تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال عن حديث طلاق الأخرس]

ـ[أم الاء]ــــــــ[08 - 11 - 07, 04:48 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواني بارك الله في علمكم وعمركم.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في ترجمة " جرير بن عبد الحميد الضبي " ,

" تهذيب التهذيب 1/ 369 ": وقال يعقوب بن شيبة , عن عبد الرحمن بن محمد , عن سليمان الشاذكوني , حدثنا (يعني جرير الضبي) عن مغيرة , عن إبراهيم في طلاق الأخرس , ثم حدثنا به , عن سفيان , عن مغيرة , ثم وجدته على ظهر كتاب لابن أخيه , عن ابن المبارك , عن سفيان , عن مغيرة. قال سليمان: فوقفته عليه. فقال لي: حدثنيه رجل , عن المبارك , عن سفيان , عن مغيرة , عن إبراهيم. وانظر: تاريخ بغداد 7/ 260.

س1: أسأل عن حديث طلاق الأخرس. فإنني بحثت عنه ولم أجده. وقد قال سليمان: وكان هذا الحديث موضوعاً. حفظكم الله لو تساعدوني في تخريجه والحكم عليه.

س2: هل يصح وصف جرير بن عبد الحميد الضبي بالتدليس من خلال قول سليمان الشاذكوني؟

حفظكم الله , ودمتم في خدمة الإسلام والمسلمين.

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:20 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بارك الله فيكم

الأثر المذكور رواه البخاري معلقاً (3/ 412) كتاب الطلاق باب اللعان، ووصله ابن أبي شيبة (4/ 79) برقم (17998) من طريق جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا كتب الطلاق بيده وجب عليه.

ورواه عبد الرزاق في المصنف (6/ 413) برقم (11435) عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم في الرجل يكتب بالطلاق ولا يلفظ به ولا يراه كاملا قال هو جائز.

قال الحافظ في الفتح (9/ 441): (قوله: " وقال إبراهيم الأخرس إذا كتب الطلاق بيده لزمه " وصله بن أبي شيبة بلفظه وأخرجه الأثرم عن ابن أبي شيبة كذلك وأخرجه عبد الرزاق بلفظ الرجل يكتب الطلاق ولا يلفظ به أنه كان يراه لازما)

والأثر صحيح عن إبراهيم فقد رواه عبد الرزاق عن الثوري به كما سبق.

أما جرير بن عبد الحميد الضبي فمجمع على ثقته كما ذكر أبو القاسم اللالكائي وأخرج له الجماعة، ولم أر من وصفه بالتدليس فيما اطلعت عليه من تراجم أو مصنفات في المدلسين، وغاية ما نقم عليه وصفه بالتغير في آخره وخلطه بين حديث عاصم الأحول و أشعث بن سوار وقد بين أحمد أن بهز بن أسد قدم على جرير فقال له: هذا حديث عاصم وهذا حديث أشعث قال: فعرفها فحدث بها الناس، وذكر أبو حاتم أنه لما تغير حجبه أولاده كما ذكر الذهبي في الميزان.

وأما ما ذكره سليمان الشاذكوني فيجاب عنه بما يلي:

1 - الجواب الأول: ما ذكره الحافظ ابن حجر بقوله: (قلت إن صحت حكاية الشاذكوني فجرير كان يدلس) والقصة لا تصح فهي من رواية سليمان بن داود المنقري الشاذكوني:

قال البخاري: فيه نظر.

وكذبه ابن معين وقال مرة: كان الشاذكوني يضع الحديث.

وقال أبو حاتم: متروك الحديث.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال أبو احمد الحاكم: متروك الحديث.

2 - الجواب الثاني: لو صحت القصة فتدليس حديث واحد لا يؤثر في الراوي الثقة فقل من يسلم من تدليس بهذا الشكل حتى كبار الأئمة والمحدثين فغاية ما يقال هنا لو صحت القصة ان يكون من الطبقة الأولى من المدلسين وهم من لم يوصف بذلك إلا نادرا بحيث إنه لا ينبغي أن يوصفوا بذلك.

3 - الجواب الثالث: أنه ذكر لأبي خيثمة يوما إرسال جرير للحديث وأنه لم يكن يقول حدثنا وقيل له تراه كان يدلس فقال أبو خيثمة لم يكن يدلس لأنا كنا إذا أتيناه وهو في حديث الأعمش أو منصور أو مغيرة ابتدأ فأخذ الكتاب فقال حدثنا فلان ثم يحدث عنه مبهم في حديث واحد ثم يقول بعد ذلك منصور منصور أو الأعمش الأعمش لا يقول في كل حديث حدثنا حتى يفرغ من المجلس.

وهذا جواب دقيق من تلميذه أبي خيثمة زهير بن حرب وهو أعلم به.

والله أعلم

ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:28 م]ـ

ما شاء الله بارك الله فيك أبا حازم

ـ[أم الاء]ــــــــ[08 - 11 - 07, 06:34 م]ـ

بارك الله فيكم وحفظكم وفرج همكم ... آمين

لقد وصف الترمذي جرير الضبي بالتدليس فقال:

حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف , أخبرنا عمر بن علي المقدمي , عن هشام بن عروة , عن أبيه , عن عائشة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن الخراج بالضمان. قال أبو عيسى: وقد روى مسلم بن خالد الزنجي هذا الحديث , عن هشام بن عروة , ورواه جرير عن هشام - أيضاً - وحديث جرير يقال: تدليس دلس فيه جرير , لم يسمعه من هشام بن عروة.

سنن الترمذي (كتاب: البيوع , باب: ما جاء فيمن يشتري العبد ويستغله ثم يجد به عيباً , ص 373 , ح 1286).

وقد ذكره محمد طلعت في كتابه " معجم المدلسين " ص 122.

وأخيراً جزاكم الله خير الجزاء.

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 08:03 م]ـ

بارك الله فيكم

الأهم عندنا هنا ما نقل عن الترمذي _ رحمه الله _ وهو لا يدل على وصف الترمذي لجرير بالتدليس من وجهين:

الوجه الأول: أنه ذكره بصيغة التمريض ولم يجزم به فقال: (وحديث جرير يقال: تدليس دلس فيه جرير , لم يسمعه من هشام بن عروة)

الوجه الثاني: أن الترمذي بين سبب رواية جرير هذا عن هشام فيما نقله عن البخاري في كتاب العلل الكبير (ص 192) برقم (338) فقال:

(قلت له _ أي البخاري _: رواه جرير عن هشام بن عروة؟

فقال _ أي البخاري _: قال محمد بن حميد: إن جريراً روى هذا في المناظرة ولا يدرون له سماعاً)

ومحمد بن حميد هو ابن حيان الرازي ممن حدث عن جرير، ومعلوم أن رواية الحديث عن طريق المناظرة لا توصف بالتدليس.

ومعلوم أنه لو كان الترمذي وصفه بالتدليس لم يغفله من كتب في ذلك كالذهبي في منظومته والحلبي وابن حجر وغيرهم.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير