[أفيدوني بارك الله فيكم.]
ـ[أم الاء]ــــــــ[29 - 10 - 07, 07:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في " التهذيب " 4/ 453. في ترجمة عيسى بن طهمان: " قال ابن حبان: يتفرد بالمناكير عن أنس كأنه كان يدلس عن أبان بن أبي عياش , ويزيد الرقاشي عنه , لا يجوز الاحتجاج بخبره , وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير.
س: ما تفسير هذا الكلام؟ وهل يزيد من شيوخ عيسى , أم من شيوخ أبان؟
س: ما معنى قول ابن حبان: " ولكن عيسى تبرأنا من عمدته , فلو كان عيسى ممن يحتج بخبره لأدخلنا النضر بن زرازة في الطبقة الثالثة على ما أصلنا عليه الكتاب , وإن تقدم موته " الثقات 9/ 213.
وزادكم الله من واسع فضله ... آمين.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 10 - 07, 08:29 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نفع الله بكم.
كلام ابن حبان الذي نقله ابن حجر هو في المجروحين له (2/ 118)، ويمكن ترتيبه ليتضح معناه كما يلي -وما بين المعقوفين في سائر هذه المشاركة هو من توضيحي-:
" ينفرد بالمناكير عن أنس، ويأتي عنه بما لا يشبه حديثه، كأنه كان يدلس عن:
1 - أبان بن أبي عياش،
2 - ويزيد الرقاشي،
عنه [يعني: عن أنس]، لا يجوز الاحتجاج بخبره.
وإن اعتُبِر بما وافق الثقات من حديثه؛ فلا ضير " ا. هـ.
فابن حبان يستظهر أن عيسى يدلس عن هذين الاثنين عن أنس، بسبب المناكير التي يأتي بها، مما لا يأتي بمثله إلا هما أو نحوهما.
وأما كلام ابن حبان الذي في الثقات، فجاء في ترجمة النضر بن زرارة، وهذا هو بتمامه: قال ابن حبان:
" النضر بن زرارة الذهلي، أبو الحسن الكوفي، ابن أخي سماك بن الوليد، سكن بلخ،
يروي عن: أبي جناب، وعمرو [كذا، والصواب كما في نسخةٍ: عمر] بن ذر، والكوفيين،
روى عنه: قتيبة بن سعيد أشياء مستقيمة،
وقد سمع [يعني: النضر] عن عيسى بن طهمان عن أنس،
ولكن عيسى تبرأنا من عمدته [كذا، ولعل صوابها: عهدته]، فلو كان عيسى ممن يحتج بخبره لأدخلنا النضر بن زرارة في الطبقة الثالثة، فلما لم يصح بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ثلاثة أنفُس؛ أدخلناه في هذه الطبقة -على ما أصّلنا عليه الكتاب- وإن تقدم موته " ا. هـ.
ومعلومٌ أن ابن حبان قسم كتابه " الثقات " على الطبقات، وترجمة النضر بن زرارة تقع في الطبقة التي عنون لها ابن حبان بقوله (8/ 2): " وممن روى عن أتباع التابعين وشافههم من المحدثين ... "، وختمها بقوله (9/ 293): " قد أملينا ما حضر من من ذكر تَبَع الأتباع على حسب ما منَّ الله -عز وجل- به من التوفيق لذلك، وله الحمد ".
فابن حبان أدخل النضر بن زرارة في طبقة تَبَع أتباع التابعين (من روى عن أتباع التابعين). ولما كان النضر يروي عن عيسى بن طهمان، وعيسى يُعتبر من التابعين، لأنه يروي عن أنس، فيتوجه هنا اعتراض على صنيع ابن حبان، حيث إن الأصل أن يجعل النضر في طبقة أتباع التابعين (من روى عن التابعين)، وليس في طبقة تبع أتباع التابعين -كما صنع-؟
فأجاب عن ذلك الاعتراض بقوله: " ولكن عيسى تبرأنا من عهدته، فلو كان عيسى ممن يحتج بخبره لأدخلنا النضر بن زرارة في الطبقة الثالثة [وهي طبقة: أتباع التابعين]، فلما لم يصح بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ثلاثة أنفُس؛ أدخلناه في هذه الطبقة -على ما أصّلنا عليه الكتاب- وإن تقدم موته " ا. هـ.
فبيّن ابن حبان أنه لا يعتبر رواية عيسى بن طهمان شيئًا يمكن أن يثبت به تقديم النضر بن زرارة إلى أتباع التابعين، وبقية شيوخه يروون عن التابعين، فلا تصح للنضر رواية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا والواسطة بينه وبينه ثلاثة رجال (الصحابي، والتابعي، وتابع التابعي)، فأخّره عن أتباع التابعين لذلك، ولو كان موته متقدمًا.
وقد بيّن ذلك ابن حبان في خاتمة كتابه، قال (9/ 294): " وكلُّ من كان بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أنفُس في اللُّقي؛ أدخلناه في كتاب تبع الأتباع هذا، ولم أعتبر برواية المدلسين عنه ولا الضعفاء، وربما ذكرتُ في هذه الطبقة رجلاً بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان [الصحابي والتابعي] أحدهما [وهو التابعي] ضعيف، فلم أدخله [أي: الراوي عن التابعي الضعيف] في كتاب أتباع التابعين، ولكن أدخلته في هذه الطبقة [يعني: طبقة تبع أتباع التابعين]؛ لأن بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أنفس ثقات، ولم أعتبر ذلك الضعيفَ [يعني: التابعي]؛ لأن رواية الواهي ومن لم يروِ سيَّان [يعني: يستوي أن لا يروي أحدٌ شيئًا، وأن يروي الراوي الواهي حديثًا] ... " ا. هـ.
أرجو أن يكون ما ذكرتُ موضحًا شيئًا من الأمر. وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أم الاء]ــــــــ[29 - 10 - 07, 06:09 م]ـ
جزاك الله خيراً , وزادك من واسع فضله