تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرواية الأولى فيها فأقبل بيديه وأدبر، فالواو لا تفيد الترتيب فهذه رواية مجملة والثانية مفسَّرة، فالمعول على الثانية بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه، فهذه الرواية مفسَّرة فهي التي يُعَوَّل عليها ويُعمل بها.

ولكن لو مسح بأي طريقة فلا حرج ولو بيد واحدة أو من الخلف إلى الأمام فإنه يجزئ، ولكن السنة أن يبدأ من الإمام إلى الخلف ثم يرجع.

ومَسْحُ بعض الرأس لا يكفي فلا بد من مسح الرأس كاملاً والباء في قوله تعالى (وامسحوا برؤوسكم) الصحيح أنها للملاصقة وليست للتبعيض، والنبي ? فسَّر القرآن بفعله فمسح جميع الرأس، إلا إذا كان على رأسه عمامة فإنه يمسح أول الرأس مع العمامة فهذا سنة كما جاء في الأحاديث الصحيحة، أما إذا لم يكن عليه عمامة فلا بد أن يمسح الرأس كله.

41 - وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما – في صفة الوضوء – قال: ثم مسح برأسه وأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه. أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة.

الشرح:

وهذه زيادة على حديث عثمان وحديث عبدالله بن زيد وهي زيادة مقبولة والأذنان من الرأس. وهذا الحديث يدل على أنه إذا مسح رأسه مسح أذنيه يدخل السبابتين في الصماخ ثم يمسح ظاهر أذنيه بإبهاميه ولو مسحهما بأي طريقة أجزأ، ولكن هذا هو الأفضل والسنة وهو الأيسر أيضاً.

42 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنثر ثلاثاً فإن الشيطان يبيت على خيشومه)) متفق عليه.

الشرح:

الاستنثار مرة واجب، ولكن عند القيام من النوم تتأكد الثلاث مع الوضوء كما في الرواية الأخرى عند البخاري ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فتوضأ فليستنثر ثلاثاً ... الحديث)). وبيَّن الرسول ? العلة وهي أن الشيطان يبيت على خيشومه وفي رواية على خياشيمه وهذا من حكمة الله أن يجعل الشيطان يلابس الإنسان ويقترب منه ويجري منه مجرى الدم من أجل الابتلاء والامتحان والله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة، لكنه جل وعلا أعطى العباد سلاحاً يحاربون به الشيطان، فشرع الاستعاذة من الشيطان وشرع في حل عقد الشيطان الذكر ثم الوضوء ثم الصلاة، وقد قال تعالى (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) فإذا استعان العبد بالله عز وجل وفعل ما شرعه له فإن الشيطان يندحر ولا يكون له عليه سلطان.

43 - وعنه رضي الله عنه ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده)) متفق عليه. وهذا لفظ مسلم.

الشرح:

وهذا يدل على وجوب غسل اليدين ثلاثاً قبل إدخالها الإناء، وهذا خاص بنوم الليل كما في رواية الترمذي ((إذا قام أحدكم من نوم الليل)) وأيضاً في هذا الحديث قال ((فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده)) والبيتوتة إنما تكون في نوم الليل. أما نوم النهار فإنه غالباً لا يطول والحديث خاص بنوم الليل فإذا استيقظ فإنه لا يجوز له أن يدخل يده في الإناء مباشرة، ولكن يصب على يديه ثم يغسلهما ثلاثاُ، كذلك إذا كان يتوضأ من الصنابير فإنه لا يبدأ بالمضمضة مباشرة وإنما يغسل يديه ثلاثا ثم يبدأ في الوضوء فغسل اليدين في الوضوء الأصل أنه مستحب إلا في قيام الليل فإنه يكون واجباً ثلاث مرات. وهذا عند مسلم، أما البخاري فليس فيه ذكر الثلاث، وقيل في حكمة ذلك: إن اليد قد تلامس نجاسة وقد يتعرض لها الشيطان وما شابه ذلك، وقيل: إن العلة تعبدية لأنه إذا غمس يده في الماء فإن الماء لا ينجس لعدم وجود النجاسة والماء لا ينجس إلا بنجاسة واضحة فلا يحكم بنجاسته إلا إذا تعير لونه أو طعمه أو ريحه بنجاسة، وهذا الماء لا يُرى فيه نجاسة، ولذلك قالوا: إن العلة تعبدية.

وسواءً عُرفت الحكمة أم لم تُعرف فيقال: لا تغمس يديك ولا تبدأ في الوضوء حتى تغسلهما ثلاثاً كما أمر النبي ?.

44 - وعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً)) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة.

45 - ولأبي داود في رواية ((إذا توضأت فمضمض)).

الشرح:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير