ويظن كثير من الناس أنه أسهل في التطبيق، حيث يصوم المسلمون جميعا في يوم واحد، فإن رئي الهلال في مكان ليلة الجمعة فإن يوم الجمعة هو بداية الشهر في العالم كله.
ولكننا لو أنعمنا النظر في هذا الرأي لوجدنا ما يلي:
1. أن هذا الرأي يتعارض مع حديث كريب، ولا يستند إلى أي نص شرعي.
2. أن المكان الذي يبدأ فيه اليوم أمر اعتباري، وليس أمرا شرعيا، ولا كونيا.
وبيان ذلك أن الأرض شبه كروية، وفي كل لحظة تطلع الشمس على جزء من الأرض وتغيب عن جزء آخر، وهي في كل لحظة قسمان نصفها ليل ونصفها الآخر نهار، أي إن الأرض ليس لها بداية ولا نهاية، فأين يبدأ اليوم؟ هل يبدأ في مكة المكرمة؟ أم يبدأ في غرينتش أي فيما اعتبروه خط الطول صفر؟ أم يبدأ من خط التوقيت الدولي؟ أم أين؟.
إن الجغرافيين قد رأوا أن يكون ما اصطلح على تسميته بخط التوقيت الدولي هو المكان الذي يبدأ فيه اليوم، وهو خط وهمي متعرج غير مستقيم، وهو الذي اعتبروه خط الطول 180، وفي اللحظة التي تطلع فيها الشمس على هذا الخط الوهمي يكون هذا الشروق شروق شمس الجمعة مثلا على الجانب الغربي لهذا الخط، بينما هو شروق شمس السبت على الجانب الآخر من هذا الخط الوهمي، فهذا اصطلاح متأخر منهم لا يغير الحكم الشرعي السابق، فما هي قيمة خط 180 شرعا؟ إننا لو جعلنا خط غرينيتش هو خط التوقيت لتغير اسم اليوم في نصف الكرة الأرضية من الجمعة إلى السبت أو العكس.
3. أن الوقت الذي يبدأ فيه اليوم عند الجغرافيين هو الساعة الثانية عشرة ليلا، وهذا أيضا أمر اصطلاحي، وهو مخالف لبداية اليوم شرعا، فبداية اليوم شرعا هو لحظة غروب الشمس وليس منتصف الليل.
ولكل ذلك فإنه لا مناص من الأخذ بحديث كريب، وأن الشهر إذا ثبت في مكان فقد دخل الشهر في كل مكان يقع على خط الطول نفسه، وفي الأماكن الواقعة غرب تلك المنطقة، بينما لا يدخل الشهر في المناطق الواقعة شرقا إلا في اليوم الذي يليه.
وبما أن اليوم والشهر والسنة تدخل كلها شرعا في لحظة غروب الشمس، وليس في الساعة الثانية عشرة ليلا، وغروب يوم معين لا يحدث في الكرة الأرضية في وقت واحد بل يحتاج إلى أربع وعشرين ساعة، فإن الشهر يدخل في كل الكرة الأرضية خلال أربع وعشرين ساعة، وبذلك يكون المسلمون جميعا في كل مكان قد صاموا وأفطروا في اليوم نفسه بالمعنى الشرعي، وليس بالمعنى الجغرافي.
نتائج البحث
1. لم ينه الحديث النبوي عن اعتماد التقدير والحساب في إثبات الشهر، بل جعل ذلك هو الأصل إن كان في الأمة علماء في الفلك.
2. رؤية الهلال وسيلة من الوسائل لإثبات الشهر وليست هدفا وغاية.
3. الحساب ليس من علم التنجيم الذي نهى عنه الإسلام.
4. كان الحساب ظنيا، ولكنه أصبح منذ زمن طويل قطعيا.
5. لا دليل يدل على اعتماد الحساب في النفي فقط دون الإثبات لا شرعيا ولا علميا، ولذلك فالراجح هو اعتماد التقدير القطعي في الإثبات وفي النفي.
6. لا تتعارض الرؤية مع الحساب، وربما تعارضت بعض الشهادات مع الحساب القطعي.
7. لا تقبل الشهادة بالمستحيل، ولا بد أن يكون الشاهد عدلا ضابطا.
8. للشهادة بالرؤية وللإتمام مجموعة من المشكلات في التطبيق، بينما نجد للتقدير عددا من الفوائد.
9. الراجح شرعا اعتبار اختلاف المطالع.
10. تختلف بداية اليوم والشهر شرعيا عن بدايته جغرافيا من حيث الزمان والمكان.
11. تعد الرؤية في مكان رؤية لما يقع على خط الطول نفسه، أو غربه، وبهذا يبدأ المسلون الشهر في كل الكرة الأرضية في يوم واحد بالمعنى الشرعي.
والحمد لله رب العالمين
منقول عن هذا الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6710
ـ[أزماراي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 11:58 ص]ـ
شيخي الحبيب هممت لأرفع الموضوع فرأيتك سبقتني الى فعل الخير
وفقكم الله وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[02 - 09 - 07, 06:38 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه، وبعد
¥