مسألة: المستخاضة التي تجلس عادة نسائها إذا كانت عادة نسائها مختلفة فكيف تفعل؟.
الجواب: تأخذ بالأغلب والأكثر، الأم والخالات والعمات والأخوات تنظر للأكثر، فإذا كان أكثرهن يحضن ستة أيام جلست ستة، وإن كان سبعة جلست سبعة.
مسألة: التي تكون عادتها حسب عادة نسائها متى تبدأ عادتها؟.
الجواب: قيل من أول يوم أتاها فيه دم الاستحاضة أول الشهر أو وسطه أو آخره. والأرجح أنها تجلس ميقات حيض نسائها، لحديث حمنة بنت جحش رضي الله عنها عند أبي داود ((تحيضي ستة أيام أو سبعة كما تحيض النساء وكما يطهرن ميقات حيضهن وطهرهن)) فردها إلى ميقات حيض النساء، ولم يقل: لها من أول يوم أتاكِ فيه الدم.
151 - وعن حمنة بنت جحش رضي الله عنها قالت: كنت أُستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت النبي e أستفتيه، فقال ((إنما هي ركضة من الشيطان فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام ثم اغتسلي، فإذا استنقأت فصلي أربعة وعشرين أو ثلاثة وعشرين وصومي وصلي فإن ذلك يجزئك وكذلك فافعلي كل شهر كما تحيض النساء فإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر ثم تغتسلي حين تطهرين وتصلي الظهر والعصر جميعاً ثم تؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي وتغتسلين مع الصبح وتصلين قال: وهو أعجب الأمرين إلي)). رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الترمذي وحسنه البخاري.
152 - وعن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة بنت جحش شكت إلى رسول الله e الدم. فقال ((امكثي قدر ما كانت تحبسكِ حيضتكِ ثم اغتسلي)) فكانت تغتسل لكل صلاة. رواه مسلم.
153 - وفي رواية للبخاري ((وتوضئي لكل صلاة)) وهي لأبي داود وغيره من وجه آخر.
الشرح:
سياق المؤلف لهذا الحديث فيه نقص في لفظه عن لفظ أبي داود، فلعله ساقه بلفظ آخر غير لفظ أبي داود، وتمامه كما جاء في سنن أبي داود أن حمنة قالت: كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت رسول الله e أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش فقلت: يا رسول الله إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها قد منعتني الصلاة والصوم. فقال ((أنعت لك الكرسف فإنه يُذهب الدم)). قالت: هو أكثر من ذلك. قال ((فاتخذي ثوباً)). فقالت: هو أكثر من ذلك إنما أثج ثجاً. قال رسول الله e (( سآمرك بأمرين أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر وإن قويت عليهما فأنت أعلم. قال لها: إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان فتحيضي ستة أيام أو سبعة في علم الله ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلي ثلاثاً وعشرين ليلة أو أربعاً وعشرين ليلة وأيامها وصومي فإن ذلك يجزئك وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء وكما يطهرن ميقات حيضهن وطهرهن وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي وتغتسلين مع الفجر فافعلي وصومي إن قدرت على ذلك. قال: وهذا أعجب الأمرين إلي)).
وهذا الحديث من رواية عبدالله بن محمد بن عقيل وهذا الرجل مختلف فيه، فمن العلماء من يحسن حديثه ومنهم من يضعفه، وهذا الحديث صححه الترمذي وحسنه أحمد والبخاري، وعبدالله بن عقيل ليس مجمعاً على ضعفه، فهذا الحديث حسنه إماما الحديث في زمانهما الإمام أحمد والبخاري رحمهما الله.
والعمل على هذا الحديث فالمرأة إذا لم يكن لها عادة ولا تمييز فليس أمامها إلا أن تعمل بما جاء في هذا الحديث، فلا يمكن أن تترك الصلاة لأجل الدم لأنه دم فساد، ولا يمكن أن تصلي الشهر كله لأنها تحيض قطعاً، فلم يبق إلا العمل بما دل عليه هذا الحديث.
وهذا الحديث دليل على أن الإنسان إذا كان يترك شيئاً من الواجبات جهلاً ولم يفرط أنه لا يؤمر بالإعادة، فحمنة رضي الله عنها لم تكن تصلي تظن هذا حيضاً، فلم يأمرها النبي e بإعادة ما مضى، وإنما أمرها أن تصلي فيما يأتي، وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين في قصة المسيء صلاته كان يصلي صلاة سريعة ينقرها فقال له النبي e (( ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ)) إلى أن قال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني، فعلمه النبي e ولم يأمره بإعادة الصلوات الماضية.
¥