[فائدة في تحرير التراجم]
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 11 - 07, 03:03 م]ـ
هذا الحديث ذكره ابن حجر في بلوغ المرام (307) فقال: ((وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إلَّا الْمَوْتُ)). ثم قال: رَوَاهُ النَّسَائِيّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
وَزَادَ فِيهِ الطَّبَرَانِيُّ وَ ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)).
أقول:
ذكر الصنعاني في سبل السلام أنَّ أبا أمامه راوي هذا الحديث ليس أبا أمامه الباهلي صدي بن عجلان، وإنما هو إياس بن ثعلبة الأنصاري الحارثي وعزى ذلك لابن عبد البر، ثم علّم للتفريق بأن أبا أمامة الباهلي لا يأتي إلا مقيداً بـ الباهلي.
هكذا قال، وهذا من أخطائه – رحمه الله تعالى -، وقد تابعه على هذا الخطأ وقلده في ذلك الشيخ عبد القادر شيبة الحمد في كتابه فقه الإسلام شرح بلوغ المرام 1/ 282 ومن قبله حفيد صديق حسن خان في فتح العلام شرح بلوغ المرام 1/ 288
وهذا محض خطأ لأربعة أمور:
الأول: عزى هذا الأمر لابن عبد البر، ولم نجده في مظانه.
الثاني: إن الحديث ذكره الطبراني في معجمه الكبير (7532) في مسند أبي أمامه الباهلي.
الثالث: إن الحديث ساقه الطبراني في مسند الشاميين (824) وصرّح به بالباهلي، ومن طريقه أخرجه ابن حجر في نتائج الأفكار 2/ 278 - 279. وكذلك جاء التصريح به بالباهلي في مسند الروياني (1268).
الرابع: أورده المزي في تحفة الأشراف 4/ 33 (4927) في مسند أبي أمامة الباهلي.
ومن الفوائد:
أورده ابن عبد الهادي في المحرر (280) و عزاه للنسائي الروياني وابن حبان و الدارقطني في الأفراد والطبراني. ثم قال: ((ولم يصب من ذكره في الموضوعات فإنه حديث صحيح)).
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار 2/ 280: ((وقد أخرجه ابن حبان في كتاب الصلاة المفرد من رواية يمان بن سعيد عن محمد بن حمير ولم يخرجه في كتابه الصحيح)).
ومما يذكر هنا أن كتاب الصلاة لابن حبان أشار إليه ابن حبان في صحيحه فقد قال 5/ 184 عقيب (1867) فقال: ((في أربع ركعات يصليها الإنسان ست مئة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجناها بفصولها في كتاب " صفة الصلاة " فأغنى ذلك نظمها في هذا النوع من هذا الكتاب)).
تنبيه: إياس بن ثعلبة أبو أمامة الأنصاري الحارثي له عدد يسير من الحديث ذكر شيئاً منها ابن عبد البر في الاستيعاب، ومجموع تلك الأحاديث ستة أحاديث.
"التحفة" 1/ 749 (1744): ((من أقتطع مال امرئ مسلم بيمينه)).
"التحفة" 1/ 751 (1745): ((ألا تسمعون إن البذاذة من الأيمان))
"الإتحاف" 2/ 440 (2042): ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهم بمسيره إلى بدر، وأجمع الخروج، فقال ابو برده نيار ..... ))
"الإتحاف"2/ 440 (2043): ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ من الغمر ولا يؤذ بعضنا بعضا).
"الإتحاف " 2/ 440 (2044): ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس القرفصاء))
"الإتحاف" 2/ 441 (2045): ((من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله ...... )).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 11 - 07, 03:29 م]ـ
شيخنا الحبيب
بارك الله فيك ونفع بكم
تنبيه مهم
ولكن شيخنا ذكرتم
(الأول: عزى هذا الأمر لابن عبد البر، ولم نجده في مظانه.)
الصنعاني عزى ذكر
(وَعَنْ " أَبِي أُمَامَةَ "] هُوَ " إيَاسٌ " عَلَى الْأَصَحِّ، كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ " ابْنُ ثَعْلَبَةَ الْحَارِثِيُّ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ، لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا إلَّا أَنَّهُ عَذَرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخُرُوجِ لِعِلَّتِهِ بِمَرَضِ وَالِدَتِهِ؛ وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ " تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ، فَإِذَا أُطْلِقَ فَالْمُرَادُ بِهِ هَذَا، وَإِذَا أُرِيدَ " الْبَاهِلِيُّ " قُيِّدَ بِهِ.
)
فقوله
(ُوَ " إيَاسٌ " عَلَى الْأَصَحِّ، كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ)
أي أن اسم أبي أمامة الصواب فيه إياس
وهذا في الاستيعاب
(اسمه إياس بن ثعلبة من بني حارثة بن الحارث بن الخزرج. وقيل اسمه ثعلبة وقيل سهل ولا يصح فيه غير إياس بن ثعلبة)
فابن عبد البر صحح أن اسمه إياس لا غير
وهذا هو مراد الصنعاني في هذه الجزيئية
والله أعلم
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أحمد العاني]ــــــــ[09 - 11 - 07, 04:22 م]ـ
جزاكما الله تعالى خيرًا.
مقتضى كلام الشيخ ابن وهب أن الواهمَ في تحديد راوي هذا الحديث العلامةُ الصنعاني، و الله أعلم
ـ[صالح العقل]ــــــــ[09 - 11 - 07, 06:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 07:07 ص]ـ
قول الصنعاني (وَعَنْ " أَبِي أُمَامَةَ "] هُوَ " إيَاسٌ " عَلَى الْأَصَحِّ، كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ))
ثم ذكر البدل"ابنُ ثعلبة"
يبدو الله أعلم ..
أن مراد الصنعاني الآتي:-
رجح أولا أن أبا أمامة .. ليس هو الباهلي ..
ولكنه لمّا جعل قوله "كما قال ابن عبد البر" بين الجملة المعترضة (هو إياس على الأصح) وبين البدل (ابن ثعلبة) .. صار الكلام محتملا للوجهين ..
الوجه الذي ذكره الشيخ الدكتور ماهر
والوجه الذي ذكره الشيخ ابن وهب
والتحقيق أنه لمّا وجد في الاستيعاب .. ماذكره ابن وهب .. من أن الراجح في اسمه إياس ..
دل ذلك أن مراد الصنعاني هو كما قال ابن وهب
ولو كان اسم أبي أمامة .. لم يتردد بين أكثر من قول .. لترجح توهيم الشيخ ماهر للصنعاني في هذه الجزئية خاصة ..
لا في عامة ما استدركه عليه
وعلى كل فهذا مما يعيب أسلوب بعض العلماء في عدم تحرير العبارة جيدا ..
وقد وجدت مثل ذلك في فتح المغيث .. للسخاوي .. كثيرا
وجل من لا يهِم!
والله أعلم
¥