الطبقات التي سردها الحافظ ابن رجب في شرح العلل معروفة مشهورة، ويطيب لي أن أنوِّه بسياق آخر للطبقات فائق رائق شائق، تراه في أسماء شيوخ مالك لابن خلفون الأونبي ص197 - 200، وذكر العمري في الطبقة السادسة من أصحاب الزهري.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 02:04 م]ـ
قال أبو عمر ابن عبد البر في التمهيد:
"وروى معمر عن الزهري أنه كان شاهدا مع سالم وأبيه هذه القصة مع الحجاج وذكر ذلك عبدالرزاق وغيره عن معمر عن الزهري وذلك عند أهل العلم وهم من معمر وقال يحيى بن معين وهم في ذلك معمر وابن شهاب لم ير ابن عمر ولا سمع منه شيئا وقال أحمد بن عبدالله بن صالح قد روى الزهري عن عبدالله بن عمر نحو ثلاثة أحاديث قال أبو عمر هذا مما لا يصححه أحد سماعا وليس لابن شهاب سماع من ابن عمر غير حديث معمر هذا إن صح عنه
وأما محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري فقال: "ممكن أن يكون الزهري قد شاهد ابن عمر مع سالم في قصة الحجاج واحتج برواية معمر وفيها فركب هو وسالم وأنا معهما حين زاغت الشمس وفيها قال الزهري وكنت يومئذ صائما فلقيت من الحر شدة
قال محمد بن يحيى وقد روى ابن وهب عن عبدالله العمري عن ابن شهاب نحو رواية معمر في حديثه قال ابن شهاب وأصاب الناس في تلك الحجة من الحر شيء لم يصبنا مثله
واحتج أيضا بأن عنبسة روى عن يونس عن ابن شهاب قال وفدت إلى مروان وأنا محتلم قال ومروان مات سنة خمس وستين ومات ابن عمر (في تلك الحجة) سنة ثلاث وسبعين (قال) وأظن مولد الزهري سنة خمسين أو نحو هذا وموته سنة أربع وعشرين ومائة
فممكن أن يكون شاهد ابن عمر في تلك الحجة فلست أدفع رواية معمر هذا كله كلام الذهلي
وذكر الحلواني قال سمعت أحمد بن صالح يقول قد أدرك الزهري الحرة وهو بالغ وعقلها أظنه قال وشهدها وكانت الحرة في أول خلافة يزيد بن معاوية وذلك سنة إحدى وستين
قال أبو عمر أما رواية معمر لهذا الحديث فيما ذكر عبدالرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري قال كتب عبدالملك بن مروان إلى الحجاج أن اقتد بابن عمر في مناسك الحج فأرسل إليه الحجاج يوم عرفة إذا أردت أن تروح فآذنا فراح هو وسالم وأنا معهما حين زاغت الشمس فوقف بفناء الحجاج فقال ما يحبسه فلم ينشب أن خرج الحجاج فقال إن أمير المؤمنين كتب إلي أن أقتدي بك وأن آخذ عنك فقال له سالم إن أردت السنة فأوجز الخطبة والصلاة قال الزهري وكنت يومئذ صائما فلقيت من الحر شدة
وذكر الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا عبدالرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري في حديثه الذي ذكر أن عبدالملك بن مروان كتب إلى الحجاج أن اقتد بابن عمر في مناسك الحج قال وقال الزهري وأنا يومئذ بينهما وكنت صائما فلقيت من الحر شدة
قال عبدالرزاق فقلت لمعمر فرأى الزهري ابن عمر قال نعم وقد سمع منه حديثين فسلني عنهما أحدثكهما قال فجعلت أتحين خلوته لأن أسأله عنهما ولا يكون معنا أحد قال فلم يمكني ذلك حتى أنسيته فما ذكرت حتى نفضت يدي من قبره فندمت بعد ذلك فقلت وما ضرني لو سمعتهما وسمع معي غيري
فهذا يدل على أن الحديث الثاني لم يسمع من معمر ولا أنه ذكر فيما علمت عند أحد من أهل العلم
وقد قال أحمد بن خالد أن الحديث الآخر في الحج وهذا لا يوجد ولا يعرف والله أعلم
قال الحلواني وحدثنا يعقوب بن إبراهيم قال أنبأنا شريك عن خالد بن ذؤيب عن الزهري قال رأيت ابن عمر يمشي أمام الجنازة
قال حدثنا أحمد بن صالح قال أنبأنا عنبسة بن خالد بن أخي يونس بن يزيد عن الزهري قال وفدت إلى مروان بن الحكم وأنا محتلم قال الحسن ومات ابن مروان سنة أربع وسبعين في أولها إلا أنه حج سنة ثلاث وسبعين ومات بعد الحج ومنهم من يقول مات في آخر سنة ثلاث وسبعين.ا. هـ
في كلام أبي عمر فوائد:
- تثبت معمر من هذين الحديثين ومن سماع الزهري من ابن عمر وثقته من ذلك كما يفهم من الحوار الذي دار بينه وبين عبد الرزاق
- احتمال أن يكون الخطأ من عبد الرزاق بعيد
- في كلام الذهلي تدقيق وتحرير مما يدل على اعتنائه بالمسألة وأن عنده زيادة علم كيف لا وقد أفنى عمره في تتبع حديث الزهري وأخباره
- أحمد بن صالح المصري من أعلم الناس بحديث الزهري فقد جمعه وجوده وقدمه قرينه ابن حنبل مع الذهلي على أهل عصرهما في معرفة حديث الزهري وبينهما قصة في مذاكرة حول الزهري
وابن الطبري شيخ الذهلي وبينهما قصة وفيها نصحه له بتنقيح أحاديث الذهلي
ولمست قرب منهج الذهلي من منهج ابن صالح
وأظن أن ابن صالح يثبت سماع الزهري من ابن عمر وما تقدم في التمهيد عنه يؤيد ذلك
ويبقى كل هذا ظن حتى نقف على نص ابن صالح في المسألة يسر الله الوقوف عليه
- صحة سند وفود الزهري على مروان تلك السنة وعنبسة مكثر عن الزهري
- الحوار الذي دار بين معمر وتلميذه يدل على تفردهما بهذا العلم عن غيرهما ومعمر طويل الصحبة للزهري
لكن يستشف منها أن معمرا كان يكتم ذينك الحديثين
- ينظر من هو أحمد بن خالد؟
¥