ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:16 م]ـ
قال النووي ـ رحمه الله ـ في التقريب:
هذه أمور يتعرفون بها حال الحديث، فمثال الاعتبار: أن يروي حماد مثلاً حديثاً لا يتابع عليه عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فينظر هل رواه ثقة غير أيوب عن ابن سيرين، فإن لم يوجد فثقة غير ابن سيرين عن أبي هريرة وإلا فصحابي غير أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأي ذلك وجد علم أن له أصلاً يرجع إليه، وإلا فلا.
والمتابعة أن يرويه عن أيوب غير حماد وهي المتابعة التامة، أو عن ابن سيرين غير أيوب، أو عن أبي هريرة غير ابن سيرين، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم صحابي آخر. فكل هذا يسمى متابعة، وتقصر على الأولى بحسب بعدها منها،
.
هل يعنى هذا أنه لا فرق بين الإعتبار و المتابعة؟!!!
وتسمى المتابعة شاهداً، والشاهد أن يروى حديث آخر بمعناه، و يسمى هذا متابعة،
إذاً فلا فرق بين الثلاثة!!!
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:58 م]ـ
الاخوين الكريمين ابا عمر وعبدالله حقي - حفظهما الله من كل مكروه -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - يقع بعض الباحثين في خطأ - اظنه غير مقصود - حيث يجمعون بين الاعتبار من ناحية والمتابعات والشواهد من ناحية اخرى فيقولون (الاعتبار والمتابعات والشواهد) فيوهم ذلك ان الثلاثة اقسام لشيء واحد وهذا خطأ ذلك ان الاعتبار هو الطريقة التي يتوصل بها الى المتابعات والشواهد للحديث وعليه فالمتابعات والشواهد هي اقسام عملية الاعتبار
2 - المتابعة تنقسم الى قسمين متابعة تامة ومتابعة ناقصة, فالتامة ان يروي الحديث راو عن شيخه ثم يرويه راو اخر عن نفس الشيخ ومثال ذلك أن يروي حماد مثلاً حديثاً عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيرويه عن أيوب غير حماد وهذه المتابعة التامة، ام الناقصة فهي ان لا يوجد متابع للراوي عن نفس الشيخ انما يوجد من يرويه عن شيخ الشيخ مع اختلاف الشيخ الاول ففي المثال الاول لا نجد متابعا لحماد يرويه عن ايوب بل نجد من يرويه عن غير ايوب عن ابن سيرين به, ويطرد ذلك الى اخر السند لكن قبل الصحابي
3 - الشاهد ان يُروى الحديث من طريق صحابي اخر بنفس اللفظ او بالمعنى فقط, فالمهم ان يُروى الحديث من طريق غير الصحابي الاول, هذا ما عليه جمهور المحدثين, وما ذكره بعض الاخوة من ان المتابعة الناقصة يدخل فيها ان يُروى الحديث من طريق غير الصحابي الاول والشاهد ان يُروى الحديث بالمعنى فقد ذُكر ذلك عن بعض العلماء كالذي ذُكر عن الامام النووي, لكن جمهور المحدثين على القول الاول كما ذكرت سابقا - والله اعلم -
على انني اقول ان الحدود والرسوم المنطقية كالتعاريف الجامعة المانعة لا يحفل بها كثيرا المحدثون, فقد تجد بعضهم يعبر بالمتابعة على ما اسقر عليه اصطلاح المتأخرين انه معنى الشاهد فلا مشاحة في الاصطلاح اذا عرفنا الفرق بين الشاهد والمتابعة عمليا
4 - اقوى الشواهد للحديث ان يحصل الحديث امام مشهد من الصحابة - رضوان الله عليهم اجمعين - فيرويه كل واحد منهم بلفظه او بمعناه, فحديث كل واحد من هؤلاء الصحابة شاهد لحديث الاخر, وبمعنى اخر ان يثبت او يغلب على الظن ان هذه الشواهد تعود لحديث واحد او واقعة واحدة او قول واحد - والله اعلم -
وقبل الختام اود ان اشير الى ان الرسالة التي اشار اليها الاخ شكر ابو على (نظرية الاعتبار عند المحدثين) للاخ الدكتور منصور الشرايري - حفظه الله -, قد طبعت بدار الغرب وقد قدم لها الدكتور بشار معروف, والحقيقة انها رسالة بديعة في بابها تدل على تمكن صاحبها من موضوعها خاصة وعلم الحديث عامة - ارجو له ولعموم المسلمين دوام التقدم والنجاح, وان يستخدمنا واياه في طاعته وخدمة دينه واعلاء رايته انه ولي ذلك والقادر عليه -
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:18 ص]ـ
بارك الله فيكم
إذن يمكن تلخيص ذلك فى أن الإعتبار هو عملية البحث نفسها عن المتابعة أو الشاهد
و أن الفرق بين المتابعة و الشاهد أن الأولى بحث فى الأسانيد و الطرق و الثانية توجد فى متن أو متون ما
أليس كذلك؟
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:59 ص]ـ
الأخ أبو مهند ما ذكرته هو في باب إصول الفقه والبحث هنا في الاعتبار عند المحدثين جزال الله خيرا
الأخ شكر قد طبعت الرسالة في الدار الأثرية - عمان جزاك الله خيرا واتصل بي على الجوال 0777954819 لأهديك منها نسخة حب ومودة.
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[27 - 06 - 09, 06:22 م]ـ
بارك الله فيكم
إذن يمكن تلخيص ذلك فى أن الإعتبار هو عملية البحث نفسها عن المتابعة أو الشاهد
و أن الفرق بين المتابعة و الشاهد أن الأولى بحث فى الأسانيد و الطرق و الثانية توجد فى متن أو متون ما
أليس كذلك؟
اخي الحبيب - رعاك الله -
1 - المحدثون لا يفصلون بين السند والمتن فالكل عندهم حلقة واحدة وهم عند البحث عن طرق الحديث يشترطون ان يكون المتن واحد او على الاقل المعنى واحد
2 - المفروض عند البحث عن المتابعات انها تجبر الخلل الواقع في الطريق التي نبحث عن متابعاتها وبالتالي يسلم المتن من الغرابة والتفرد, اما الشواهد فينصب البحث عن المتن من رواية صحابي اخر باللفظ او بالمعنى لكن بشرط ان يغلب على الظن ان الشواهد ترجع الى واقعة واحدة او قول واحد
3 - في المتابعة يبقى الحديث من رواية نفس الصحابي اما في الشواهد فهو ان يروى الحديث من طريق صحابي اخر
اذن المتابعة من رواية نفس الصحابي, والشاهد من رواية صحابي اخر, والاعتبار هو عملية البحث والسبر عن المتابعات والشواهد للحديث التي من شأنها جبر الخلل الواقع في الحديث او على الاقل اثبات معناه
والله اعلم
¥