالته عنده وصحة ضبطه وعدم غفلته ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بالصحيحين، وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في الصحيح فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما هذا إذا خرج له في الأصول، أما إن خرج له في المتابعات والشواهد والتعاليق فهذا يتفاوت درجات من أخرج له منهم في الضبط وغيره مع حصول اسم الصدق لهم، وحينئذٍ إذا وجدنا لغيره في أحد منهم طعناً فذلك الطعن مقابل لتعديل هذا الامام لا يقبل إلا مبين السبب مفسراً بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقاً أو في ضبطه لخبر بعينه لأن الأسباب الحاملة للأئمة على الجرح متفاوتة منها ما يقدح ومنها مالا يقدح". اهـ.

ملاحظة: نسخت متن الحديثين من مشاركتك إذ وجدتهما أمامي فأرجو المعذرة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير