تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جوابه: نعم، له ذلك. وقد تكلم على هذه المسألة الشنقيطي رحمه الله في تفسيره، وأورد فيه ما رواه البخاري من حديث علي بن أبي طالب أنه قال: " إن مما تركه النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إلا فَهْمًَا يُؤْتِيِهِ الله عَزَّ وَجَلَّ عَبْدًَا فِي كِتَابِهِ)، وهذا دليل على أن الإنسان له أن يفسر القرآن على وجه لا يعارض شيئًا صريحًا من الكتاب والسنة، أو ما أُجمع على تأويله.

الثانية: الإسرائيليات، وهي نسبة إلى نبي الله "إسرائيل" وفي العبرية معناها: عبد الله, أو صَفوة الله, والمعني بذلك نبي الله يعقوب، وقد سماه الله بذلك فقال: {كل الطعام كان حلاًّ لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه .. الآية).

والاسرائيليات عند المكيين أكثر من غيرهم.

وهي في التفسير كثيرة، وقد عُرف عن بعض الصحابة من له عناية برواية الإسرائيليات، كعبد الله بن عباس، وأُبَي بن كعب أخذوها عن أهل الكتاب.

وبالجملة. فمن اشتهر عنه القرب من أهل الكتاب ثم دخل الإسلام - وهم عبد الله بن سلام وكعب الأحبار ووهب بن منبِّه - هؤلاء كانوا يهوداً ثم أسلموا؛ فاعتنوا بحكاية ما لديهم من علم من أهل الكتاب مما يوافق كلام الله سبحانه وتعالى، ونقل عنهم الكثير من الأئمة من الصحابة والتابعين، وممن جاء بعدهم، فهؤلاء أجودُ سياقاً وضبطاً لمعرفتهم بدينهم وعقيدتهم.

المكثرون من رواية الإسرائيليات من التابعين

ومن أكثر التابعين روايةً للإسرائيليات: السُّدي، ومحمد بن كعب القرظي، وسعيد بن جبير وأبو العالية رفيع بن مهران؛ فإنهم من المكثرين في الرواية عن أهل الكتاب، ويوجد شيئٌ يسير عند مجاهد بن جبر كما قال أبو بكر بن عياش:" قلت للأعمش: قال ما هذه المخالفة في تفسير مجاهد بن جبر؟ فقال: إنه يأخذ شيئاً من أهل الكتاب ".

فما هو الموقف من هذه المرويات؟

يقال: إن من الغلط طرح هذه الروايات؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يطرحها، وقد جاء عند ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع لبعض أقوال عبد الله بن سلام رضي الله عنه في ما يجده في التوراة منها ساعة الجمعة، ومنها بعض القصص مما قد اعتمد عليه بعض الصحابة، كما جاء في تأويل قصة سليمان مع الجن، وغيره مما لم يأتِ فيه نص في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا حَرَجَ).

أقسام الإسرائيليات

والإسرائيليات على ثلاثة أنواع:

1 - ما وافق كلام الله أو كلام نبيه، فهذا صحيح، ويصدق، ولا حرج من نقله على الإطلاق والاحتجاج به، وكان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى يقبلون ما وافق كلام الله منه، وإن كان وجهاً من الوجوه، فقد روى ابن جرير الطبري من حديث سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قابل علي بن أبي طالب رجلاً من اليهود، فقال له علي بن أبي طالب: أين النار؟ فقال: في البحر، فقال علي بن أبي طالب: ما أراه إلا صادقًا فإن الله جلا وعلا يقول: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير:6]؛ فهو قد صدَّقه؛ لأنه قد وافق كلام الله تعالى من وجه، فَقَبِلَهُ وإن كان اللفظ عامًا في البحار أنها تُسَجَّر يوم القيامة؛ فالبحار أين تكون؟ وهل المقصود هذه البحار.

2 - ما عارض شيئًا من النصوص، أو كان شاذًا مُنْكرًا لا يستقيم مع الأصول الثابتة، والمقاصد الكلية؛ فإنه يُرَد وهذا فيه شيء ليس بالقليل من الإسرائيليات.

وقد ذكر كثير من المفسرين في تفسير كثير من الآيات ما لا يليق ذكره ولا نقله، ومن ذلك ما جاء في قصة سليمان عليه السلام:َأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ [ص:34] جاء في تفسيره من الإسرائيليات أن سليمان قد وضع خاتمه وأعطاه الجرادة، وكانت زوجته جرادة فأُعطيها ثم دخل الحمام، فَتَلَبَّس إبليس بصورة سليمان، وأخذ الخاتم من الجرادة، فتَحَكم في الناس، فخرج سليمان إلى الجرادة، وقال: أين خاتمي؟ أنا سليمان. قالت له: لستَ سليمانَ. فتحكَّم الشيطان في الناس حتى كان يأتي نساءَ سليمان! وأخذ سليمانُ يعرِض نفسه على الناس فترة حتى رُمي بالحجارة؛ فعمل على البحر يصيد الأسماك حتى لما شكُّوا بصنيع سليمان والشيطان ذهبوا إلى أزواجه، وقالوا: ما تُنكرون من سليمان؟ قالوا: نستنكرُ منه أنه كان لا يأتينا ونحن حُيَّض وإنه يأتينا الآن ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير