تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ وتصديره بهذا الحديث فيه إشارة إلى مكانة السنّة بالنسبة للكتاب فهي المفسّرة له لأنّ أبابكر وضّح معنى الآية بالحديث الذّي أورده. فكانّ الإمام يدعوا المسلمين إلى سلوك طريق أبي بكر وذلك بالإهتمام بسنّة النبي صلى الله عليه وسلّم والتّي حوى منها كتابه هذا قسطاً كبيراً وهذا أيضاً يناسب قوله لابنه: احتفظ بهذا المسند فإنّه سيكون للنّاس إماماً. أي إذا أرادوا سلوك نهج الصدّيق الأكبر بتوضيح الكتاب بالسنّة فإنّ المسند سيقودهم إلى ذلك لتضمّنه الكثير من سنن النبي صلوات الله وسلامه عليه.

ـ كأن المصنف يدعوا المسلمين إلى الاقتداء بالصدّيق الأكبر وذلك با

للاهتمام بهذا المسند الذّي حوى السنّة المفسّرة للقرآن.

ـ ومنا سبة أخرى وهو أنّ المصنّف بتصنيفه هذا كأنّه قام في النّاس قيام أبي بكرفي الصّحابة وذلك بتبين الحقّ للناس وقد كان كذلك رحمه الله وخير برهان وقوفه في محنة خلق القرآن كما وقف الصدّيق الأكبر في محنة ارتداد طوائف من المسلمين عن دينهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

ـ قلتُ: ومع هذه المناسبات لا يليق الجزم بأنّه لا تعلّق لتصديره هذا الحديث بمقصوده من تصنيفه الكتاب

ـ ومن الأدلّة على وجود المناسبة أنّ مسند أبي بكرفيه ما هو أقوى صحّة من هذا الحديث ولكنّه لم يبتديء به مراعاة لما ذكرنا من المناسبة. والله أعلم.

وإن كان فيما قلت بعدٌ عند البعض لكن هذا أولى من تجريد صنيعه من كلّ مناسبة. هذا ما لا يليق بهذا الحبر البحر.

ـ ولا يقول قائل: إنّ الإمام أحمد رحمه الله ابتدأ بخطبة فيها حمد وشهادة، فحذفها بعض من حمل عنه الكتاب لأنّا إذا نظرنا إلى تصانيف الأئمّة [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn1) وجدنا ما لا يُحصى منهم لم يقدّم في ابتداء تصنيفه خطبة، ولم يزد على التّسمية، وهم الأكثر، والقليل منهم افتتح كتابه بخطبة، أفيُقال في كلّ من هؤلاء إنّ الرواة عنه حذفوا ذلك؟ كلاّ بل يُحمل ذلك من صنيعهم على أنّهم حمدوا لفظاً. ويؤيّده ما رواه الخطيب في الجامع عن أحمد أنّه كان يتلفظ بالصّلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم إذا كتب الحديث ولا يكتبها، والحامل له على ذلك إسراع أو غيره.انتهى مُلتقطاً من الفتح بتصرّف.

[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref1)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير