تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

73 - ثم عقد الغماري فصلاً من 7 صفحات ليدافع عن الحارث وعن تشيعه ويرمي الألباني بالقصور لاعتراضه عليه في توثيقه الحارث لكونه شيعياً وأخذ يستشهد بالصحيحين في قبولهما أحاديث الشيعة وصال وجال بكلام لاخلاف عليه بين العلماء ولم يقل الألباني خلافه فالألباني لم يضعف الحارث لكونه شيعياً لكنه جرت العادة لدى المحدثين أن يضيفوا للراوي بدعته إلى كذبه أو ضعفه وليست سبباً لضعفه وإنما تكون له حافزاً ودافعاً لكذبه في أكثر الأحيان وليس دائماً وقد قال الذهبي عن أبان بن تغلب شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه وعليه بدعته.

أما أنت ياغماري فلجوؤك لهذا البحث ناتج عن غبائك وعدم فهمك لغة القوم ومرادهم بنسبة البدعة إلى المترجم حين يذكرون ضعفه كغبائك في توثيق الحارث وظنك سؤال الحسن والحسين له توثيقاً له.

74 - ثم تطرق الغماري في ص58 لحديث " أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب " وقال فإنه (أي الألباني) حكم بوضعه في مقدمة كتبها لبعض الرسائل مستدلاً على وضعه بأن روح التشيع واضحة في الحديث ولا أدري أين هذا التشيع الذي وضح له من الحديث مع أن الحديث له شواهد وطرق وعلى قوله هذا وقاعدته الفارغة ينبغي ألا نقبل حديثاً في فضل علي عليه السلام ولو تواتر إذا كان يخبر بفضل لعلي لايوجد لغيره من الصحابة رضوان الله عليهم كحديث " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه و انصر من نصره ".

أقول: أين قال الألباني أن القاعدة أن يستدل على الحديث بوضعه بأن روح التشيع واضحة فيه فهذا لم يقل به أحد ولقد ذكرنا سابقا بأنه جرت عادة المحدثين أن ينقدوا سند الحديث وبعد أن يتبين لهم ضعفه أو وضعه ينتقلوا للتكلم على معناه ومرماه ويتبينوا نور النبوة فيه أو ظلمة الوضع.

فهاهو الحاكم يروي الحديث الأول في المستدرك 3/ 124 " أنا سيد ولد آدم .... " وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وفي إسناده عمر بن الحسن وأرجو أنه صدوق ولولا ذلك لحكمت بصحته على شرط الشيخين. وعقب عليه الذهبي بقوله قلت أظن أنه هو الذي وضع هذا وكذلك شاهده عقب عليه الذهبي بقوله قلت وضعه ابن علوان وكذلك شاهده الثالث بقوله ورواه عمر بن موسى الوجيهي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً قلت عمر وضاع فهل يجبر الوضاع حديث وضاع يامحدث المغرب وهل الذهبي الذي وصفته بالحافظ الناقد المتقن الذي لم يأت بعد يحيى بن معين مثله كما قلت يقلد غيره في الحكم على الحديث بالوضع أم أنه أيضاً محدث أوراق وصحف؟ أم أنه لايعرف أن الوضاع يجبر ويشهد لحديث الوضاع وعرفته أنت؟ فاسمع إلى ماقاله أبو عمرو بن الصلاح ص 40 من الباعث الحثيث تعليق أحمد شاكر: لايلزم من ورود الحديث من طرق متعددة كحديث الأذنان من الرأس أن يكون حسناً لأن الضعف يتفاوت فمنه مالايزول بالمتابعات يعني لايؤثر كونه تابعاً أو متبوعاً كرواية الكذابين والمتروكين ومنه ضعف يزول بالمتابعة كما إذا كان راويه سيء الحفظ أو روى الحديث مرسلاً فإن المتابعة تنفع حينئذ.

فهل عرفت ياغماري من أين وضح له التشيع في هذا الحديث رغم شواهده وطرقه لأن فيها كلها وضاعين شيعة لايخشون الله فيكذبون على الله ورسوله ليؤيدوا دعاويهم.

أما قوله: وعلى قوله هذا وقاعدته الفارغة ينبغي ألا نقبل حديثاً في فضل علي عليه السلام ولو تواتر لاسيما إذا كان يخبر بفضل لعلي لايوجد لغيره من الصحابة كحديث " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ". فكلامك ينبئ عن أنك شيعي متحرق فضلاً عن جهلك بعلم الحديث فمتى رفض الألباني أو أي محدث سني حديثاً صحيحاً يخبر بفضل علي إلا إذا ركبه شيعي متحرق مثلك فلا يقول به الألباني ولاغيره وليس إن كان فيه فضل لعلي بل إذا كان لأبي بكر بل وللرسول الكريم ? فالفضائل لاتنسج بالأحاديث الموضوعة وإنما تروى بالسند الصحيح عن الصادق المصدوق وأما أنك تأتي إلى كل حديث فيه فضيلة لعلي وتقول إنه صحيح حتى ولو كان موضوعاً فهذا لم يقل به عاقل. أما الحديث " من كنت مولاه فعلي مولاه ... " فقد تتبع الشيخ ناصر طرقه في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 1750 وصححه لتعدد طرقه بل قال عن الشطر الأول " من كنت مولاه فعلي مولاه " بأنه متواتر والشطر الثاني " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " صحيح بمجموع طرقه الكثيرة إلا أنه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير