فيا أيها الغماري هل نزل الوحي على هذا الحارث فرآه أشد من القرآن؟ أم أنك تكذب وإياه؟ ثم هل رجل يدّعي نزول الوحي عليه يوثق ولا يوصف بالكذب؟ تالله لأنت أكذب منه!
ترجمة الحارث
والآن نعود إلى بحثنا ونورد ماقاله أهل العلم في الحارث الأعور الكذاب:
- يقول ابن حجر في التهذيب 2/ 145:
الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الخارفي أبو زهير الكوفي ويقال الحارث بن عبيد ويقال الحوتي وحوت بطن من همدان روى عن علي وابن مسعود وزيد بن ثابت وبقيرة امرأة سلمان. روى عنه الشعبي وأبو إسحاق السبيعي وأبو البختري الطائي وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن مرة وجماعة.
- قال مسلم في مقدمة صحيحه ثنا قتيبة ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي حدثني الحارث الأعور وكان كذاباً.
- وقال منصور عن إبراهيم إن الحارث اتهم.
- وقال أبو معاوية عن محمد بن شيبة الضبي عن أبي إسحاق زعم الحارث الأعور وكان كذاباً.
- وقال يوسف بن موسى عن جرير كان الحارث زيفاً.
- وقال أبو بكر بن عياش لم يكن الحارث بأرضاهم.
- وقال الثوري كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث.
- وقال عمرو بن علي كان يحيى وعبد الرحمن لايحدثان عنه غير أن يحيى حدثنا يوماً عن شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث يعني عن علي: " لايجد عبد طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر " فقال هذا خطأ من شعبة حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن عبد الله وهو الصواب.
- وقال أبو خيثمة كان يحيى بن سعيد يحدث عن حديث الحارث ما قال فيه أبو إسحاق سمعت الحارث.
- وقال الجوزجاني سألت علي بن المديني عن عاصم والحارث فقال مثلك يسأل عن ذا الحارث كذاب.
- وقال الدوري عن ابن معين الحارث قد سمع من ابن مسعود وليس به بأس.
- وقال عثمان الدارمي عن ابن معين ثقة. قال عثمان ليس يتابع ابن معين على هذا.
- وقال أبو زرعة لايحتج بحديثه.
- وقال أبو حاتم ليس بقوي ولاممن يحتج بحديثه.
- وقال النسائي ليس بالقوي.
- وقال في موضع آخر ليس به بأس.
- وقال مجالد قيل للشعبي كنت تختلف إلى الحارث قال نعم أختلف إليه أتعلم منه الحساب كان أحسب الناس.
- وقال أشعث بن سوار عن ابن سيرين أدركت الكوفة وهم يقدمون خمسة من بدأ بالحارث ثنَّى بعبيدة ومن بدأ بعبيدة ثنَّى بالحارث.
- وقال علي بن مجاهد عن أبي جناب الكلبي عن الشعبي شهد عندي ثمانية من التابعين الخير فالخير منهم سويد بن غفلة والحارث الهمداني حتى عد ثمانية أنهم سمعوا علياً يقول فذكر خبراً.
- وقال ابن أبي داوود كان الحارث أفقه الناس وأحسب الناس وأفرض الناس تعلَّمَ الفرائض من علي.
- وقال البخاري في التاريخ عن أبي إسحاق إن الحارث أوصى أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد الخطمي.
- قلت وفي مسند أحمد عن وكيع عن أبيه قال حبيب بن أبي ثابت لأبي إسحاق حين حدث عن الحارث عن علي في الوتر يا أبا إسحاق يساوي حديثك هذا ملأ مسجدك ذهباً.
- وقال الدارقطني الحارث ضعيف.
- وقال ابن عدي عامة مايرويه غير محفوظ.
- وقال ابن حبان كان الحارث غالياً في التشيع واهياً في الحديث مات سنة 65.
- وكذا ذكر وفاته إسحاق القراب في تاريخه وقرأته بخط الذهبي.
- وقال ابن أبي خيثمة قيل ليحيى يحتج بالحارث فقال مازال المحدثون يقبلون حديثه.
- وقال ابن عبد البر في كتاب العلم له لما حكى عن إبراهيم أنه كذب الحارث أظن الشعبي عوقب بقوله في الحارث كذاب ولم يبن من الحارث كذبه وإنما نقم عليه إفراطه في حبِّ علي.
- وقال ابن سعد كان له قول سوء وهو ضعيف في روايته (في الأصل رأيه والتصويب من الطبقات).
- وقال ابن شاهين في الثقات قال أحمد بن صالح المصري الحارث الأعور ثقة ما أحفظه وما أحسن ماروى عن علي وأثنى عليه قيل له فقد قال الشعبي كان يكذب قال لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه.
- وقرأت بخط الذهبي في الميزان: والنسائي مع تعنته في الرجال قد احتج به والجمهور على توهينه مع روايتهم له في الأبواب وهذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه يكذب في حكاياته لا في الحديث.
- قلت (القائل ابن حجر) لم يحتج به النسائي وإنما أخرج له في السنن حديثاً واحداً مقروناً بابن ميسرة وآخر في اليوم والليلة متابعة هذا جميع ماعنده.
¥