توقف في الشطر الأخير " وانصر من نصره " لعدم وقوفه سوى على طريق واحدة ضعيفة ورجح أن يكون تفسيراً للشطر الثاني وزيادة على ذلك لام شيخه ابن تيمية لتسرعه بالحكم على الشطر الأول بالضعف والشطر الثاني بالوضع وعدم جمعه طرقه قبل الحكم عليه. فالرجل ليس منحرفاً عن علي فعلي رضي الله عنه هو صحابي وابن عم النبي ? وصهره على ابنته فاطمة التي هي أحب بناته إليه وهو رابع الخلفاء الراشدين المهديين وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في فئة معاوية بأنها الفئة الباغية بقوله لعمار " تقتلك الفئة الباغية " رواه الترمذي عن أبي هريرة في مناقب عمار والطيالسي عن أبي سعيد وعن أم سلمة في مناقب عمار والبرقاني والإسماعيلي بطرق يعضد بعضها بعضاً وصححه الألباني. وقد قتل عمار وهو في فئة علي.
أما أن يقر الألباني بكل مايدعيه الشيعة في فضل علي فهذا مالا يفعله كما أنه لايفعله إذا ورد في فضل أبي بكر أو عمر أو النبي صلى الله عليه وسلم إلا بطريق صحيح.
75 - وأضاف في ص 58 قوله: وهكذا إذا اتبع الإنسان كل جاهل وأجاب كل صارخ ولم يعمل النظر ويبحث عن الأقوال قبل قائلها فإنه يرد السنة الصحيحة جملة ويعطي مع ذلك السلاح لأعداء الدين وملاحدة العصر في رد مالايعجبهم ويوافق هواهم من حديث سيد المرسلين ?.
قلت: هذا الكلام صحيح وأضيف إليه ويوثقون الكذابين ليدسوا أكاذيبهم في دين المسلمين ويهدموا دينهم.
وقبل أن أجمع كلام علماء الجرح في الحارث أرى أن أورد هنا بعض ما أورده مسلم في مقدمة صحيحه وما علق عليه النووي في شأن الحارث: فقد روى مسلم في مقدمة صحيحه بسنده إلى الشعبي قال حدثني الحارث الأعور الهمداني وكان كذاباً.
فعلق النووي عليه بقوله بعد ضبط اسم الشعبي ولد (أي الشعبي) لستِّ سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان الشعبي إماماً عظيماً جليلاً جامعاً للتفسير والحديث والفقه والمغازي والعبادة قال الحسن كان الشعبي والله كثير العلم عظيم الحلم قديم السلم من الإسلام بمكان. وأما الحارث الأعور فهو الحارث بن عبد الله وقيل ابن عبيد أبو زهير الكوفي متفق على ضعفه.
ثم روى مسلم بعده بسنده: حدثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري حدثنا أبو أسامة عن مفضل عن مغيرة قال سمعت الشعبي يقول حدثني الحارث الأعور وهو يشهد أنه أحد الكذابين.
فعلق عليه النووي بقوله هذا إسناد كله كوفيون. فهذا دليل على كذب الغماري بأن الحارث مقدم عند الكوفيين وهؤلاء الرواة الكوفيون كلهم ينقل تكذيب الشعبي للحارث دون أن يعترض عليه أو يرده ثم روى مسلم بسنده إلى إبراهيم (وهو النخعي) قال قال علقمة قرأت القرآن في سنتين فقال الحارث القرآن هين الوحي أشد. ثم روى بسنده إلى الحارث أنه قال: تعلمت القرآن في ثلاث سنين والوحي في سنتين أو قال الوحي في ثلاث سنين والقرآن في سنتين.
وعلق عليه النووي بقوله فقد ذكره مسلم في جملة ما أنكر على الحارث وجرح به وأخذ عليه من قبيح مذهبه وغلوه في التشيع وكذبه.
قال القاضي عياض رحمه الله وأرجو أن هذا من أخف أقواله لاحتماله الصواب فقد فسره بعضهم بأن الوحي هنا الكتابة ومعرفة الخط قال الخطابي يقال أوحى ووحى إذا كتب (ولم يقل أحد أن الكتابة أشد من تعلم القرآن ولايتلاءم هذا التفسير مع كلام الحارث). وعلى هذا ليس على الحارث درك وعليه الدرك في غيره قال القاضي ولكن لما عرف من قبح مذهبه وغلوه في مذهب الشيعة ودعواهم الوصية إلى علي رضي الله عنه وسرِّ النبي ? من الوحي وعلم الغيب مالم يطلع غيره عليه بزعمهم سيء الظن بالحارث في هذا وذهب به ذلك المذهب ولعل هذا القائل فهم من الحارث معنى منكراً فيما أراده والله أعلم.
ثم أورد مسلم بعد ذلك بسنده إلى إبراهيم أن الحارث اتهم.
ثم أورد مسلم بسنده إلى حمزة الزيات قال سمع مُرَّة الهمداني من الحارث شيئاً فقال له اقعد بالباب قال فدخل مرة وأخذ سيفه قال وأحس الحارث بالشر فذهب.
ونقل الذهبي في الميزان 1/ 435 كان ابن سيرين يرى أن عامة مايروى عن علي باطل. ونقل عن الشعبي: ما كُذِبَ على أحد من هذه الأمة ما كذب على علي رضي الله عنه.
¥