تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[((مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها))]

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[24 - 11 - 07, 04:15 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كان نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يشبه المؤمن بأنواع معينة من الشجر ليبين لنا صفاته، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم ما يلي:

ورد في صحيح البخاري:

1 - عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ،وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ،وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ،وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ "

2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنْ الزَّرْعِ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا، فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ، وَالْفَاجِرُ كَالْأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ "

3 - عن مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَلَا يَتَحَاتُّ"، فَقَالَ الْقَوْمُ: هِيَ شَجَرَةُ كَذَا هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ فَاسْتَحْيَيْتُ،فَقَالَ: " هِيَ النَّخْلَةُ "

*وقد وجدت شرحا علميا عجيبا للحديث الأخير، وهو فيما يلي:

[((مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها))]

إعداد الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى.

في جلسة علمية إيمانية عصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذهن أصحابه قائلاً لهم: (مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها) أي لا يسقط ورقها.

هل تعلم أخي المسلم الشجرة المقصودة في لحديث السابق؟!

وما الحكمة في تشبيه المؤمن بهذه الشجرة؟!

الحديث كما رواه الإمام مسلم في صحيحه: عن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه: أخبروني عن شجرة مثلها مثل المؤمن؟!!

وفي رواية (مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها).فجعل القوم يذكرون الشجر من شجر البوادي، قال ابن عمر (رضي الله عنهما): وألقي في روعي أنها النخلة، فجعلت أريد أن أقولها فإذا بأسنان القوم (أي كبارهم وشيوخهم) فأهاب أن أتكلم.

فلما سكتوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هي النخلة ".

إذاً الشجرة المقصودة هي النخلة.

الشجرة والمؤمن:

- الشجرة سيدة المملكة النباتية من الناحية العلمية، الظاهرية، والتشريحية والوظائفية، والبيئية فهي: معمرة تتغلب على التقلبات السنوية، طيبة مثمرة نافعة.

- المؤمن: سيد المخلوقات الإنسانية من الناحية العلمية، والعقائدية، والوظائفية والاجتماعية فهو: يتحمل المصاعب، مثمر أينما وقع نفع.

والسؤال المطروح عليك أخي المسلم ما الحكمة في تشبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة؟

إليك بعض ما فتح الله به علينا في ذلك:

أولاً: ثبات الشكل الظاهري:

فالنخلة رغم جمالها الأخاذ لها شكل ظاهري واحد لا يتغير إلا للأحسن فيزداد حسنها بظهور ثمرها ودنو قطوفها، وللمؤمن أيضاً هيئة ظاهرية واحدة، لا يتقلب حسب الموضة والأهواء، ولكنه يتزين لزوجته فيسرها بمنظره قال ابن عباس: (إني أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي)، وهو يتزين في العيدين وقت قطوف ثواب الصوم والحج كما تتزين النخلة وقت قطوف الثمر، ويتزين يوم الجمعة، وعند المجالس، والمساجد ومقابلة الوفود، وهو يتزين بالمشروع ولا يتزين بغير المشروع.

ثانياً: ثبات الأصل وسمو الفرع:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير