وحدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد وجعفر بن هشام قالا: ثنا أبو سلمة ثنا حماد أنا حميد عن بكر عن عبدالله عن عبدالله بن رباح عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، ولكنه زاد فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرس بليل توسد لينة وإذا عرس عند الصبح نصب ساعده نصباً وعمدها إلى الأرض ووضع رأسه على كفه.
قال المحقق في الحاشية: في إسناده ابن جناد كما مر آنفاً قبله، لكنه لم ينفرد به، أخرجه أحمد (ج5 ص298) وابن خزيمة (ج4 ص148) والبيهقي (ج5 ص256) والترمذي في الشمائل في باب ما جاء في صفة نوم رسول اله صلى الله عليه وسلم كلهم من طريق حماد به، وقال البيهقي: رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن راهوية عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة، وهكذا عزاه لمسلم المزي في تحفة الأشراف (ج9 ص245) والنابلسي في الذخائر (ج3 ص208) لكن لم أجده في المطبوعة، والله أعلم.
[رواية أخرى للحديث؛ نسبت إليه وليست في المطبوع] قال ابن رجب في فتح الباري (5/ 103): (وقد روى الإمام أحمد حديث أبي قتادة هذا بسياق مطول، وفيه: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عرس وعليه ليل توسد يمينه، وإذا عرس الصبح وضع رأسه على كفه اليمنى، وأقام ساعده. وقد خرجه مسلم من طريق الإمام أحمد بدون هذه الزيادة، وظن جماعة أنها في سياق حديث مسلم فعزوها إليه، ومنهم الحميدي وأبو مسعود الدمشقي حتى أنه عزاها بانفراد إلى مسلم ولعلهم وجدوها في بعض نسخ ((الصحيح)) والله أعلم).
2) وقال ابن رجب أيضا (7/ 251): (وروى عامر بن سعد عن العباس بن عبدالمطلب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه) وقد عزاه غير واحد من الحفاظ إلى صحيح مسلم ولم نجده فيه). انتهى.
قال في الحاشية: (ونحو هذا ما قاله ابن العراقي أبو زرعة (لم أقف عليه في الصلاة من صحيح مسلم)، وانظر النكت لظراف على الأطراف في هامش التحفة (4/ 265)، والحديث في صحيح مسلم برقم (491) ط. عبدالباقي، وفيه سبعة أطراف بدل من آراب، والذي في تحفة الأشراف (4/ 265) آراب، وهذا الحديث ليس موجودا في الطبعة السلطانية). انتهى. قلت: ولكنه موجود في متن صحيح مسلم المطبوع مع إرشاد القاري للقسطلاني ومعه شرح النووي لمسلم وهو فيه (3/ 134).
وقال الزيلعي في نصب الراية (1/ 384): (حديث العباس (إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب) عزاه جماعة إلى مسلم منهم: أصحاب الأطراف والحميدي في الجمع بين الصحيحين والبيهقي في سننه وابن الجوزي في جامع المسانيد وفي التحقيق، ولم يذكره عبد الحق في الجمع بين الصحيحن، ولم يذكر القاضي عياض لفظة الآراب في مشارق الأنوار الذي وضعه على ألفاظ البخاري ومسلم والموطإ؛ فأنكره في شرح مسلم؛ فقال: قال المازري: قوله عليه السلام (سجد معه سبعة آراب) قال الهروي الآراب الأعضاء واحدها أرب. قال القاضي عياض: وهذه اللفظة لم تقع عند شيوخنا في مسلم ولا هي في النسخ التي رأينا والتي في كتاب مسلم: (سبعة أعظم). انتهى.
والذي يظهر والله أعلم أن أحدهم سبق بالوهم فتبعه الباقون وهو محل اشتباه فان العباس يشتبه بابن عباس وسبعة آراب قريب من سبعة أعظم) انتهى كلام الزيلعي.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (التلخيص الحبير): (قوله) (ويروى على سبعة آراب)، هي في سنن ابى داود من هذا الوجه، وعند ابى يعلى من رواية سعد بن ابى وقاص؛ وزاد فيه فايها: لم يضعه فقد انتقض، ولمسلم عن العباس بن عبد المطلب مثله، وعزاه المنذري للمتفق عليه= فوهم؛ فإنه في بعض نسخ مسلم دون بعض، ولهذا استدركه الحاكم، ولم يذكره عبد الحق، وصححه ابن حبان، وعزاه اصحاب الأطراف والحميدي في الجمع وابن الجوزي في جامعة وتحقيقه والبيهقي وابن تيمية في المنتقي= لتخريج مسلم، وانكر ذلك القاضي عياض في شرح مسلم، فقال: لم يقع عند شيوخنا في مسلم، ولم يخرجه البخاري أصلا، وقال البزار لا نعلم أحدا قال: الآراب إلا العباس؛ وهو متعقب برواية ابن عباس التي في سنن ابى داود.
(ومن كتاب ابن عمار الشهيد):
3) (رقم/27) قال: (ووجدت فيه عن أبي موسى محمد بن المثنى عن محمد جعفر عن شعبة عن قتادة عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: (أمر بالأجراس أن تقطع من أعناق الإبل يوم بدر).
¥