تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والذي ذكره أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي في باب الحاء والراء ليس في هذا من شيءٍ، إنما هو حديث آخر من رواية مكحول عن أبي ثعلبة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((أول دينكم نبوة ورحمة ثم ملك ورحمة ثم ملكٌ وجبرية ثم ملك عض يستحل فيه الحر والحرير)) يريد استحلال الحرام من الفروج. وهذا لا يتفق مع الذي أخرجه البخاري وأبو داود في متن ولا إسناد. وإنما ذكرنا ذلك لأنّ مِن الناس مَن توهَّم في ذلك شيئاً فبيناه. وحديث مكحول أيضاً ليس مِن شرط الصحيح.

مسند أبي مالك الأشعري رضي الله عنه بغير شك

يقال: اسمه عمرو. وقيل: عبيد. وقيل: كعب. حديثان وكلاهما لمسلم. اهـ

قلتُ: يؤخذ مِن كلام الحميدي هنا أمور:

- أنّ هذا الحديث إنما أخرجه البخاريّ معلَّقاً لا موصولاً، فهو ليس مِن شرط الصحيح.

- أنّ إسناد الحديث عن أبي مالك الأشعريّ مشكوك فيه، ولذلك فَصَله الحميديُّ عن مسند أبي مالك الأشعري الذي أخرجه مسلم.

- أنّ لفظ حديث البخاريّ إنما هو (الخز) بالخاء والزاي وليس (الحر) بالحاء والراء كما توهَّم الأكثرون.

= = = = = = = = = = = = = = = = = =

قول الإسماعيلي وأبي نعيم في مستخرجيهما

مِن عادة هذين الإمامين أن يشيرا إلى ما علَّقه البخاريّ، فيقولان: ذكره بلا خبر أو بلا رواية. قال ابن حجر في الفتح (3/ 393): ((قوله "قال أبو عاصم": هو مِن شيوخ البخاري، ولم أره عنه إلا بصيغة التعليق. وبذلك جزم الإسماعيلي فقال: "ذكره عن أبي عاصم بلا خبر". وأبو نعيم فقال: "ذكره بلا رواية")). اهـ وقال (1/ 356): (("وقال عفان": قال الإسماعيلي: "أخرجه البخاري بلا رواية")). اهـ وقال عن أبي نعيم (13/ 506): ((لأنّ عادته إذا وقع بصيغة "قال" مجردة، أن يقول: "أخرجه بلا رواية" يعني صيغة صريحة)). اهـ وقال (5/ 407): ((قوله "وقال عبدان" الخ كذا للجميع. قال أبو نعيم: "ذكره عن عبدان بلا رواية")). اهـ وقال (10/ 158): ((قوله "وقال عفان": هو ابن مسلم الصفار. وهو مِن شيوخ البخاريّ، لكن أكثر ما يخرج عنه بواسطة. وهو مِن المعلقات التي لم يصلها في موضع آخر. وقد جزم أبو نعيم أنه أخرجه عنه بلا رواية. وعلى طريقة ابن الصلاح يكون موصولاً)). اهـ

وقال ابن حجر في مقدمة الفتح (1/ 17) فيما علَّقه البخاريّ عن شيوخه في صحيحه: ((قال الإسماعيلي: قد يصنع البخاريّ ذلك إمّا لأنه سمعه من ذلك الشيخ بواسطةِ مَن يثق به عنه، وهو معروف مشهور عن ذلك الشيخ. أو لأنه سمعه مِمَّن ليس مِن شرط الكتاب)). اهـ

ويؤخذ مِن كلام ابن حجر أمور:

- أنّ الإسماعيليّ في مستخرجه يقول في معلّقات البخاريّ: ذكره بلا خبر أو بلا رواية.

- أن الإسماعيليّ يُرجع صنيع البخاريّ هذا إلى عدم سماعه هذه الأحاديث مِن شيوخه، وإنما أخذها عنهم بواسطة.

- أنّ أبا نعيم في مستخرجه يقول في معلّقات البخاريّ: ذكره بلا رواية.

- أنّ الحُكم بالاتصال للأحاديث التي علَّقها البخاريّ عن شيوخه مِمَّا لم يصله في موضع آخر: إنما هي طريقة ابن الصلاح.

= = = = = = = = = = = = = = = = = =

رأي ابن الجوزي في الحديث

قال ابن الجوزي في كشف المشكل (1/ 1115) ما نصُّه:

كشف المشكل من مسند أبي مالك أو أبي عامر الأشعري

كذا رواه عبد الرحمن بن غنم فشكّ أيّ الرجلين حدثه.

وهو حديث واحد أخرجه البخاري تعليقاً.

وأمّا أبو مالك، فاختلفوا في اسمه واسم أبيه على أربعة أقوال. أحدها: عمرو. والثاني: عبيد. والثالث: كعب بن عاصم. والرابع: الحارث بن مالك. وجملة ما رَوى سبعة وعشرون حديثاً. وما أَخرج عنه سوى مسلم، فإنه أخرج له حديثين مِن غير شكّ وسيأتي بعد هذا. وأخرج هذا الحديثَ البخاريُّ على الشكّ. وأمّا أبو عامر، فاسمه عبيد بن هانئ. وجملة ما رَوى حديثان، ولم يخرج له سوى هذا الحديث المشكوك فيه.

(2375 - 3009) وفي الحديث المشكوك فيه: ((يستحلّون الخز والحرير والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم تروح عليهم سارحة لهم فيبيتهم الله ويضع العلم)).

الذي في هذا الحديث (الخز) بالخاء والزاي، وهو معروف. وقد جاء في حديث يرويه أبو ثعلبة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((يستحل الحر والحرير)) يراد به استحلال الحرام من الفروج. فهذا بالحاء والراء المهملتين، وهو مخفف. فذكرنا هذا لئلا يُتوهّم أنهما شيء واحد. اهـ

فقد وافقَ قولُ ابنِ الجوزيّ قولَ الحميديّ مِن قبلُ.

= = = = = = = = = = = = = = = = = = =

قلتُ: فاجتمع مِن الأئمة القائلين بانقطاع السند:

- أبو بكر الإسماعيلي (ت 371 هـ)

- أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ)

- ابن حزم الأندلسي (ت 456 هـ)

- محمد بن فتوح الحميدي (ت 488 هـ)

- أبو الفرج ابن الجوزي (ت 597 هـ)

- أبو الحجاج المزي (ت 742 هـ)

- شمس الدين الذهبي (ت 748 هـ)

فهذا ما وقفتُ عليه.

والله أعلى وأعلم

أخي أحمد الأقطش في كلامك عدة أخطاء وتحميل لكلام العلماء على غير ما قصدوه .. فليس كل من قال عن الحديث أنه معلق يقول إنه منقطع كما فهمت هداك الله وحملت كلام العلماء مالايحتمل فالفهم الفهم!!

لاأظنه يخفاك الفرق بين التعليق والانقطاع فلماذا تدلس وتجعل كل من قال عن الحديث أنه معلق قد حكم عليه بالانقطاع!!!!

قد يعلق عن شيوخه ماسمعه منهم

هداك الله لترك العجلة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير